أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق متظاهرين خارج البيت الأبيض في وقت متأخّر الأحد، مع اندلاع اشتباكات عنيفة في العاصمة الأميركيّة خلال ليلةٍ سادسة من التظاهرات التي تعمّ أنحاء البلاد، على خلفية مقتل مواطن أميركي من أصل أفريقي أعزل في مينيابوليس.
وقال مراسلو وكالة "فرانس برس" إنّ الغاز المسيل للدموع والقنابل المضيئة استُخدمت لتفريق حشود الناس الذين تجمّعوا خارج البيت الأبيض وهم يهتفون ويشعلون النيران ويحملون لافتات احتجاجيّة.
وفُرض حظر للتجوال، الأحد، في واشنطن، بعد خروج تظاهرات جديدة قرب البيت الأبيض، حسب ما أعلنت رئيسة بلديّة العاصمة موريل باوزر، غداة ليلة شهدت أعمال شغب في مدن أميركيّة عدّة.
وكتبت باوزر على "تويتر" أنّ حظر التجوال سيكون ساري المفعول بدءاً من الساعة "23,00 الأحد حتّى الساعة 06,00 الإثنين"، مضيفة أنّها أمرت بنشر الحرس الوطني في المدينة لدعم الشرطة.
— Mayor Muriel Bowser #StayHomeDC Lite (@MayorBowser) May 31, 2020
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وتجمع مئات الأشخاص، مساء الأحد، أمام البيت الأبيض الذي وُضع تحت حراسة مشدّدة. وأفادت "فرانس برس" بأنّ بعض المتظاهرين ألقوا زجاجات ماء باتّجاه الشرطة.
وفي اليوم السابق، كانت واشنطن، على غرار مدن أخرى في البلد، مسرح توتّرات ومشاهد غضب.
وكانت وفاة جورج فلويد في ولاية مينيسوتا سبباً لاحتجاجات عنيفة أجبرت قوّات الحرس الوطني على تسيير دوريّات في مدن أميركيّة عدّة الأحد.
وفي سياق متصل، قال روبرت أوبراين، مستشار الأمن القومي الأميركي، الأحد، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب لن تلجأ لاستخدام سلطتها الاتحادية لتحريك الحرس الوطني في الوقت الحالي، مع استمرار الاحتجاجات في عدة مدن أميركية على مقتل مواطن أميركي من أصل أفريقي أعزل في مينيابوليس كانت الشرطة متحفظة عليه الأسبوع الماضي.
وأضاف أوبراين للصحفيين في البيت الأبيض: "لن نضفي الطابع الاتحادي على الحرس (الوطني) في الوقت الحالي. لكن إذا استلزم الأمر، فإن لدينا قوات عسكرية إضافية يمكن إرسالها... إذا كان حكام الولايات ورؤساء البلديات بحاجة إليها وخرجت الأوضاع عن سيطرتهم"، مضيفا أن قرارات إنفاذ القانون لا بد وأن يتخذها حكام الولايات ورؤساء البلديات.
وتابع مستشار الأمن القومي الأميركي: "سنقدم كل ما يحتاجه حكام الولايات ورؤساء البلديات للمحافظة على السيطرة على مدنهم"، وفق ما أوردت "رويترز".
واندلعت الاضطرابات خلال الأيام الماضية بعد وفاة جورج فلويد، الذي ظهر في مقطع مصور في مينيابوليس وهو يعاني من صعوبة التنفس، بينما كان رجل شرطة أبيض يجثو على رقبته.
وقال الحرس الوطني في بيان اليوم الأحد إنه جرى استنفار 5000 من جنوده وأفراد قواته الجوية في 15 ولاية وفي العاصمة واشنطن، إلا أن "هيئات إنفاذ القانون على مستوى الولايات والمستوى المحلي لا تزال مسؤولة عن فرض الأمن".
وذكر البيان أن 2000 آخرين من أفراد قوات الحرس الوطني مستعدون للاستنفار عند الحاجة.
وعلى صعيد متصل، قال ترامب، الأحد، إن حكومته ستصنف جماعة أنتيفا المناهضة للفاشية كمنظمة إرهابية.
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) May 31, 2020
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وكان وزير العدل الأميركي وليام بار قد أكد، السبت، أن "متعصبين ومحرضين مندسين" اختطفوا احتجاجات في المدن الأميركية على وفاة فلويد، وأضاف في بيان مصور: "مجموعات من المتعصبين والمحرضين المندسين يستغلون الوضع لمواصلة تنفيذ أجندتهم المنفصلة التي تتسم بالعنف".
ولم يتضح عدد المحتجين المشاركين في المظاهرات في أنحاء البلاد من أنتيفا أو إذا كان أي من أعضائها مشاركا من الأصل.
وقال جون هارينغتون، مدير إدارة السلامة العامة في مينيسوتا، في مؤتمر صحافي الأحد، إن نحو 20 بالمئة من الاعتقالات التي تمت السبت كانت لأشخاص جاءوا من خارج الولاية، رغم أنه لم يحصل بعد على العدد الإجمالي للاعتقالات التي جرت مساء السبت.
وتغريدة ترامب الأحد ليست المرة الأولى التي يصف فيها أنتيفا بالجماعة الإرهابية. كما قام سياسيون محافظون آخرون، مثل عضو مجلس الشيوخ عن تكساس تيد كروز، بالإدلاء بتصريحات مماثلة.
كما لم يتضح بعد ما إذا كانت إدارة ترامب تسعى بجدية لإدراج أنتيفا في هذا التصنيف عبر القنوات الرسمية، إذ سيتطلب ذلك كما هو متعارف عليه التنسيق مع عدة أجهزة اتحادية.