بدأ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء، زيارة إلى تركيا يرافقه فيها وفد دبلوماسي وعسكري، ويلتقي خلالها بنظيره التركي مولود جاووش أوغلو، لبحث 3 ملفات رئيسية تخص الحرب في أوكرانيا والملف السوري.
وبحسب مراسل "العربي الجديد"، فإنّ لافروف وصل مساء إلى تركيا دون أن تكون هناك لقاءات مجدولة هذا اليوم، على أن تعقد اللقاءات، غداً الأربعاء، وتشمل 3 ملفات رئيسية.
وهذه الزيارة الثانية التي يقوم بها لافروف لتركيا بعد لقاء نظيريه التركي مولود جاووش أوغلو والأوكراني دميترو كوليبا في أنطاليا في 10 مارس/آذار الماضي.
وفي وقت سابق من اليوم، أعلنت وزارة الخارجية التركية، في بيان لها، اعتزام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إجراء زيارة عمل إلى تركيا بين 7 و8 يونيو/ حزيران الجاري.
وأفادت الخارجية بأنّ لافروف سيبحث خلال لقاءاته التي سيجريها ضمن إطار زيارته العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية.
وسبق لجاووش أوغلو أن أعلن، في 31 مايو/ أيار الماضي، عن زيارة مرتقبة لنظيره الروسي إلى تركيا، لبحث فتح ممر تجاري آمن عبر موانئ البحر الأسود يشمل مرور الحبوب.
مصادر دبلوماسية تركية مطلعة تحدثت لـ"العربي الجديد" عن استكمال التحضيرات للقاء، كاشفة أنها ستبحث 3 ملفات رئيسية:
- يتعلّق الأول بملف المفاوضات الروسية الأوكرانية لوضع حدّ للحرب المستمرة منذ أكثر من 3 أشهر
- ويتعلق الملف الثاني بممرّ المحاصيل الزراعية
- أما الملف الثالث فيتعلق بسورية
وحول المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، يبحث الوزيران عن أفكار جديدة لإعادة إحياء اللقاءات بين وفدي كييف وموسكو، وتأسيس حوار يقود لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، وستجدد تركيا استعدادها لاستضافة المفاوضات.
وسبق لتركيا أن استضافت مفاوضات بين البلدين لم تحرز تقدّماً، إذ تسعى أنقرة إلى لعب دور الوسيط الموثوق به من قبل موسكو وكييف.
ويبحث الطرفان آليات فتح ممرّ للمحاصيل الغذائية من البحر الأسود، يشمل الموانئ الروسية والأوكرانية، ونقل المحاصيل منها إلى بقية العالم عبر مضيق البوسفور الذي تسيطر عليه تركيا.
وأضافت المصادر أنه ستوضع على طاولة المباحثات الضمانات المتعلّقة بعدم نقل أسلحة في السفن التي ستنقل المحاصيل وتعبر باتجاه أوكرانيا، ومنها وضع نقاط تفتيش وتحديد مكانها والجهات المشرفة عليها، بالإضافة لآليات تحويل أثمان تلك المحاصيل في ظل العقوبات الأميركية والغربية المفروضة على المصارف الروسية.
وصدرت عدة تحذيرات دولية من أزمة أمن غذائي تلوح في الأفق خلال الأشهر المقبلة، مع تعذر تصدير قرابة 25 مليون طن من المواد الغذائية من أوكرانيا وروسيا.
ويبحث الجانبان أيضاً العمليات العسكرية التركية المرتقبة في شمال سورية، وتحديداً في غرب الفرات، في تل رفعت ومحيطها، ومنبج ومحيطها، حيث ستسعى تركيا لإقناع روسيا وإحداث التوازن للحصول على الضوء الأخضر للعملية. لكن المصادر المذكورة رفضت الخوض في مزيد من التفاصيل المتعلقة بهذا الشأن.
وختمت المصادر بقولها إنّه في حال حققت المفاوضات توافقات خلال لقاء الوزيرين الروسي والتركي، الأربعاء، فقد تتوج بمصادقة الرئيسين التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، عبر التواصل بينهما هاتفياً أو شخصياً.
وتحدث أردوغان وشخصيات من الحكومة وحزب "العدالة والتنمية" الحاكم مراراً عن عزم تركيا على شنّ عملية عسكرية ضد المليشيات الكردية في تل رفعت ومنبج، من أجل "تطهيرها" وضمان الأمن التركي، و"المنطقة الآمنة".
وتعاني الحكومة التركية من وقع ضغط داخلي بسبب ارتفاع الأصوات المعارضة لوجود السوريين في البلاد، وأعلنت عن مخطط لإعادة مليون سوري وتوطينهم في "المنطقة الآمنة"، وتعول على العملية العسكرية الجديدة في منبج وتل رفعت لإعادة مئات الآلاف منهم إلى قراهم وبلداتهم.
من جهتها، كشفت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء، عن إجراء محادثات هاتفية بدعوة من الجانب التركي بين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ونظيره التركي خلوصي أكار، وتطرقت إلى مسألة إخراج الحبوب من أوكرانيا.
وقالت الوزارة في بيان: "تم التركيز بشكل أساسي على تبادل الآراء والتقديرات للأوضاع في أوكرانيا وسورية".
وأضاف البيان أنّ "الوزيرين بحثا بشيء من التفصيل قضايا أمان الملاحة في البحر الأسود في سياق حل مشكلة إخراج الحبوب من الأراضي الأوكرانية".
وتابعت "تم التشديد على أهمية مواصلة التعاون الوطيد في سورية والهادف إلى دعم الاستقرار طويل الأجل في المنطقة". جاءت هذه المحادثات الهاتفية عشية بدء شويغو ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، زيارة عمل إلى تركيا يوم غد الأربعاء.
وكانت صحيفة إزفيستيا الروسية قد ذكرت، أمس الإثنين، أن موسكو وضعت مع كييف وأنقرة صيغة أولية لإخراج السفن الأوكرانية المحملة بالحبوب من ميناء مدينة أوديسا المطلة على البحر الأسود.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع رفيع قوله إن "خريطة الطريق" سيتم اعتمادها أثناء الزيارة. وأسفر الغزو الروسي لأوكرانيا عن تراكم كميات كبيرة من الحبوب في الموانئ الأوكرانية، لم يتسن إخراجها بعد. ودعت الأمم المتحدة روسيا مراراً إلى فك الحصار عن الموانئ، محذرة من وقوع مجاعة حول العالم.