72 ساعة من الهدوء في العراق: الأمن يراقب مقار المليشيات

03 أكتوبر 2020
مضى نحو أسبوع على آخر استهداف لـ"المنطقة الخضراء" (الأناضول)
+ الخط -

لم يسجل العراق خلال الـ 72 ساعة الماضية، التي أعقبت هجوم أربيل الذي وقع أمس الأول، أي استهداف صاروخي جديد لمواقع التحالف الدولي في البلاد، وذلك أيضاً بعد نحو أسبوع على آخر استهداف للمنطقة الخضراء في بغداد، حيث تقع السفارة الأميركية ومقرات بعثات دبلوماسية غربية، في هدوء وصف بأنه حذر، وسط إجراءات أمنية مشددة ورقابة على مقار الفصائل المسلحة.

وتحاول الحكومة العراقية، ضبط إيقاع الفصائل المسلحة الموالية لإيران، والتي تنفذ هجمات على المصالح الأميركية بالبلاد، في ظل مخاوف من تنفيذ واشنطن قرارها بغلق سفارتها ببغداد، وما له من تداعيات سلبية تخشاها بغداد.

ووجه رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، أخيرا بتنفيذ خطة أمنية مشددة لحماية مقرات ومصالح البعثات الأجنبية ومعسكرات تتواجد فيها قوات التحالف الدولي، كما وضع مقرات تعود لفصائل مسلحة تحت رقابة مشددة، وفقا لمسؤول أمني عراقي، قال إن "وقف الهجمات على المنطقة الخضراء مؤشر جيد حتى الآن، لكن الوضع ما زال حذرا للغاية وهناك قادة كتل سياسية مقربة من طهران تبذل أيضا مساعي لوقف الهجمات الصاروخية على المنطقة الخضراء لأن الأمر جدي".

وأضاف المسؤول أن الحكومة "لم تحصل لغاية الآن على أي تعهد من أي جهة بوقف الهجمات لأن التعهد من أي طرف يعني أنه متورط بالهجمات الماضية، لكن قيادات بتحالف الفتح ودولة القانون تستشعر بخطورة الموقف واحتمالية ضربة جوية أميركية لمواقع فصائل مسلحة وإغلاق للسفارة دفعها إلى التحرك أيضا للتهدئة".

لم يستبعد النائب ذبيان أن "يكون هناك رد أميركي باستهداف مقار الحشد أو بعض شخصياته"

وكشف في حديث لـ"العربي الجديد"، عن "وجود طيران مراقبة أميركية على مستويات عالية فوق بغداد لرصد أي تهديدات على السفارة الأميركية أو موقع مطار بغداد، كما أن القوات الأمنية تنفذ خطة مشددة لحماية المواقع الأميركية في عموم البلاد، خاصة موقع السفارة الأميركية ببغداد ومواقع السفارات والبعثات الدبلوماسية الأخرى، من خلال الانتشار الأمني المكثف في عموم مناطق العاصمة، وتفعيل الجهد الاستخباري"، مشيرا إلى أن "الخطة الأمنية التي يتم تنفيذها اقتضت وضع مقار بعض الفصائل المسلحة تحت رقابة سرية مشددة".

ولم تستبعد قيادات "الحشد الشعبي" تنفيذ واشنطن ضربات على مقارها، أو استهداف قياداتها، محاولة التنصل من مسؤولية تنفيذ هجمات ضد المصالح الأميركية.

وأكد النائب عن "تحالف الفتح" الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي" ثامر ذيبان، أن "جهات تستهدف شخصيات لها صلة بالحشد الشعبي، في كل عملية قصف تحدث في البلاد"، وقال في تصريح صحافي، "نستغرب أنه مع بداية انطلاق الصواريخ نحو المعسكرات الأميركية، تبدأ الاتهامات نحو أسماء لها صلة بالحشد، على الرغم من أن هيئة الحشد الشعبي نفت صلتها، كما أن الكتل السياسية رفضت ذلك الاستهداف".

واتهم ذبيان "تنظيم داعش بالوقوف وراء استهداف مطار أربيل"، معتبرا أن "التنظيم يسعى لأن يوجه الاتهام إلى الحشد من خلال الهجوم".

ولم يستبعد النائب أن "يكون هناك رد أميركي باستهداف مقار الحشد أو بعض شخصياته، مثلما حصل سابقا من عمليات استهداف، سيما مع عدم وجود رد حكومي على الاستهتار الأميركي".

ودخلت بعثة الأمم المتحدة على خط الوساطة، محاولة إقناع الفصائل المسلحة بوقف هجماتها على المصالح الأميركية، من خلال لقاءات أجرتها المبعوثة الأممية للعراق، جينين هينيس بلاسخارت، مع قيادات في تلك الفصائل، وقيادات سياسية مقربة من إيران.

المساهمون