500 مسيرة استهدفت المدنيين شمالي سورية منذ مطلع العام: انتقام لمنع الاستقرار

15 يوليو 2024
قصف على إدلب، 14 سبتمبر 2023 (Getty)
+ الخط -

كثفت قوات النظام السوري الاعتماد على الصواريخ الموجهة والطائرات المسيرة الانتحارية في الهجمات ضد المدنيين شمال غربي سورية، وذلك منذ بداية العام الحالي، حيث تستهدف هذه المسيرات والصواريخ مركبات يتنقل بها السكان في المنطقة بالدرجة الأولى.

ولفت فريق منسقو استجابة سورية ،في تقرير رصد فيه التهديدات التي تشكلها هذه الصواريخ والمسيرات على المدنيين في المنطقة، إلى أن استخدامها هو "خطوة انتقامية لمنع الاستقرار واستمرار التصعيد العسكري ضدهم في المنطقة".

وبيّن الفريق في التقرير، الذي نشر اليوم الاثنين، أن عدد الاستهدافات منذ بداية العام الحالي حتى تاريخ صدور البيان بلغ 127 استهدافًا، أما عدد الطائرات المستخدمة فبلغ 512 طائرة، 94 منها انفجرت من دون إيقاع قتلى أو مصابين. أما عدد القتلى جراء استخدام هذه الطائرات فقد بلغ 22، بينما أصيب جراءها 47 شخصًا بينهم امرأة وأربعة أطفال.

في المقابل، بلغ عدد الصواريخ الموجهة التي استخدمت في استهداف المدنيين في المنطقة 27 صاروخًا، تسببت بقتل 14 شخصًا بينهم أربعة أطفال، وأصيب جراء استخدامها 33 شخصًا بينهم ثلاث نساء وعشرة أطفال.

ودان الفريق في تقريره الأعمال العدائية المستمرة جراء استخدام هذه الأسلحة، وإبقاء المدنيين في حالة من عدم استقرار كامل وزيادة الأعباء الاقتصادية والنفسية عليهم، مطالبًا الهيئات الدولية بإيقاف الانتهاكات والأعمال العدائية التي يرتكبها النظام وروسيا وإيران في المنطقة، واتخاذ إجراءات فورية وجادة لوقفها. وأكد أن استمرار العمليات العدائية في المنطقة يزيد المخاوف من توسع تلك الاعتداءات التي ستولد موجات نزوح جديدة والمزيد من المشردين داخليًا.

ما هو نظام التوجيه المعتمد؟

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير له أن الطائرات المسيرة الانتحارية المستخدمة من قبل قوات النظام تعتمد نظام توجيه معروف اختصاراً بـ"FPV"، حيث عدلت الطائرات المسيرة لتحلق لمسافات بعيدة وفق التقرير، وهي تحمل قذائف (آر بي جي) تنفجر لحظة الارتطام.

بدوره، أوضح مهندس المعلوماتية المختص في البرمجة عبد الله الأحمد، لـ"العربي الجديد"، أن نظام التوجيه المعروف بـ"FPV" هو اختصار لما يعرف بالنظرة الأولى للشخص، أو من يقود المسيرة من الأرض، وهذا النظام يعتمد على نقل الصورة من كاميرا المسيرة مباشرة إلى قائدها، سواء عبر نظارة واقع افتراضي أو شاشة، وهو مختلف عن النظام المعروف والشائع للطائرات المسيرة العادية "Normal drone".

وأوضح الأحمد في هذا السياق: "إن النظام التالي يعتمد على رؤية المسيرة بالعين المجردة من قبل القائد، أي إبقاء المسيرة في مجال رؤيته، وهذا يحد من إمكانية تحليقها لمسافات بعيدة أو ملاحقة الأهداف، على عكس نظام توجيه "النظرة الأولى للشخص"، الذي يتيح لقائد المسيرة ملاحقة الهدف بشكل مباشر ولمسافات بعيدة خارج نطاق رؤيته".

الشركات المصنعة للطائرات من دون طيار تتيح ميزات عديدة

وأكد الأحمد أن الشركات المصنعة للطائرات من دون طيار تتيح ميزات عديدة، منها أنظمة تتبع جسم معين، أو نظام الرؤية الأولى للشخص أو قائد المسيرة، وهذا يخفف من أعباء اعتماد جيش النظام على مختصين ومبرمجين، مردفًا: "قيادة هذه الأنواع من الطائرات المسيرة بحاجة إلى تدريب دقيق واحترافي". وأضاف: "هذا النوع من الطائرات المسيرة أقل تكلفة بكثير من المسيرات التي تعتمد على الأقمار الاصطناعية أو تلك التي تعتمد على مراكز قيادة أرضية وأجهزة إرسال معقدة في القيادة".

وكان الباحث في مركز جسور للدراسات رشيد حوراني قد أوضح، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن النظام يستخدم هذه الطائرات لأسباب، منها أن "عمليات فصائل المعارضة السورية ضد قوات النظام والمليشيات الإيرانية المساندة لها شهدت في النصف الثاني من العام الماضي تطورًا نوعيًا". وأضاف: "لجأ النظام إلى استخدام المسيّرات لتلافي قصور قواته البرية وعدم قدرتها (على التقدّم)، على الرغم من محاولات تنفيذ عمليات في عمق مناطق المعارضة". وأوضح أن هذه الطائرات المسيّرة "تضرب أهدافًا ثابتة وفي عمق بسيط في مناطق سيطرة المعارضة، فأكبر مسافة وصلت إليها كانت نحو ثمانية كيلومترات ضمن هذه المناطق". لافتًا إلى أن تكلفتها المالية القليلة مقارنة بالذخائر التقليدية وآثارها النفسية على السكان".

المساهمون