وأوضح في التسجيل أن الهدف من الضغوطات هو إبعاده عن المشهد الاقتصادي والشركات التي يديرها، وأهمها شركة "سيريتل"، إذ بدأت الأجهزة الأمنية باعتقال موظفي الشركات التي يديرها.
وأبدى مخلوف استغرابه من أن تأتي الأجهزة الأمنية إلى شركاته وتعتقل الموظفين فيها، بعد أن كان أكبر داعم لهذه الأجهزة و"أكبر خادم لها" وراعياً لعناصرها أثناء الحرب.
Facebook Post |
كذلك أشار إلى أن ظهوره المتكرر على مواقع التواصل لأن الموضوع حساس وليس مزحة، وهناك تعليمات لم يعد قادراً على تنفيذها، مصدرها أشخاص "حول صاحب القرار" لم تعد تطاق، وصفها بـ"المقرفة والخطرة".
وحذّر مخلوف في التسجيل من أن استمرار الضغوط قد يخرج بعض التفاصيل عن سيطرته، إذ إن الأمور بينه وبين السلطة انقلبت، وما يُطلب منه يصعب تحقيقه.
وفي التسجيل الذي بثّه مخلوف الخميس الماضي، قال إنه يؤدي كل الرسوم المترتبة على شركاته، والمؤسسات التي يمتلكها من أهم دافعي الضرائب للنظام والمشغلة لليد العاملة.
وأضاف أنه لا توجد لدى "الدولة" أية حقوق عنده، لأنه وشركاته يؤدون بانتظام ما يترتب عليهم من التزامات مالية، معتبراً أن مطالبته أخيراً بدفع نحو 130 مليار ليرة سورية (نحو 120 مليون دولار) هو "محض ظلم"، ومع ذلك أكد أنه سوف يقوم بالدفع، لأنه عندما "تجبره" الدولة على فعل شيء سيفعله مجبراً ولا خيار له.
وجاء ظهور مخلوف بعد حديث وسائل الإعلام الرسمية، خلال الأسابيع القليلة الماضية، عن إنذار شركات عدة يملكها لدفع ما يترتب عليها لخزينة "الدولة"، وإلا ستتخذ إجراءات الحجز بحقها، فيما تشير مصادر عدة إلى أن الحملة على مخلوف وشركاته تقودها زوجة بشار الأسد أسماء.
أزمة سياسية وراء خلاف الأسد ومخلوف
يُذكر أن خلاف الحليفين القريبين، الأسد ومخلوف، ليس أزمة تحصيل ضرائب، بل يُروى أن ذلك ليس سوى غطاء لأزمة سياسية كبيرة بدأت بحاجة النظام إلى مليارات الدولارات لتسديدها إلى روسيا بالعملة الصعبة، وتطورت لتصبح انعكاساً لسعي أسماء الأخرس الأسد إلى استبدال مخلوف بابن خالتها رجل الأعمال، مهند الدباغ، ليكون هو الإمبراطور المالي الجديد في سورية، وهو ما يصوّره أتباع مخلوف على أنه بمثابة سعي للانتقاص من نفوذ الطائفة العلوية في سلطة آل الأسد (على اعتبار أن أسماء الأخرس تتحدّر من الطائفة السنية).
وفي بلد مثل سورية، تندر المعلومات حين تتعلق باقتتال أطراف النظام فيما بينهم، لذلك تصبح كل التسريبات غير مؤكدة، على نحوٍ مشابه للتقارير التي تشير إلى وقوف ماهر الأسد إلى جانب رامي مخلوف ضد بشار، وهو، إن صحّ، فإن من شأنه أن يغير جذرياً من موازين القوى في السلطة السورية.
ويبقى من غير المعروف حالياً حجم "الانشقاق" الذي يمكن أن يحصل من قبل محسوبين على رامي مخلوف ضد الأسد، خصوصاً في ظل ما يُروى عن غضب يتنامى في موسكو من قبل القيادة الروسية على بشار الأسد وأدوات حكمه المحليين.
ويعزو مراقبون سبب الضغوطات التي يتعرّض لها مخلوف إلى مطالب روسية تهدف لتحصيل أموالها، إذ طلبت روسيا مؤخراً نحو ثلاثة مليارات دولار.
وكانت صحيفة التايمز البريطانية قد نشرت تقريراً العام الماضي أشارت فيه إلى وجود تصدّع داخل العائلة الحاكمة السورية جراء خلاف بين الرئيس بشار الأسد وابن خاله الملياردير رامي مخلوف.
وقالت التايمز إن سبب الخلاف بين الأسد ومخلوف هو رفض الأخير سداد ديون الحرب المشتعلة في البلاد، وإن الأسد يحاول استخدام أموال مخلوف لتمويل مليشيات للقتال معه، في محاولات لبسط السيطرة على المدن والبلدات السورية كافة.
وبحسب مصادر متقاطعة، فقد انتقل مخلوف بعد خلافه مع الأسد إلى منطقة صلنفة في أعلى جبال اللاذقية، بهدف الاحتماء بموالين له هناك.
وكان مخلوف قد نبّه أبناء الطائفة العلوية بشكل غير مباشر في رسالته الأولى، عندما تحدّث عن أُسر القتلى والعسكريين الذين يُنفق عليهم، والحال الذي سيصلون إليه في حال أوقف عنهم المساعدات، في محاولة لجلب استعطاف الطائفة وفقرائها وأبنائها المنضوين في صفوف الجيش ومليشيا "الدفاع الوطني".