فرنسا: رفض شعبي لترشّح هولاند وساركوزي للرئاسة

10 ديسمبر 2014
تراجع في شعبية هولاند وساركوزي (فرانس برس)
+ الخط -

ليس من السهل قراءة استطلاعات الرأي الفرنسية، فهي تتغير باستمرار، ولكنها فيما يخص الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس السابق نيكولا ساركوزي، لا تختلف كثيراً في إحصاءاتها، وهو ما يعني رفضاً شعبياً فرنسياً لترشحهما معاً في انتخابات الرئاسة عام 2017، ويدل على رغبة شعبية في رؤية مرشحين جدد من اليسار واليمين في مواجهة رئيسة حزب "الجبهة الوطنية" مارين لوبين مرشحة اليمين المتطرف.

وفي استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "أودوكسا"، ونشرته صحيفة "لوباريزيان" هذا الشهر، أعلن 37 في المائة من المتعاطفين مع الحزب "الاشتراكي" تفضيلهم لترشح رئيس الحكومة الحالي مانويل فالس في انتخابات 2017، متقدماً على عمدة ليل مارتين أوبري، التي حصلت على 31 في المائة من الأصوات، فيما جاءت سيغولين روايال، المرشحة الرئاسية السابقة، ثالثة بنسبة 14 في المائة، ثم الوزير السابق أرنو مونتبورغ رابعاً بنسبة 10 في المائة، في حين حل هولاند في المرتبة الخامسة بنسبة 7 في المائة، ما يشكّل دليلاً على تدني شعبية الرئيس الفرنسي بشكل غير مسبوق بين المتعاطفين من حزبه الحاكم.

وفي استطلاع آخر نشرته صحيفة "لوفيغارو"، يظهر فالس، بوضوح، عند المتعاطفين مع الحزب "الاشتراكي"، الشخصية الاشتراكية الأقدر على تجسيد مستقبل الحزب، بنسبة تبلغ 40 في المائة، بينما يحصل لدى مجموع الفرنسيين على نسبة 23 في المائة.

ولكن الغريب في الاستطلاع، بل والتناقض الظاهر، أن المتعاطفين مع الحزب "الاشتراكي" الذين يفضّلون فالس، وهو المعروف بخطّه الليبرالي، يرون أن الحزب ليس يسارياً بما فيه الكفاية، بنسبة 54 في المائة، في حين أنها تصل إلى 63 في المائة لدى المتعاطفين مع اليسار. أما عموم الفرنسيين فيرون أن الحزب "الاشتراكي" ليس يسارياً بنسبة 41 في المائة.

في حين أن 33 في المائة من الفرنسيين و40 في المائة من المتعاطفين مع الحزب الاشتراكي، و32 في المائة من المتعاطفين مع اليسار، يرون أن هذا الحزب "يوجد في المكان الذي يجب، لا إفراط ولا تفريط". أما ربع الفرنسيين و4 في المائة من المتعاطفين مع اليسار و5 في المائة من المتعاطفين مع الحزب فيجدونه "مُبالِغاً في يساريته".

أما ساركوزي، فبعد أن وضع يده على حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" اليميني، لا يزال ضعيف الشعبية بين أوساط الفرنسيين. فعلى الرغم من الشعبية التي يحظى بها بين المتعاطفين من حزبه، فإن 66 في المائة من الفرنسيين لا يريدونه مرشحاً لرئاسيات 2017، كما جاء في استطلاع مؤسسة "أودوكسا".

ويُظهر الاستطلاع أن 58 في المائة من الفرنسيين يمتلكون نظرة سلبية عن ساركوزي، في حين أن 79 في المائة لا يرون له قدرة على توحيد البلد. أما 60 في المائة فيرون أنه أصبح من الماضي، وبالتالي فعودته لتحمّل المسؤوليات الكبرى سيئة.

وإذا كانت هذه الاستطلاعات سيئة، كما يبدو، لمرشّحَي رئاسيات 2012، فإنها تفتح الطريق للكثير من الوجوه الجديدة، (وهي ليس بالضرورة شابة)، للتباري والدخول إلى الحلبة.

ففي اليسار ينظر فالس، بفرح كبير، إلى عودة شعبيته وإن كان يعلم أنها مرتبطة بانتعاش الاقتصاد الفرنسي المنشود، وهي الفكرة ذاتها التي لا يزال هولاند واثقاً منها، وهي أيضاً ما أكد عليها رئيس الحزب "الاشتراكي" جان كريستوف كامباديليس، وهو على أعتاب مؤتمر الحزب الذي يبشّر بكثير من المفاجآت، حين قال "إن الرئيس زرع كثيراً، وهو يتقدّم".

كما لا يمكن إغفال انبثاق قياديين آخرين من الحزب "الاشتراكي"، لمزاحمة هولاند سنة 2017، إذا فشل اقتصادياً، وبمباركة من أحزاب اليسار الأخرى.

أما اليمين الكلاسيكي، فالسيوف المغمدة هذه الأيام، سيتم إشهارها قريباً، وستكون المعارك بين الأشقاء قاسية، بين رئيس الوزراء السابق آلان جوبيه "الديغولي" المنفتح على "الوسط الإنساني" (فرانسوا بايرو وآخرون)، وبين ساركوزي الذي أحاط نفسه بمجموعة من أيديولوجيي اليمين المتطرف، من دون إغفال الليبرالي جداً رئيس الوزراء السابق فرنسوا فيون.

المساهمون