النظام السوري الرابح الوحيد من الاتفاق التركي الروسي في إدلب

05 مارس 2020
لم تتطرق الاتفاقية إلى تغيير جوهري بالوضع الميداني(فرانس برس)
+ الخط -
أعلن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، مساء اليوم الخميس، التوصّل لاتفاق لوقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد الرابعة في إدلب، شمال غربي سورية، وإنشاء ممر آمن على الطريق الدولي "إم 4".

وقال الرئيسان، في كلمتين مقتضبتين خلال مؤتمر صحافي بموسكو، إنّ وقف إطلاق النار سيبدأ منتصف الليلة، وأكدا على حماية المدنيين وإيصال المعونات للنازحين.

وبدوره، أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنه تم الاتفاق على إنشاء ممر آمن على امتداد ستة كيلومترات على طول الطريق "إم 4" بهدف الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.

وأشار وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، إلى أنّ دوريات تركية وروسية ستنطلق في 15 مارس/ آذار على امتداد الطريق البري "إم 4" بين منطقتي ترنبة (غرب سراقب)، وعين الحور.

ومن خلال الاتفاق، تبقى الخطوط التي رسمتها قوات النظام السوري كما هي، إذ لم يتطرّق الاتفاق إلى الانسحاب منها، بناء على الرغبة التركية.

كما غاب عن الاتفاق الحديث عن طريق "إم 5" الذي يحتل موقعاً أهم من الموقع الذي يتمتع به طريق "إم 4"، وهو الذي يربط شمال سورية بجنوبها.

ومن أهم النقاط التي أغفلها الاتفاق، فك الحصار عن نقاط المراقبة التركية التي فاق عدد ما حاصره النظام منها العشر، في محافظات حلب وحماة وإدلب.

وغاب عنه أيضاً الحديث عن انسحاب النظام من مناطق جبل الزاوية ومعرة النعمان وسراقب، ذوات الأهمية الاستراتيجية، والمواقع التي تحاذي الطرقات الدولية.


وشكّك عضو الهيئة السياسة لـ"ائتلاف قوى الثورة والمعارضة" محمد يحيى مكتبي، في حديث مع "العربي الجديد"، الخميس، بمدى التزام النظام وداعميه بهذا الاتفاق، "فالتجارب السابقة تثبت أنهم لا يلتزمون باتفاقية ولا تفاهم، والقتل والإجرام ضد الشعب السوري هو سياستهم المعتمدة، لذلك سننتظر فترة قصيرة حتى تتضح الأمور بشأن الالتزام بالاتفاق من عدمه مع ملاحظتنا لغياب الوضوح في تفاصيله، ما يدل على بقاء نقاط خلاف بين الأتراك والروس"، كما قال.

وأشار إلى أنّ "الجيش الوطني سيبقى على أهبة الاستعداد لصد اعتداءات وإجرام النظام وداعميه بكل ما يستطيع"، شاكراً الأتراك على "محاولتهم التوصل إلى حل يقضي بوقف إراقة الدماء".

من جهته، قال العميد فاتح حسون، وهو قيادي في المعارضة وعضو سابق في "هيئة التفاوض" التابعة للمعارضة السورية، لـ"العربي الجديد"، معلّقًا على الإعلان التركي الروسي: "توجد الكثير من النقاط غير الواضحة، ولعل الممارسات الميدانية لتركيا وروسيا خلال الساعات المقبلة توضحها، وخاصة مصير اتفاق سوتشي، ونقاط المراقبة التركية المطوقة، والطريق (إم 5)".

وأشار إلى أنّ "ما نتج عن القمة اتفاق هش مؤقت، وستكون هناك في الأسابيع المقبلة ضرورة لاتفاقيات ومباحثات جديدة، والسؤال المطروح: هل ستعلن تركيا إيقاف عملية (درع الربيع)؟ أنا لا أعتقد أنها ستوقفها".

‏ولفت حسون إلى أن "ما يحدث في إدلب أصبح في مرمى الأوروبيين أكثر من أي وقت مضى، وعليهم تحمل مسؤولياتهم، وعدم الاتكاء على تركيا فقط والدفع بها لمواجهة روسيا"، مشيراً إلى أن "العروض موجودة أمام تركيا، وهي تراوح بين الدعم الأميركي العسكري المشروط بإنهاء عقد (إس 400)، والدعم الأوروبي المشروط بإيقاف موجات اللاجئين، وفي الوقت نفسه هناك عرض روسي بالاتفاق وفق شروط أقل من اتفاق سوتشي".

وبيّن أنّ "تركيا هي التي ستختار بعد قمة اليوم، فما زالت العروض الروسية غير صادقة، وتنازلاتها لم تعلن عنها بعد"، خاتماً بالقول "ننتظر الأيام المقبلة، والعروض الأميركية والأوروبية التي ستقدمها لتركيا، وعلينا أن نكون أكثر ثقة من أي وقت مضى بالضامن التركي".