العراق: إيران تعرقل تسليح العشائر

03 ديسمبر 2014
وقف برنامج التجهيز بعد تسليح 4 آلاف مقاتل(فرانس برس)
+ الخط -

تكشف مصادر عراقيّة، عسكريّة وبرلمانيّة، عن معارضة إيرانيّة شديدة تكمن وراء تأخر الحكومة العراقية في تسليح أبناء عشائر شمالي وغربي العراق، المناهضة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). ويقول مسؤول عسكري رفيع في وزارة الدفاع العراقية لـ"العربي الجديد"، إنّ "ضغوطاً كبيرة تمارسها إيران داخل التحالف الوطني العراقي، وعلى رئيس الحكومة حيدر العبادي، لمنع تسليح 28 عشيرة وقبيلة عراقية، غربي وشمالي البلاد، بالسلاح المتوسط والخفيف لتمكينها من مواصلة التصدي لهجمات تنظيم "داعش" على مناطقها".

ويوضح المصدر، الذي يشغل منصب عميد ركن في هيئة رئاسة أركان الجيش العراقي، أنّ "نحو 28 ألف مقاتل من أبناء العشائر ينتظرون بدء تدفّق الأسلحة الحكوميّة لهم، منذ أسبوعين، في محافظتي الأنبار وصلاح الدين، لكن هناك "فيتو" على تسليح تلك العشائر، تمارسه إيران من خلال ميليشيات تموّلها وقيادات بارزة في التحالف الوطني، ومن بينها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي".

وتمكّنت الحكومة، وفق المصدر، من "تسليح ثلاثة إلى أربعة آلاف مقاتل فقط، قبل أن توقف برنامج التجهيز، بعد التدخل الإيراني في الموضوع، وهو ما دفع بتلك العشائر إلى طرق أبواب واشنطن". ويلفت إلى أنّ "تسليح العشائر قد يقلب موازين المعركة ضد تنظيم "داعش"، وهو ما يحاول العبادي إيصاله للإيرانيين، لكن طهران تبدي خشيتها من أن ينتقل السلاح إلى "داعش" أو يتحوّل إلى أداة ضغط سياسيّة في المستقبل القريب بعد زوال وجود التنظيم". ويؤكّد أنّ "موقف الميليشيات يحظى بدعم إيراني، بات أكثر تزمّتاً وضغطاً على العبادي، في سبيل وقف عملية التسليح وإلغائها".

من جهته، يُحذّر رئيس مجلس الأنبار، كبرى المحافظات العراقيّة، صباح الكرحوت، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، من أنّ "تلكؤ الحكومة في تسليح وتجهيز العشائر للتصدي لهجمات داعش يعني خسارة أرواح ومناطق جديدة". ويوضح أنّ "قوات العشائر لا تزال تقاتل بإمكانيّاتها الذاتيّة"، لافتاً إلى أنّ "هناك عمليّة تأخير واضحة أو عرقلة بدوافع سياسيّة".

ويرى الكرحوت أنّ "اللجوء إلى قوات التحالف الدولي، بات الخيار الحالي في ظلّ هذا التأخير، واستمرار هجمات داعش على مدن الأنبار، التي سيكون سقوطها بالكامل، كارثة كبرى تحلّ على العراق، علماً أنّها تُمثّل ثلث مساحة العراق".

وفي سياق متّصل، يكشف نائب في البرلمان العراقي، لـ"العربي الجديد"، عما يصفه بـ"تخمة كبيرة في الأسلحة، سُحبت من مخازن الجيش، لدى الميليشيات الرئيسة الأربعة في البلاد، وهي "حزب الله" و"بدر" و"العصائب" و"سرايا السلام"، والتي تعارض أيّ تسليح للعشائر وتمارس ابتزازاً واضحاً من خلالها، على العبادي، في حال اتخاذه أي قرار يتعارض مع مصالحها". ويقول إنّ "العبادي مكبّل بتلك الميليشيات التي تمثّل الإرادة الإيرانيّة في البلاد".

ويعني تسليح العشائر، وفق المصدر النيابي، "القدرة على مقاومة تنظيم داعش والحد من نفوذه، وهو ما تخشى إيران، أن يؤدي بعد تضييق الخناق عليه، إلى انتقاله لمهاجمة مناطق جنوبي البلاد". كما تخشى إيران أن "تؤدّي عمليّة التسليح إلى خلق قوّة جديدة في العراق، ستكون القوّة الأولى غير المدرجة على قائمة الإرهاب المحلي أو الدولي، وتشكّل نداً للميليشيات، وهذه أبرز أسباب تحفظ طهران على تسليح تلك العشائر"، بحسب المصدر.

المساهمون