وقال أدلشتاين، وهو من أقطاب حزب "الليكود" الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في خطاب بقاعة الكنيست: "أعلن استقالتي من منصبي كرئيس للكنيست".
وهاجم أدلشتاين المحكمة العليا الإسرائيلية، وفق ما نقلت "الأناضول"، وقال إن قرارها "يدمر عمل الكنيست، ويشكل تدخلاً فاضحًا وفظاً في شؤون السلطة التشريعية المنتخبة، وإنه ينتهك سيادة الكنيست وسيادته بشكل غير مسبوق، ويقوّض أسس الديمقراطية الإسرائيلية".
وأضاف: "أعتقد أن قرار المحكمة العليا هو قرار خاطئ وخطير"، لافتاً إلى أن "شعبنا يحتاج هذه الأيام إلى الوحدة، إلى حكومة الوحدة".
وكان أدلشتاين قد رفض طلب المعارضة الإسرائيلية، تحديد جلسة لانتخاب رئيس جديد للكنيست، لكن المعارضة استصدرت قراراً من المحكمة العليا الإسرائيلية، بإلزام أدلشتاين بإجراء الانتخابات حتى الأربعاء. واستبق أدلشتاين انتهاء المهلة بالاستقالة من منصبه.
وقالت تقارير صحافية سابقة، اليوم إن الخطوة تأتي بعد لقاء له أمس مع رئيس الحكومة نتنياهو، بهدف تعطيل إجراء انتخابات جديدة لرئيس الكنيست، من خلال استغلال المهلة الزمنية 48 ساعة لحين دخول الاستقالة حيز التنفيذ، إلى حين التئام الكنيست مجدداً الأسبوع القادم مما يعني عمليا إضاعة خمسة أيام إضافية من المهلة الرسمية الممنوحة لزعيم حزب كاحول لفان، الجنرال بني غانتس، وهي 28 يوماً لتشكيل حكومة جديدة.
وتأتي هذه التطورات في ظل إصدار المحكمة الإسرائيلية العليا أمس الأول قراراً قضائيا يلزم رئيس الكنيست إدلشنتاين بعقد جلسة لانتخاب رئيس جديد للكنيست، لكن الليكود بقيادة نتنياهو والمعسكر المناصر له يعارض إجراء الانتخابات قبل التوصل إلى تفاهمات مع كحول لفان بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية أو حكومة طوارئ لستة أشهر لمواجهة جائحة كورونا.
وكان تحالف كحول لفان الذي يقوده الجنرال بني غانتس، والأحزاب المحسوبة على معسكره وبينها أحزاب العمل ميرتس، ويسرائيل بيتينو بقيادة أفيغدور ليبرمان والقائمة المشتركة للأحزاب العربية، حصل في الانتخابات الإسرائيلية التي جرت في الثاني من مارس/آذار الحالي على 61 مقعداً من أصل 120 مقعدا في الكنيست، مما يتيح له تشكيل حكومة ائتلاف ضيقة بينما حصل معسكر الليكود والأحزاب المناصرة له على 58 مقعداً فقط، فيما انشقت أورلي ليفي عن معسكر حزب العمل ميرتس غيشر.
وعلى ضوء مماطلات نتنياهو في القبول بشروط كحول لفان لتشكيل حكومة وحدة وطنية، فقد بادر الأخير مطلع الأسبوع إلى تشكيل لجنة ناظمة لعمل الكنيست وتشكيل عدة لجان برلمانية، مع الاتجاه لتغيير رئيس الكنيست حتى يتسنى له السيطرة على جدول أعمال الكنيست من جهة، وأن تشكل رئاسة الكنيست ورقة ضغط على زعيم الليكود نتنياهو لإلزامه الانضمام لحكومة وحدة وطنية.
وتأتي هذه التطورات أيضاً في ظل تفشي جائحة كورونا في دولة الاحتلال والارتفاع المتواصل في أعداد المصابين بالمرض الذي تجاوز صباح اليوم ألفي مصاب مع تسجيل خمس حالات وفيات من المرض.
ومن خلال استغلال ظهوره شبه اليومي على شاشات التلفزة، كرر نتنياهو، على مدار الأسبوعين الأخيرين، الدعوة للجنرال بني غانتس لتشكيل حكومة وحدة وطنية بدون مشاركة الأحزاب العربية ونوابها الـ15، متهماً إياهم بتحريض سافر ومعلن، وبأنهم يؤيدون الإرهاب، وأن الفجوة بينه وبين كحول لفان صغيرة.
من جانبه، أعلن غانتس أمس أنه يريد بداية الانتهاء من مهام "انتخاب رئيس للكنيست، ولجان برلمانية لإعادة الديمقراطية لمسارها" وبعد ذلك التفرغ لتشكيل حكومة وحدة وطنية، على حد تعبيره.