وقالت مصادر محلية بالبصرة، لـ"العربي الجديد"، إن القوات العراقية التي دخلت مقر حركة "ثأر الله" واعتقلت عددا من حراس الحركة المتهمين بقتل المتظاهر، واستولت على أسلحة، ترفض مغادرة المقر حتى تقوم الحركة بإثبات ملكيته، مشيرة إلى رفض القيادات الأمنية للضغوط التي مورست عليها، وكذلك الوساطات الرامية لإقناعها بالانسحاب من المبنى الذي كانت تستغله الحركة المسلحة.
وأوضحت المصادر أن البصرة تشهد توترا متصاعدا بعد حادثة اقتحام الأمن لمقر الحركة، التي تعد العملية الأولى التي تنفذها القوات الأمنية ضد جهة متهمة بقتل المتظاهرين منذ اندلاع الاحتجاجات منذ نحو 7 أشهر، مبينة أن منظمة "ثأر الله" تقوم بحملة للإساءة للسلطات العراقية بدأت بتظاهرة لأنصارها أمس الخميس، في ظل ورود معلومات عن وجود نية لاستمرار التصعيد.
وتظاهر العشرات من أنصار "ثأر الله" بالبصرة، أمس الخميس، مطالبين بالإفراج عن حراس مقر الحركة، وانسحاب القوات العراقية من المقر.
— المربد (@Al_Mirbad) May 14, 2020
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملة من قبل مناصرين لـ "ثأر الله" قامت بالتشكيك في نية السلطات العراقية ببسط الأمن في البصرة، رافضين التجاوز على ما وصفوه بـ"فصيل من فصائل المقاومة".
وفي السياق، قال قائد شرطة البصرة رشيد فليح إن القوات العراقية باقية في مقر "ثأر الله" حتى التأكد من ملكيته، نافيا، في حديث لراديو محلي يبث من البصرة، الحديث عن تحول بناية الحركة إلى مقر للقوات الأمنية.
وتابع فليح أن "وجود القوات الأمنية في المقر مسألة وقت، ولاحقا إذا ثبت بشكل رسمي أن المقر يعود للحركة فيمكنهم اللجوء للقضاء للحصول عليه، أما أذا كان تابعا للدولة فلن يتم تسليمه لهم"، مؤكدا القبض على حراس المقر التابعين لـ "ثأر الله" بسبب ارتكابهم جريمة قتل.
وعلق فليح على الزيارة المرتقبة لوزير الداخلية إلى البصرة بالقول إنها "تأتي للاطلاع بشكل مباشر على المعلومات على الأرض، إذ من المعروف عنه أنه لا يأخذ المعلومة من البريد والمكاتب، ولكن من خلال المعاينة"، متوقعا أن تكون تلك الزيارة ذات فائدة للمحافظة.
والاثنين الماضي، أقدمت قوات الأمن العراقية، بتوجيه من قبل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، على إغلاق مقر حركة "ثأر الله" في محافظة البصرة، واعتقال خمسة من عناصرها، ومصادرة أسلحتها، على خلفية صداماتها الأحد الماضي مع المتظاهرين، ما تسبب في مقتل متظاهر وإصابة خمسة آخرين بجروح.
ويعود تأسيس حركة "ثأر الله" المسلحة إلى تسعينيات القرن الماضي، ويعد زعيم الحركة يوسف سناوي واحدا من أكبر قادة المليشيات في البصرة، وسبق أن اتهمت حركته بارتكاب جرائم تصفية وتهديد للخصوم، ويتمتع بعلاقات واسعة مع قوى سياسية وفصائل مسلحة في المحافظة.
وعلى الرغم من اعتقال سناوي مع 3 من أشقائه عام 2008 بتهم تتعلق بجرائم قتل، واختفائه عن المشهد، غير أنه عاد ليشارك في انتخابات 2018 بقائمة انتخابية منفردة سماها "حزب ثأر الله الإسلامي"، إلا أنها لم تحصل على أي مقعد في البرلمان.