مصر: قلق حقوقي من العنف الأمني ضدّ المتظاهرين

28 نوفمبر 2014
سقوط عشرات القتلى والجرحى بالرصاص الحي (العربي الجديد)
+ الخط -
 
حذرت منظمة "هيومان رايتس مونيتور"، يوم الجمعة، السلطات المصرية، من استخدام القوة المفرطة ضدّ المتظاهرين المشاركين في "انتفاضة الشباب المسلم"، ومن ارتكاب المزيد مما وصفته بـ"الجرائم ضد الإنسانية، وانتهاكات لقوانين حقوق الإنسان الدولية".

وأكّدت "هيومان رايتس مونيتور" في بيان أن نشر الأسلحة والذخائر الحية مع جميع القوات المنتشرة في كل شوارع مصر، يُفقد السيطرة ويسمح بسقوط المزيد من القتلى.
 
وطالبت المنظمة الجيش والشرطة، وجميع قوات الأمن، بالتزام أعلى درجات ضبط النفس، وعدم استخدام أي نوع من أنواع الذخيرة الحية، أو الأسلحة المحرمة دوليا لفض تظاهرات يوم الجمعة.
وشددت على "أهمية احترام جميع قوانين حقوق الإنسان، وخاصة الحق في الحياة، كحق أساسي لا يجوز لأي سلطة كانت أن تنتزعه عن أي فرد"، مؤكدة أنه "على الدولة أن تكفل لجميع مواطنيها الحق في حرية الرأي والتعبير، والحق في التظاهر المكفولين في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان".

 

وبحسب المعطيات الأولية، فقد سقط حتى اللحظة سبعة قتلى من المتظاهرين وضابط شرطة، إضافة إلى عشرات الجرحى.

وكانت الدعوة السلفية قد دعت للحشد والتظاهر في شتى أنحاء الجمهورية يوم الجمعة تحت شعار "انتفاضة الشباب المسلم" تنديداً باستمرار القتل والقمع والتعذيب، واستمرار استهداف المدنيين من المعارضين بدعوى محاربة الإرهاب أو أعمال الشغب المحتملة، وسط انتشار دعاوى من شخصيات إعلامية تابعة للسلطة، تحرض على قتل المتظاهرين وتهدّد باستخدام الرصاص الحي، وقتل جميع من ينزل إلى الشوارع يوم الجمعة.
 
وفيما تواصلت التظاهرات في نحو 22 محافظة بأنحاء مصر المختلفة منذ ساعات الصباح الأولى، خلت عدة محافظات من التظاهرات وسادت بها حالة من الهدوء وسط انتشار أمني مكثف.

أما محافظة جنوب سيناء، فقد شهدت تعزيزات أمنية مكثفة، إذ تم فحص هويات كل القادمين والمغادرين من المحافظة، فيما لقيت كل السيارات عند نقطة التفتيش الأمني بشرم الشيخ تفتيشاً دقيقاً عن طريق المسح الضوئي للكشف عن الأسلحة والمتفجرات.


شباب 28 نوفمبر كسر حواجز الخوف
 
من جهة أخرى، أشاد المجلس الثوري المصري، بالتظاهرات الشبابية التي عمت شوارع وميادين مصر، يوم الجمعة.
وقال في بيان "نحيي الملحمة البطولية الجديدة لثوار مصر الذين نزلوا بأعداد كبيرة تفوق أيام الجمع السابقة دفاعا عن ثورتهم وهويتهم، متحدين آلة الترهيب والبطش من قوات عسكرية وشرطية اكتظ بها العديد من شوارع وميادين مصر، متمسكين بالسلمية ورافعين أعلام مصر".

وأشار إلى أن "النزول بهذه الطريقة وفي ظل تلك التهديدات والحشود العسكرية الرهيبة يكشف فشل إرهاب الدولة في إعادة بناء حاجز الخوف، بل يؤكد أن روح الثورة ﻻ تزال هي الأقوى وأن الثوار قد أصبحوا أكثر صمودا وثباتا في مواجهة آلة البطش".
 
ونعى المجلس الثوري شهداء الحرية والهوية الذين سقطوا يوم الجمعة، خصوصا في المطرية، محملاً "قائد الانقلاب وعصابته المسؤولية الكاملة عن الدماء التي أريقت".

ودعا جنود مصر أن يخلعوا زيهم العسكري ويتوقفوا عن قتل أبناء وطنهم. كما استنكر انحياز الإعلام المصري ضدّ الاحتجاجات، في مظهر قال إنه يذكر "بما فعله هذا الإعلام في ثورة يناير".