العراق: الزرفي يستعدّ لزيارة إقليم كردستان في مسعى لإكمال حكومته

26 مارس 2020
سيناقش الزرفي مطالب الأكراد مع أطراف الإقليم (فيسبوك)
+ الخط -
قالت مصادر سياسية عراقية مقربة من رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي، إن الأخير بدأ بإجراء اتصالات بقوى سياسية سنية وأخرى كردية، بهدف فتح قنوات حوار بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، مؤكدة لـ"العربي الجديد"، أنه بصدد تنظيم زيارة قريبة إلى إقليم كردستان في حال حصوله على موافقة الأحزاب الكردية الكبيرة للدخول بمفاوضات تأليف الحكومة.

وبينت المصادر أن جهود الزرفي للقاء معارضيه باءت بالفشل حتى صباح اليوم الخميس، موضحة أنه بدأ يعوّل على كسب قوى كردية وسنية قبل العودة للتفاوض مع قوى تحالف "الفتح" (الجناح السياسي للحشد الشعبي)، التي لا يزال أغلبها يرفضه بشكل قاطع.

وقال عضو البرلمان العراقي عن "الحزب الديمقراطي الكردستاني" ديار برواري، إن الزرفي يعتزم زيارة إقليم كردستان خلال الأيام المقبلة، بهدف مناقشة مطالب الأكراد مع أطراف الإقليم، مشدداً في تصريح صحافي على ضرورة تركيز المكلف بتشكيل الحكومة على حلّ المشاكل العالقة بين بغداد وأربيل.

وأوضح برواري أنه غير متأكد ما إذا كانت الأحزاب الكردية قد أرسلت قائمة مطالب للزرفي، مبيناً أن القوى الكردية تنسق في ما بينها من أجل تشكيل لجنة تتولى مهمة الحوار ومناقشة المطالب مع أي شخصية مكلفة بتشكيل الحكومة، وهو ما أكده القيادي في "الحزب الديمقراطي الكردستاني" عماد باجلان، الذي قال إن أي مرشح لرئاسة الوزراء ينبغي أن يراعي الاستحقاقات الدستورية لإقليم كردستان، وفي هذه الحالة لن يكون هناك خلاف على أسماء المرشحين للكابينة الوزارية.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن باجلان قوله إن "الأكراد ليست لديهم شخصيات مرشحة للكابينة الوزارية، وهم لا يسعون إلى شخصيات معينة بقدر التأكيد على الاستحقاقات الدستورية للإقليم"، داعياً إلى عدم تجاهل كردستان عند تشكيل الحكومة.

وفي السياق، قال عضو بـ"الاتحاد الوطني الكردستاني" إن قوى إقليم كردستان غير معنية باسم الشخص الذي يتم تكليفه بتشكيل الحكومة، بقدر اهتمامها بوجود تفاهمات مسبقة على حلّ كلّ الأزمات بين بغداد وإربيل، ولا سيما قضية كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها، والاستحقاقات المالية للإقليم، وتوزيع الموارد، مؤكداً لـ "العربي الجديد" أن الأطراف الكردية تفضل أيضاً "وجود إجماع، أو على الأقل أغلبية شيعية داعمة لرئيس الوزراء المكلف، كون هذا المكون هو المعني بمنصب رئاسة الوزراء".

وعبّر النائب الكردي السابق ماجد شنكالي عن عدم رضاه عن تصريحات لنواب عن تحالف "الفتح" حول قدرة التحالف على الإتيان برئيسَي جمهورية وبرلمان من دون موافقة الأطراف الأخرى، قائلاً في تغريدة عبر موقع "تويتر" "إذا كنتم قادرين على المجيء برئيسي جمهورية وبرلمان من دون رضا الكرد والسنة، لماذا لا يسعكم الاتفاق على اختيار رئيس للوزراء وهو استحقاق انتخابي للكتل الشيعية؟".


وكان عضو البرلمان عن تحالف "الفتح" حامد الموسوي قد صرح في مقابلة متلفزة أنه "باستطاعتنا المجيء برئيسي جمهورية وبرلمان من دون رضا الكرد والسنة"، منتقداً قيام الرئيس العراقي برهم صالح بتكليف الزرفي بتشكيل الحكومة الجديدة. وتابع: "جميع مرشحي رئيس الجمهورية منذ بداية الأزمة جدليون"، مشيراً إلى وجود إرادة سياسية لتعطيل الدولة من خلال إفراغ رئاسة الوزراء.

وصباح اليوم الخميس، قال الزرفي عبر حسابه الخاص على موقع "تويتر"، إنه سيعتمد على سياسة خارجية قائمة على العراق أولاً. وأضاف: "سنعتمد سياسة خارجية قائمة على مبدأ (العراق أولاً) والابتعاد عن الصراعات الإقليمية والدولية التي تجعل من العراق ساحةً لتصفية الحسابات، وتكون المصالح العراقية العليا هي البوصلة التي تحدّد رسم اتجاهات تلك السياسة".