أوقع انفجار غامض في دير الزور شرقي سورية عددا من القتلى والجرحى، كما سقط آخرون في اشتباكات بين مجموعات محلية في درعا جنوبي البلاد، فيما استأنفت الطائرات الحربية الروسية غاراتها على مواقع مفترضة لتنظيم "داعش" في البادية السورية.
وارتفعت حصيلة الخسائر البشرية نتيجة الانفجار الذي وقع، صباح اليوم، في مستودع للمليشيات الإيرانية في حي سكني بمدينة دير الزور، إلى 8 قتلى، وعدد من الجرحى، وفق شبكة "نهر ميديا المحلية".
ورجحت الشبكة أن يكون الانفجار ناجما عن قصف من طيران مسيّر استهدف موقعاً في حي الحميدية، مشيرة إلى أن الدمار الناتج عنه امتد إلى مسافة كيلومتر واحد. وأوضحت أن المكان الذي وقع فيه الانفجار هو منزل قرب العيادات الشاملة استولت عليه المليشيات الإيرانية، وحولته إلى مقر لها.
ويعد هذا الاستهداف هو الأول من نوعه لمليشيا إيرانية داخل مدينة دير الزور، وأدى لاستنفار على أعلى مستوى لقوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية في المدينة.
وتضاربت الروايات التي أوردتها وسائل اعلام النظام السوري بشأن الانفجار. وفي حين ذكرت وكالة "سانا" الرسمية أن الانفجار ناجم عن لغم من مخلفات ما وصفته "التنظيمات الإرهابية"، وقد أوقع 3 قتلى، قالت صفحة "الدفاع الوطني" فرع دير الزور إنه ناجم عن استهداف إسرائيلي لتجمعات سكنية.
ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد تسبب الانفجار في سقوط 7 قتلى، 3 من جنسيات غير سورية، و3 من جنسية سورية، وشخص مجهول الهوية، فيما أصيب 15 آخرين، تزامنا مع تحليق طائرات مسيرة في أجواء المنطقة.
وتنشط المليشيات الإيرانية في دير الزور وريفها، وخاصة في مدينتي البوكمال والميادين.
من ناحية أخرى، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأربعاء، أن أجواء البادية السورية شهدت تحليقاً مكثفا للطيران الحربي الروسي، الذي شن عدة غارات على مواقع لخلايا تنظيم "داعش"، مشيرا إلى أن الطائرات الروسية اقتربت من منطقة الـ55 كيلومتر عند مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية، دون ورود معلومات عن وقوع خسائر بشرية.
قتلى في درعا خلال حملة أمنية ضد تجار المخدرات
وفي جنوب البلاد، قتل شاب برصاص مجهولين بين بلدتي داعل وعتمان في ريف درعا، فيما أطلق عناصر من مفرزة "أمن الدولة" النار على شخص في أطراف مدينة إنخل شمالي درعا، ثم اعتقلوه بعد إصابته بطلق ناري.
وذكر الناشط أبو محمد الحوراني أن المذكور لا ينتمي لأي جهة عسكرية أو أمنية، وعمل سابقاً لصالح أحد الفروع الأمنية لفترة قصيرة، قبل أن يعتزل في منزله.
كما قتل كل من فايز الراضي وموسى الشريف في عملية اغتيال استهدفتهما بإطلاق نار مباشر في بلدة الطيبة شرقي درعا، بحسب "تجمع أحرار حوران".
والراضي هو قيادي سابق في فصيل "جيش اليرموك" المعارض، وقد انضم إلى "الأمن العسكري" التابع للنظام بعد إجراء تسوية عام 2018.
إلى ذلك، تدور اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين مجموعة تابعة للواء الثامن (التابع إداريا للأمن العسكري) من جهة، ومجموعات يقودها كل من فايز الراضي وإسماعيل القداح في بلدة أم المياذن شرقي درعا.
وذكر أيمن أبو محمود الناطق باسم "تجمع أحرار حوران" لـ"العربي الجديد" أن الاشتباكات شهدت قصفا متبادلا بين الجانبين بقذائف الهاون، ما أسفر عن احتراق أحد المنازل. وأضاف أن الحملة التي تشمل بلدتي صيدا وأم المياذن، أسفرت حتى الآن عن مقتل شخصين من مجموعة الراضي، وشخص من مجموعة القداح، واعتقال عشرات الأشخاص.
وأوضح أبو محمود أن الاشتباكات تأتي في سياق التوتر الذي تشهده المنطقة منذ عدة أيام بعد توجيه اتهامات من قبل قيادة اللواء الثامن لكل من الراضي والقداح بالعمل في تجارة وتهريب المخدرات.
ولفت أبو محمود الى أن "حملة اللواء الثامن غير مفهومة تماما بالنسبة لأهالي درعا، كونها لا تشمل جميع المتورطين بتجارة المخدرات المعروفين في المنطقة الشرقية حيث يسيطر اللواء، مثل غسان أبو زريق وعماد أبو زريق ورائد الرفاعي في بلدة نصيب، إضافة الى رافع الرويس وحسن العمان وعواد المساعيد وعماد أبو الهيال، الذين ينشطون في هذه التجارة بين بلدة معربة وقرية ندى الحدودية، فضلا عن الناشطين في منطقة اللجاة، وفي مدينة درعا، كمسؤول جمعية العرين وسيم عمر المسالمة، والقيادي في الأمن العسكري مصطفى قاسم المسالمة الملقب بـ"الكسم" اللذين يُشرفان على تهريب المخدرات".
ووفق مصدر مقرب من اللواء الثامن تحدث إلى "تجمع أحرار حوران"، فإن الهدف من هذه الحملة هو التخلص من فايز الراضي وإسماعيل القداح بأوامر مباشرة من مسؤول الفرع العسكري التابع للنظام في درعا العميد لؤي العلي، بسبب خلافات بين الطرفين على نسبة العلي من عمليات التهريب.
وتضيف المصادر أن "العملية لن تستهدف جميع العاملين في تهريب وترويج المخدرات، خاصة الأسماء التي تدفع إتاوات شهرية للعلي ونسبة محددة من كل عملية تهريب".