وقالت مصادر مقربة من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، التي تقودها "وحدات حماية الشعب"، إن الأخيرة نشرت منذ مساء أمس دوريات وحواجز في مناطق سيطرتها بمدينة الحسكة، كما قامت بتفتيش ومداهمة العديد من الأحياء، وذلك إثر فرار مجموعة من عناصر تنظيم "داعش" المعتقلين في سجن الصناعة بأطراف حي غويران بالمدينة.
وبحسب المصادر، فقد حصل استعصاء في السجن، وتمكن السجناء من الفرار بعد تحطيمهم الأبواب والجدران، في حين احتجز السجناء مجموعة من عناصر المليشيا المسؤولين عن السجن.
وذكرت المصادر أن الاستعصاء في سجن الصناعة بدأ بتكسير كاميرات المراقبة داخل المهاجع، ثم بتحطيم الأبواب، وصولا إلى هدم أحد الجدران، ما مكن مجموعة من المعتقلين من الفرار.
وأشارت المصادر إلى أن بعض هذه المعلومات صرحت أيضاً بها إدارة السجن في بيان صحافي.
وأوضحت المصادر أن الاستعصاء جاء عقب مطالبة السجناء بعقد لقاء مع ممثلين عن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من أجل شرح حالهم في السجن، خاصة في ظل الظروف الراهنة، والتخوف من تفشي فيروس كورونا في سورية.
ويضم السجن وفق المصادر قرابة خمسة آلاف سجين، معظمهم من غير السوريين، إذ هناك قرابة خمسين جنسية، ومن بينهم أشخاص كانوا فاعلين في تنظيم "داعش".
وتم اعتقال معظم هؤلاء السجناء في معركة مدينة الرقة إثر تمكن "قوات سورية الديمقراطية" بدعم التحالف الدولي من السيطرة على عاصمة التنظيم عام 2017، كذلك في معركة الباغوز التي مكنت "قسد" من السيطرة على الضفة اليمنى لنهر الفرات في ريف دير الزور عام 2019.
وعقب فرار السجناء غير المعروف عددهم وفق المصادر، انتشرت قوات الأمن التابعة لـ"وحدات حماية الشعب" واستقدمت المليشيا تعزيزات عسكرية، وقامت بنصب حواجز على مداخل ومخارج المدينة، ومشطت عدة شوارع ومنازل في حي غويران ذي الغالبية العربية.
إلى ذلك، تحدثت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" عن تسيير الجيش الروسي دورية عسكرية في أحياء مدينة الدرباسية بريف الحسكة الشمالي، في ظل حظر التجوال الذي تفرضه "قسد" كإجراء لمواجهة انتشار فيروس كورونا.
وذكرت المصادر أن الدورية في تلك المنطقة تأتي في إطار التفاهمات الروسية التركية حول مناطق سيطرة "قسد" على الحدود السورية التركية.
وسيرت روسيا مع تركيا في وقت سابق عدة دوريات في المسار ذاته.
وفي غضون ذلك، اعتقلت قوات الأمن التابعة للوحدات الكردية مجموعة من المدنيين في بلدة الشدادي بريف الحسكة الشرقي، وذلك بحجة خروجهم في ظل حظر التجوال المفروض في المنطقة.
ويشار إلى أن المنطقة تعاني عموما من خدمات صحية ضعيفة في ظل سيطرة مجالس "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قسد" على جميع مرافق الحياة والمشاريع الخدمية في المنطقة.