قالت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، في بيان صدر عنها، اليوم الجمعة، في الذكرى الثامنة للتدخل العسكري في سورية دعماً للنظام، إنها وثّقت مقتل 4072 مدنياً سوريّاً بالهجمات الروسية في سورية.
وأضاف الدفاع المدني، في بيانه، أنّ التدخل العسكري الروسي المباشر لدعم نظام الأسد في حربه على السوريين "لم يكن مجرد دعم عسكري لحليف، بل كان عدواناً على سورية وتدميراً لبنيتها التحتية، وإجهاضاً لمشروع التغيير فيها، وكان من الواضح أن هدف روسيا الأهم هو عدم السماح بإنتاج أي بديل عن نظام الأسد، مدفوعة بمصالح جيوسياسية".
ووثقت المنظمة وقوع 5741 هجوماً روسياً، في الفترة ما بين 30 سبتمبر/ أيلول 2015 وحتى 17 من الشهر نفسه 2023 (لا تشمل الهجمات المشتركة بين نظام الأسد وروسيا أو الهجمات في مناطق لا يمكن الوصول إليها)، وأدت إلى مقتل 4072 مدنياً، من ضمنهم 1165 طفلاً و754 امرأة، و8426 جريحاً في صفوف المدنيين، من ضمنهم 2154 طفلاً و1709 نساء.
وأكد الدفاع المدني أن فرقه استجابت لـ 265 مجزرة ارتكبتها القوات الروسية في سورية، معظمها استهدف منازل المدنيين والأسواق والأماكن المكتظة، بهدف "إيقاع أكبر عدد ممكن من المدنيين".
وكانت الهجمات على الأسواق الشعبية من الهجمات الأكثر دموية، إذ استهدف 54 هجوماً الأسواق الشعبية المزدحمة، ممّا أسفر عن مقتل 356 شخصاً، من بينهم 78 طفلاً و53 امرأة.
واتهم الدفاع المدني القوات الروسية بتنفيذ "70 هجوماً على المشافي والمراكز الصحية أدت إلى خروج معظمها من الخدمة بعد تدمير المباني والمعدات، على الرغم من أن إحداثيات معظم هذه المواقع هي ضمن مناطق يجرى بها فض الاشتباك بين الأمم المتحدة وروسيا، وأدت الاعتداءات على المشافي إلى مقتل 42 مدنياً وجرح 145 آخرين".
وتوزعت الاعتداءات الروسية خلال ثماني سنوات على 1112 قرية وبلدة ومدينة في 8 محافظات، كان لإدلب النصيب الأكبر منها، بواقع 3511 هجوماً، فيما تم استهداف حلب وريفها بـ 1190 هجوماً تلتها حماة بـ 525 هجوماً.
وانتقدت المنظمة عدم وجود مساءلة حتى الآن عن استخدام روسيا "غير المتناسب والعشوائي للأسلحة ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية في سورية"، وقالت إن هذا الأمر "شجع روسيا على تجربة أسلحة جديدة في المناطق المدنية، وفي نفس الوقت تستخدم روسيا سورية كاختبار لإرادة المجتمع الدولي لمنع ومحاكمة الفظائع ضد المدنيين".
ويعتبر التدخل العسكري في سورية أول عملية عسكرية تقودها روسيا خارج فضاء الاتحاد السوفييتي السابق، منذ تفككه عام 1991، وبدأ في 30 سبتمبر 2015، بعد موافقة مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي بالإجماع على طلب الرئيس فلاديمير بوتين استخدام القوات المسلحة في الخارج.