- الاقتحامات شهدت مشاركة أعضاء كنيست، حاخامات، وطلبة، ورافقها تضييق على دخول المصلين واعتداءات على الفلسطينيين، بما في ذلك كبار السن والمرابطين.
- تحويل القدس، خصوصًا البلدة القديمة، إلى ثكنة عسكرية مع إغلاق المحال التجارية والحواجز المقامة على مداخل المدينة، مما كبّد الفلسطينيين خسائر مادية ومعاناة.
اقتحم نحو 4300 مستوطن باحات المسجد الأقصى في القدس المحتلة، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال فترة عيد الفصح اليهودي (بدأ الثلاثاء الماضي وينتهي غداً) في ظلّ قيود مشددة واعتداءات على الفلسطينيين. وقال مستشار محافظ القدس، معروف الرفاعي، لـ"العربي الجديد"، "إنّ المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات على فترتين صباحية وبعد الظهيرة، خلال أيام عيد الفصح اليهودي باستثناء يومي الجمعة والسبت الماضيين".
وأشار إلى أنّ الاقتحامات شارك فيها أعضاء كنيست، وقيادات من جمعيات استيطانية، وحاخامات يهود، وطلبة. ووفق الرفاعي، أدّى المستوطنون صلوات تلمودية، ونفخوا بالبوق، وارتدوا ما يُعرف بلباس المعبد، وأدّوا سجوداً ملحمياً، كما حاولوا إدخال قرابين حيوانية إلى الأقصى، لكنّ حراس المسجد بلّغوا عنهم، وزعمت شرطة الاحتلال أنها اعتقلت عدداً منهم. وبيّن أن تلك الاقتحامات رافقها التضييق على دخول المصلين المسجد، وسُمِح لبعض كبار السن بدخوله، كما منع المرابطون والمرابطات من الدخول، واعتُدِيَ عليهم وشتموا من المستوطنين وقوات الاحتلال، كما طاولت الاعتداءات حراس المسجد الأقصى.
ولفت الرفاعي إلى أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي حوّلت مدينة القدس، خاصة بلدتها القديمة، إلى ثكنة عسكرية، ونشرت الآلاف من عناصرها، وأجبرت أصحاب المحال التجارية في البلدة القديمة على إغلاقها خلال فترة عيد الفصح اليهودي، وكذاك أغلقت الحواجز المقامة على مداخل مدينة القدس، ما كبّد المواطنين الفلسطينيين معاناة وخسائر مادية كبيرة. ووفق الرفاعي، شتم المستوطنون واعتدوا على أهالي البلدة القديمة، الذين قيّدت حرّيتهم في الدخول والخروج من منازلهم، كما اعتدى المستوطنون على المسيحيين وشتموهم، خلال إحياء مناسبات أسبوع الآلام.
ويرى مسؤولون وخبراء في شؤون القدس أن إسرائيل تستغلّ فترة الأعياد اليهودية لفرض وقائع جديدة بحكم القوة، والسماح للمستوطنين بالقيام بطقوس في المسجد تزامناً مع فرض قيود مشدّدة على الفلسطينيين.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يتعرّض المسجد الأقصى لفرض قيود غير مسبوقة، حالت دون دخول المصلين إليه، كانت ذروتها في الأشهر الأولى، حينما كان لا يصلي فيه سوى بضعة آلاف أيام الجمعة، في حين وصلت أعداد المصلين فيه إلى عشرات الآلاف قبل ذلك التاريخ. وبالتزامن مع تلك القيود، تعتدي قوات الاحتلال الإسرائيلي بالضرب على الشبان، حتّى المرابطين من كبار السن، لمنعهم من الدخول أو الوجود في المسجد الأقصى، كما مارست في حقّهم اعتقالات وإبعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة من القدس، علاوة على اعتداءات المستوطنين.
ويروّج المستوطنون، وجمعياتهم الاستيطانية، فكرة إقامة الهيكل المزعوم، ويحاولون منذ سنوات عديدة فرض واقع التقسيم الزماني والمكاني في المسجد، كان أبرزها تخصيص وقتين للاقتحامات اليومية صباحاً وبعد الظهيرة، عدا يومي الجمعة والسبت.