كورونا مصر: توصيات بحظر التجول وفرض عقوبات

18 مارس 2020
لم يلتزم المصريون بالابتعاد عن أماكن التجمعات (إسلام صفوت/Getty)
+ الخط -
كشفت مصادر مطلعة أن جهاز المخابرات العامة بمصر، رفع تقريراً بعنوان سري للغاية لرئاسة الجمهورية، بشأن حالة الشارع في ظل الإجراءات المتخذة لمواجهة انتشار عدوى فيروس كورونا. وحمل التقرير، بحسب مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، توصية بفرض حظر للتجول، في ظل عدم التزام المواطنين بالابتعاد عن أماكن التجمعات، ومنع المناسبات الاجتماعية التي تضم أعداداً كبيرة من المواطنين. وكشفت المصادر أن التقرير دعا رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، لضرورة الإسراع بالانتقال إلى المرحلة الثالثة من مراحل مواجهة الفيروس، والخاصة بالانتشار الواسع. كما أوصى التقرير، بحسب المصادر، بضرورة إعلان إجراءات عقابية صارمة بحقّ مخالفي التدابير الاحترازية. كما حمل التقرير توصية متعلقة برفع امتيازات الفرق الطبية المكلفة بمواجهة الأزمة، في ظل حالة من التذمر نظراً للمخاطر التي تواجهها، وسط ضعف بدل العدوى الخاص بالأطباء، والمقدر بـ19 جنيهاً شهرياً (حوالي دولار واحد)، متوقعة صدور قرار رئاسي في غضون أيام، بزيادة بدل العدوى للأطباء وفرق التمريض والفرق المعاونة. وأكدت المصادر أن التقرير حمل توصية أيضاً بتمديد تعليق الدراسة في المدارس والجامعات 15 يوماً إضافياً، وضرورة وضع اشتراطات تُقلل من عملية التنقل بين المحافظات المختلفة، لمنع انتقال العدوى من المحافظات التي ظهرت بها بكثافة، مثل دمياط والدقهلية وجنوب سيناء وأسوان. وبحسب مصادر، فإن التقديرات الحقيقية للأعداد المصابة بالفعل تجاوزت الـ2000 حالة، حتى إعداد التقرير، موضحة أنه ربما تكون هناك حالات أخرى لكن لم يتم رصدها، نافية، في الوقت ذاته، صحة الأرقام التي نشرتها وسائل إعلام أجنبية، والتي قدرت عدد المصابين بنحو 19 ألف مصاب بالفيروس.

وأوضحت المصادر أن هناك أزمة حقيقية متعلقة بالحالات المجهولة التي لم يتم رصدها حتى الآن، وتسببت في تضاعف عمليات الإصابة. وقررت السلطات المصرية، أمس الثلاثاء، غلق مكتب صحيفة "الغارديان" البريطانية وسحب اعتماده. كما وجهت إنذاراً لمراسل صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بدعوى خرق القواعد المهنية. وقالت هيئة الاستعلامات الحكومية، على حسابها على "تويتر"، إن مصر قررت غلق مكتب صحيفة "الغارديان" البريطانية، وتوجيه إنذار لمراسل صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في القاهرة بالرجوع إلى المصادر الرسمية في الأخبار التي يتم بثها عن مصر والالتزام بالقواعد المهنية. وجاء ذلك بعد تقرير نشرته الصحيفة البريطانية والمراسل الأميركي يتحدث عن عدم دقة الإحصاءات الرسمية المصرية، بشأن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد. وأوضحت المصادر أن وزارة الصحة بدأت تحديد عدد إضافي من المستشفيات في كافة المحافظات لتخصيصها لعزل الحالات المصابة، بعدما كانت البداية بتحديد مستشفى واحد بمنطقة النجيلة في محافظة مرسى مطروح، ثم تخصيص مستشفى واحد بكل محافظة.


ووفقاً لمصدر في مجلس الوزراء تحدث، لـ"العربي الجديد"، بعد ظهر الإثنين الماضي، فإن قرار تعليق الطيران الذي يدخل حيز التنفيذ، اعتباراً من صباح غد الخميس، جاء كتطوير لتوصية من وزارة الصحة بوقف الرحلات الجوية مع دول أوروبية بعينها، هي إيطاليا وفرنسا وألمانيا، وهي التوصية التي كانت مرفوضة لأسباب سياسية، لكن ارتفاع حصيلة مصابي كورونا من 126 إلى 150 وتسجيل حالة وفاة ثالثة، أديا إلى اتخاذ هذا القرار بشكل عام. وذكر المصدر أن هناك دوائر داخل الدولة، تدفع السيسي لتفعيل حالة الطوارئ السارية بالفعل، وإعلان حظر التجول في بعض المناطق لحماية الصحة العامة، وخصوصاً أن تعليق الرحلات الجوية تنتفي معه اعتبارات الخوف على الاستثمارات والسياحة، لكن المسألة لا تزال محل دراسة.

وكان رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي قد أعلن، في وقت سابق، تعليق حركة الطيران في كافة المطارات المصرية، اعتباراً من غد الخميس وحتى نهاية شهر مارس/آذار الحالي، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها الدولة لاحتواء انتشار فيروس كورونا. وأوضح مدبولي أنه تقرر تطهير كل الفنادق والمنشآت السياحية خلال فترة تعليق الطيران، بالإضافة إلى تخفيض عدد العاملين في أجهزتها والمصالح الحكومية بهدف تقليل الاختلاط بين المواطنين. كما أكد توافر السلع الاستراتيجية بمخزون يكفي لعدة أشهر، داعياً المواطنين إلى عدم التهافت على الشراء، وعدم الاستهتار والاستخفاف، واتباع الإجراءات الوقائية التي تحد من الاختلاط.