مصادر "العربي الجديد": ارتياح قطري لسير مباحثات الأمير بواشنطن

10 ابريل 2018
ارتياح قطري لمباحثات واشنطن(برندان سميالوفسكي/Getty)
+ الخط -
رأت صحيفة "نيويورك تايمز" أن قطر تتجه على ما يبدو لتحقيق "نصر هام" في سياق الأزمة الخليجية، فيما أكد مصدر عربي متابع للجولة التي يجريها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الولايات المتحدة، أن الجانب القطري مرتاح لسير المباحثات مع الجانب الأميركي. وقبيل ساعات من القمة التي ستجمع أمير قطر والرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض اليوم الثلاثاء، قالت الصحيفة إن "ترامب قد يبلغ الشيخ تميم، كما هو متوقع، بأنه أصبح الآن يرى بأن خصوم قطر (في الأزمة) هم من يعرقلون حلها".

وبحسب مسؤول رفيع في إدارة ترامب تحدث للصحيفة دون أن يكشف عن هويته، فإن لقاء الرجلين "سيشهد تحولاً في موقف ترامب، من اتهامه لقطر بتمويل الإرهاب إلى التعاطف معها جراء الحصار الرباعي بقيادة السعودية والإمارات". وبدا لافتا حديث المسؤول عن أن "الرئيس الأميركي يعتقد أن من يعيق تسوية الأزمة ليس قطر بل الإمارات وولي عهدها محمد بن زايد". في الوقت ذاته، أكد مصدر عربي تابع لقاء أمير قطر بوزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، أمس، أن مباحثات الرجلين كانت "ممتازة".

وفي إطار نجاح الزيارة القطرية إلى الولايات المتحدة، نقلت صحيفتا "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز"، اليوم الثلاثاء، عن مسؤولين أميركيين، أن ترامب يدفع باتجاه حل الأزمة الخليجية، لأنها أصبحت عنصر تشتيت للتركيز على النزاعات، كما أنه بات مقتنعاً بأن الإمارات والسعودية يعرقلان هذا الحل.

وذكرت "واشنطن بوست"، اليوم الثلاثاء، أن الرئيس الأميركي سيضع الأزمة الخليجية على أجندة القمة الأميركية – الخليجية في كامب ديفيد في سبتمبر/أيلول المقبل، إذا لم تتمكن قطر وجيرانها من حلّ أزمتهم بحلول هذا الموعد. وتطرقت "واشنطن بوست"، ومعها "نيويورك تايمز"، إلى الأزمة الخليجية والحصار المفروض على قطر، فاعتبرت أن الدوحة ربحت المعركة وقاومت الحصار، وأن واشنطن شهدت تغييراً في موقفها، من الاصطفاف إلى جانب الرياض وأبوظبي في بداية الأزمة، أو على الأقل الوقوع تحت تأثيرهما في ما يتعلق بالخلاف الخليجي، إلى موقف بدا متيقناً بأن حلّ الأزمة بات ضرورة، وأن الأطراف المعرقلة هي الدول المُحاصرة، وليست الدوحة، الشريك المهم للولايات المتحدة في المنطقة.


ورأت الصحيفتان، في هذا الإطار أيضاً، أن ترامب بدا مقتنعاً بضرورة حلّ الأزمة الخليجية، في وقت تتراكم فيه الأزمات في المنطقة. كما تطرقتا إلى أهمية الزيارة التي يقوم بها أمير قطر إلى الولايات المتحدة. 

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن قطر قد تسجّل اليوم انتصاراً مهماً، إذ قام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإبلاغ أمير قطر بأنه بات يرى أن الدول المحاصرة لقطر هي التي تعرقل إيجاد حلّ للأزمة الخليجية. وكتبت الصحيفة أن ترامب سيستضيف أمير قطر، اليوم، في البيت الأبيض، "منتقلاً من موقف سابق له، إلى موقف آخر يتعاطف فيه مع قطر، بحسب تعبير مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، لمقاومتها حصاراً منذ يونيو/حزيران الماضي، فرضته عليها أربع دول عربية، بقيادة السعودية والإمارات".

ورأت الصحيفة أن ترامب يسعى بقوة لحل الأزمة الخليجية، في ظلّ تراكم الأزمات في المنطقة، وفي الوقت الذي يبحث فيه إمكانية توجيه ضربة للنظام السوري، رداً على هجوم دوما الكيميائي الذي أودى بحياة عشرات المدنيين من سكان المدينة المحاصرة في غوطة دمشق. وأضافت أن أمير قطر تمكن خلال العام الماضي من "تنفيس" محاولات خصومه للإطاحة بحكمه، كما عمل على كسب المعركة داخل إدارة ترامب في ما يتعلق بالأزمة الخليجية، معتبرةً أن هذه الأزمة "شوشت" على الجهود الأميركية في المنطقة، واستراتيجية الولايات المتحدة، التي تطمح إلى عالم عربي موحد لمواجهة الإرهاب واحتواء إيران.

وذكّرت "نيويورك تايمز" بجهود وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون خلال أشهر لإيجاد حلّ لأزمة قطر مع جيرانها، معتبرة أنه "وقف إلى جانب الدوحة". لكنها قالت إن ترامب ظلّ لفترة غير مقتنع، ما دفع تيلرسون إلى "سحب يديه من الملف بسبب تصلب الرئيس الأميركي"، بحسب ما قال مسؤولون أميركيون في ذلك الوقت.

ولفتت الصحيفة إلى العقود التي وقعها القطريون في الولايات المتحدة لتبادل المعلومات حول الإرهابيين وتمويل الإرهاب. كما أن وزارة الخارجية الأميركية أبلغت الكونغرس، أمس الإثنين، موافقتها على صفقة محتملة بقيمة 300 مليون دولار لبيع برامج صاروخية متطورة لقطر، التي رأى فيها بيان الوزارة "قوة مهمة للاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في منطقة الخليج".

ولم تغفل "نيويورك تايمز" موضوع التسريبات حول نشاط قام به أفراد لصالح الإمارات (جورج نادر وغيره في إطار التحقيق الخاص حول التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية)، معتبرة أن ما كشف "قد أضرّ بادعاءات الرياض وأبوظبي" ضد الدوحة.

وقالت الصحيفة إن ترامب أمل بجمع القادة الخليجيين في قمة تستضيفها الولايات المتحدة خلال الشهر الحالي، لكن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي أبلغاه بأنهما سيرفضان الدعوة لأن اجتماعاً من هذا النوع كان سيتطلب رفع الحصار عن قطر، وذلك بحسب مسؤولين أميركيين.