تمثال الطالباني يطيح بقائد شرطة كركوك وعدد من الضباط الكبار

18 مارس 2018
السلطات الاتحادية أزالت التمثال بعد نصبه في قلعة المدينة(فيسبوك)
+ الخط -
كشفت مصادر عراقية حكومية في بغداد، اليوم الأحد، لـ"العربي الجديد"، عن تغييرات محدودة داخل جهاز الشرطة في محافظة كركوك، هي الثانية من نوعها، منذ استعادة بغداد السيطرة على المدينة، منتصف أكتوبر العام الماضي.

يأتي ذلك بعد أيام قليلة من حادثة نصب تمثال للرئيس العراقي السابق جلال الطالباني عند قلعة كركوك التاريخية بدون موافقة مسبقة من بغداد، ما دفع الجيش العراقي الموجود في المدينة إلى رفعه، معللا ذلك بعدم وجود موافقات مسبقة، إلا أن مسؤولين ألقوا باللوم على ضباط أكراد في قيادة شرطة المدينة، بتواطئهم مع الناشطين من أعضاء حزب "الاتحاد الكردستاني" المسؤولين عن التمثال.

ووفقا لمسؤول عراقي بارز في بغداد، فقد تمت إحالة قائد شرطة كركوك، العميد خطاب عمر، إلى التقاعد، وتعيين العميد علي كمال عبد الرزاق بدلا منه في المنصب بالوكالة، كما يتولى الأخير أيضا مهمة قيادة أمن المنشآت في كركوك، التي تضم حقول النفط والغاز والمصافي".

ووفقا للمسؤول ذاته في اتصال مع "العربي الجديد"، فقد تمت إقالة المتحدث باسم شرطة كركوك، العقيد افراسياو كامل، من منصبه، إضافة إلى نقل 6 ضباط كبار إلى أماكن أخرى، لافتا إلى أنه من المقرر أن يباشر قائد الشرطة الجديد مهامه اعتبارا من يوم غد الإثنين.

وأكد عضو مجلس مدينة كركوك (الحكومة المحلية)، أحمد الجاف، ذلك، معربا عن أمله في أن تكون "التغييرات الحالية في قيادة الشرطة ذات انعكاس إيجابي"، مبينا، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الوضع الأمني مستقر في كركوك".

ووفقا للمعلومات المتحصلة، فإن قائد شرطة كركوك الجديد يتحدر من محافظة ديالى شرقي العراق، وهو "كردي فيلي"، وعمل سابقا في مناصب عدة بجهاز الاستخبارات العراقي، ومعروف بصلاته الوثيقة مع التحالف الوطني الحاكم في بغداد.

 



وعزت مصادر محلية في كركوك تلك التغييرات إلى أنها رد على ما أسمته "تواطؤ" شرطة كركوك مع نشاط أعضاء حزب الاتحاد، بوضع تمثال كبير للطالباني فوق قلعة كركوك التاريخية، التي من المفترض أنها تجمع القوميات الثلاث.

وأكدت المصادر، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "فهم من ذلك رسالة عنصرية من الناشطين الأكراد، بوضعهم تمثال الزعيم الكردي جلال الطالباني، وتبين من التحقيق أن الشرطة وفرت لهم موافقة وحماية من دون العودة إلى قيادة عمليات كركوك، المسؤول الأول عن هذه الأمور".

يذكر أن السلطات الاتحادية أزالت التمثال بعد نصبه في قلعة المدينة، وبررت بغداد القرار بـ"عدم الحصول على موافقات مسبقة"، وهو ما رفضه مسؤولون في الاتحاد الوطني الكردستاني الذي أسسه الطالباني.

وقال قائد عملية فرض القانون في كركوك، اللواء الركن معن السعدي، إن "نصب التمثال جرى من دون موافقات رسمية، ومن دون علم قيادة فرض القانون، وأيضاً من دون علم المراجع العليا في بغداد وموافقتها، كما لم يكن لمقر الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك علم به، وإنما كان تصرفاً شخصياً من قبل ضابط في قيادة شرطة كركوك بالتنسيق مع أحد المقاولين، من دون أن يكشف عن اسم الضابط.