8 سنوات على اعتداءات بن قردان: هل نجحت تونس بعد المعركة؟

09 مارس 2024
خبير تونسي: أصبحت السيطرة أكثر إحكاماً بعد معركة بن قردان (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

مع مرور ثماني سنوات على معركة بن قردان شمال غربي تونس، على الحدود مع ليبيا، ينظر مراقبون إلى ارتياح أمني عبر تفكيك خلايا الجماعات المتطرفة وتجفيف منابعها، داعين إلى ضرورة مواصلة الحذر واليقظة والانتباه إلى المحيط الإقليمي.

وفي 7 مارس/ آذار 2016، هاجمت عناصر من تنظيم "داعش" مقر ثكنات عسكرية وأمنية في مدينة بن قردان على الحدود مع ليبيا، واشتبكت مع قوات الأمن والجيش. وأسفر الهجوم عن مقتل 55 مسلحًا من "داعش" و12 من قوات الأمن و7 مدنيين، في حين تم توقيف 52 مشتبهًا بهم كانوا ينوون إقامة "إمارة داعشية"، وفق مسؤولين تونسيين.

وكشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، فاكر بوزغاية، خلال ندوة إعلامية بمناسبة الذكرى الثامنة لمعركة بن قردان، الخميس، أنه "تم القضاء على عدد مهم من العناصر الإرهابية، وتقليص أعداد العناصر المتحصنة في الجبال من 117 عنصراً بين سنتي 2014 و2016 إلى 11 عنصرًا أوائل سنة 2023، تابعين لتنظيم "جند الخلافة" الموالي لما يسمّى بتنظيم داعش".

ونوّه بوزغاية لوكالة الأنباء التونسية، بما وصفه "بنجاحات مهمة حققتها الوحدات الأمنية والعسكرية، على غرار تفكيك تنظيم "أنصار الشريعة" بتونس، مع الكشف عن هيكليته والأطراف المحلية الأجنبية المرتبطة به". وأضاف بوزغاية في السياق نفسه أن ملف مكافحة الإرهاب في تونس يبقى من الملفات الأمنية، مشيرًا إلى وجود تهديدات لا تزال جدية.

وأعلن المتحدث الرسمي القضاء على عدد من العناصر المسلحة التابعة لـ"جند الخلافة" في تونس، وحصر تحركاتهم في مرتفعات جبال محافظات وسط البلاد (سيدي بوزيد والقرين)، مع طرد كتيبة "عقبة بن نافع" (الموالية لتنظيم القاعدة) خارج تونس، علاوة على كشف خلايا أخرى.

ولفت المتحدث باسم الداخلية التونسية إلى أن "الوحدات الأمنية والعسكرية نجحت أيضاً في إفشال المخطط الإرهابي الذي كان يهدف إلى استهداف المؤسسات السيادية في بنقردان وإحباطه، وتصفية الأمنيين والعسكريين، وإيهام سكان المدينة بوصول مقاتلي تنظيم "داعش" إلى تونس لإعلانها إمارة، وذلك يوم 7 مارس (آذار) 2016".

بعد معركة بن قردان: سيطرة أكثر إحكاماً

من جانبه، أكد خبير الشؤون الأمنية علي الزرمديني، في تصريح لـ"العربي الجديد" أنه "خلال السنوات التي تلت معركة بن قردان، ونحن نحيي اليوم ذكراها الثامنة، أخذ التصدي للإرهاب في تونس منعرجًا جديدًا، وأصبحت السيطرة أكثر إحكامًا على جميع المستويات".

وأفاد الزرمديني أن "هناك عمليات تبعت هذه النجاحات، أهمها عملية المنيهلة، وتعتبر مؤشر انكسار حقيقي لهذه الجماعات الإرهابية".

وتابع "بعد المعارك الميدانية المباشرة كانت هناك متابعات تتمثل في القضاء على العناصر المتحصنة في الجبال، والكشف عن الخلايا النائمة المزروعة في مختلف المدن التونسية، وكذلك في توقيف عديد العناصر المتطرفة المتسللة أو الفارة من بؤر التوتر والمفتش عنها".

وشدد الخبير الأمني على أن "النجاح يتمثل أيضًا في اجتثاث منابع الإرهاب التي تغذيه". وحذر من أن "الإرهاب يتولد ويتطور رغم النجاحات، فهناك دائمًا محاولات لإحياء عناصر من جديد يمكن أن تؤدي بفعل إرهابي، لأن الإرهاب ما زال قائمًا في محيطنا الإقليمي".

وبيّن أن "هناك فلولًا في الجزائر وليبيا وهناك عناصر متجددة لإعادة الروح والحياة للجماعات الإرهابية في الساحل الأفريقي وفي الغرب الأفريقي وفي وسط آسيا، وهي تعد من أكبر بؤر الإرهاب".

وأفاد بأن "العنصر التونسي المتطرف على قلته ما زال يتفاعل مع عناصر من دول أخرى، وقد يحاول التسلسل أو القيام بعمل إرهابي في بلادنا بما يؤكد ضرورة اليقظة والاستعداد المتواصل، فلا تغرنا النجاحات فالحرب على الإرهاب متواصلة".

وفي سياق متصل، أعلنت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، الأربعاء، انطلاق العمل بالنسخة المحدثة للاستراتيجية الوطنية لمكافحة التطرف العنيف والإرهاب (2023-2027)، وذلك تزامنًا مع الذكرى الثامنة لـ"ملحمة" بن قردان.

وتوفر الإستراتيجية الوطنية لمكافحة التطرف العنيف والإرهاب 2023-2027، وفق ملخص، إطارًا مرجعيًّا لتعزيز الجهود الوطنية الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار من خلال تحصين المجتمع التونسي من التطرف العنيف وتعزيز مناعة الدولة وتأمين مصالحها الداخلية والخارجية من الإرهاب والتخفيف من تداعياته ومعالجة آثاره.

المساهمون