7 قتلى جراء تجدد الاشتباكات في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان

14 سبتمبر 2023
يتواصل نزوح العائلات من المخيم هرباً من الاقتتال (رويترز)
+ الخط -

اندلعت اشتباكات عنيفة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان بين حركة "فتح" ومجموعات إسلامية متشددة، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه والقبول به من قبل القوى الفلسطينية.

وأسفرت اشتباكات اليوم التي استخدمت فيها القذائف والأسلحة الرشاشة عن سقوط سبعة قتلى و24 جريحاً بحسب الوكالة الوطنية للإعلام، كما سجلت أضرار مادية جسيمة في المخيم ومحيطه وصولاً إلى بعض المباني والمراكز في مدينة صيدا، جنوب البلاد، وذلك في وقت يستمر نزوح العائلات هرباً من الاقتتال.

وقال المسؤول الإعلامي في حركة "فتح" يوسف الزريعي في اتصال مع "الوكالة الوطنية للإعلام": "لقد تعرضت مواقعنا اليوم، لهجوم من قبل القوات الإرهابية ما اضطر عناصرنا للرد عليها، ولا سيما عند محور جبل الحليب - حطين ومحور التعمير - البركسات".

وأشار إلى أنه "لم يحصل أي تقدم لكلا الطرفين على المواقع التابعة لهما"، مؤكداً أن "ما يجري ليس بعملية عسكرية لـ(فتح) إنما صد هجوم الجماعات الإرهابية".

وأعلن أن "ساعة الصفر بالنسبة لـ(فتح) لم تتحدد بعد، وأن الحركة ملتزمة بما تم الاتفاق عليه اليوم في السراي الحكومي لجهة إعطاء مهلة زمنية لهذه المجموعات الإرهابية والضغط عليها من قبل القوى الإسلامية وحركة (حماس) من أجل تسليم المطلوبين في عملية اغتيال العميد الشهيد أبو أشرف العرموشي ورفاقه".

وأضاف "لقد بات واضحاً أن هناك قراراً إقليمياً خارجياً حرض على إشعال فتيل الفتنة داخل المخيم لتنفيذ المشروع التدميري والتهجيري ضد شعبنا. وكما قال المشرف العام على الساحة اللبنانية في حركة (فتح) عزام الأحمد فإن الأجهزة اللبنانية كانت قد رصدت اتصالات من جهة خارجية تحرض على إشعال فتيل الفتنة في عين الحلوة".

ويوم أمس الثلاثاء، اتفق وفدان من قيادتي حركتي "فتح" و"حماس"، على الالتزام بتثبيت وقف إطلاق النار في المخيم.

وجاء الاتفاق بعد اجتماع وفدين من الحركتين في السفارة الفلسطينية بالعاصمة اللبنانية بيروت بمشاركة عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، وعضو المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق.

واندلعت اشتباكات بين عناصر من حركة فتح ومجموعة مسلّحة تطلق على نفسها اسم "الشباب المسلم"، في نهاية يوليو/ تموز الماضي، أسفرت عن مقتل 14 شخصاً، بينهم قائد الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا العميد أبو أشرف العرموشي، القيادي بحركة "فتح"، مع 4 من مرافقيه، ما شكل منعطفاً في الاشتباكات.

غداة ذلك، تحولت أحياء المخيم وشوارعه إلى ساحة حرب بين حركة "فتح" والإسلاميين الذين كانوا ينتمون سابقاً إلى جماعة "جند الشام" (وفق مصادر فلسطينية)، ويشكلون مجموعة تنشط في المخيم تحت اسم "الشباب المسلم".

وفي بداية أغسطس/ آب الماضي، عاد الهدوء إلى المخيم إثر سلسلة اتصالات بين فصائل فلسطينية ومسؤولين وأحزاب لبنانية، وتم الاتفاق على ضرورة تسليم المشتبه بهم في اغتيال العرموشي وعددهم 8 أشخاص، قبل أن تعود الاشتباكات الخميس الماضي.

ويشهد أكبر مخيمات اللجوء الفلسطيني منذ تأسيسه عام 1948، عمليات اغتيال وأحياناً اشتباكات، خصوصاً بين الفصائل الفلسطينية ومجموعات إسلامية متشددة. ويُعرف مخيم عين الحلوة بإيوائه مجموعات متشددة وخارجين عن القانون، ويقطن فيه أكثر من 60 ألف لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الأمم المتحدة، ولا تزيد مساحته عن كيلومتر مربع واحد.