وقال الوزير التركي في كلمة بأنقرة: "أمس حدث خرق من قبل النظام، وروسيا حذرته بصرامة"، مؤكداً أنه "إذا خرقت قوات النظام وقف إطلاق النار فالقوات التركية سترد"، وتابع الوزير التركي قائلاً: "جنوب الطريق الدولي "M4" سيخضع للرقابة الروسية وشماله سيكون تحت رقابتنا"، مبيناً أن بلاده تواصل العمل من أجل وقف إطلاق نار دائم في إدلب.
وأعلن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، قبل أيام التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب، بعد تصعيد بدأه النظام السوري بهجوم واسع في شمال البلاد، أفضى في نهاية المطاف إلى مواجهة مباشرة وغير مسبوقة خلال الأزمة السورية بين النظام والجيش التركي.
وتلا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بيان الاتفاق الذي أكد في أهم نقاطه على أنه "تم الاتفاق على وقف العمليات القتالية على خطوط التماس في إدلب"، مشيرًا إلى "إنشاء ممر آمن على الطريق (إم 4) على امتداد 6 كيلومترات"، إضافة إلى استئناف الدوريات الروسية التركية المشتركة.
النظام السوري يمهد لفتح طريق "إم 4"
من جهة أخرى، بدأت الورش الفنية التابعة للنظام السوري اليوم في إزالة السواتر والعوائق على مدخل الطريق الدولي اللاذقية-حلب (إم 4) من جهة اللاذقية تمهيداً لوضعه في الخدمة، وفق وكالة "سانا" الرسمية.
في السياق نفسه، رفض مجموعة من الناشطين السوريين ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين الروسي والتركي بشأن تسيير دوريات مشتركة على الطريق "إم 4" الواصل بين محافظتي حلب واللاذقية.
وفي بيان صدر اليوم، طالب النشطاء الجانب التركي بالتوقف عن عقد الاتفاقات مع الجانب الروسي التي يتم بموجبها تسليم مناطق تسيطر عليها المعارضة لقوات النظام، معتبرين أن ما أشيع عن تسيير دوريات مشتركة على الطريق المذكور، هو مقدمة لتسليم مناطق جبل الزاوية وسهل الغاب وجسر الشغور لقوات النظام، بما يمنع آلاف المدنيين من تلك المناطق من العودة إلى منازلهم.
وتقع هذه المناطق جنوب الطريق "إم 4" الذي يفصلها عن بقية مناطق سيطرة المعارضة، وثمة غموض بشأن مصيرها في ظل الاتفاق الروسي- التركي الأخير، حيث ما زالت حتى الآن تحت سيطرة فصائل المعارضة.
ودعا النشطاء تركيا إلى دعم فصائل المعارضة من أجل استعادة المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام مؤخرا، ما أدى إلى تهجير نحو مليون مدني من منازلهم.
وكانت بثينة شعبان مستشارة رئيس النظام قالت إن منطقتي جسر الشغور وأريحا في ريف محافظة إدلب ستعودان إلى سيطرة النظام، بمجرد تطبيق الاتفاق الموقع بين روسيا وتركيا.
وأضافت شعبان في تصريحات لصحيفة "الوطن" المقربة من النظام، أن مضمون الاتفاق في حال تطبيقه "يعني استعادة المنطقتين وفتح طريق حلب- اللاذقية (M4)".
وربطت شعبان بين فتح الطريق وتنشيط الحركة التجارية والاقتصادية في سورية، وتجنيب النظام السوري المزيد من المعارك، بحسب تصريحها.
ورأت شعبان أن الاتفاق لا يتضمن ما يمنع النظام السوري من متابعة معاركه وفي أي وقت، معتبرة أنه في حال استعاد النظام السوري المناطق الخارجة عن سيطرته فلا داعي لوجود نقاط المراقبة التركية.
هدوء شمالي غرب سورية
وميدانياً، ولليوم الخامس على التوالي، تواصل الهدوء النسبي في مجمل مناطق شمالي غرب سورية بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه الجانبان التركي والروسي، مع خروقات مستمرة، ولكن محدودة من جانب قوات النظام السوري.
وأعلنت فصائل المعارضة أنها تمكنت فجر اليوم من صد محاولة تسلل لقوات النظام والمليشيات المساندة له على بلدة كفرتعال بريف حلب الغربي. ومع تواصل توقف القصف الجوي منذ مساء الخميس الماضي، تشهد أجواء المنطقة تحليقا لطائرات الاستطلاع الروسية بين الحين والآخر.
من جهتها، قالت قوات النظام إنها عثرت في بلدة عنجارة غرب حلب، على المقر العام لزعيم "هيئة تحرير الشام" (النصرة) أبو محمد الجولاني داخل أحد المواقع المحصنة تحت الأرض.
ونقلت وسائل إعلام النظام عن مصدر عسكري تابع للنظام قوله إن المقر الذي يحتوي على أنفاق وخرائط وغرف عديدة، يقع في مغارة محفورة داخل جبل ضمن منطقة وعرة قرب البلدة، وقد استخدم أخيراً كغرفة عمليات للتنظيم، وشن هجمات باتجاه نقاط تمركز قوات النظام في المنطقة.
إلى ذلك، ذكرت "سانا" أن ثلاثة أشخاص قتلوا بانفجار لغم في محيط مدينة مورك بريف حماة الشمالي، قالت إنه من مخلفات فصائل المعارضة.
وفيما يتعلق بحوار تركيا والاتحاد الأوروبي، قال وزير الخارجية التركي إن تركيا انتقلت إلى مرحلة جديدة من الحوار مع الاتحاد الأوروبي.
وشدد جاووش أوغلو على أن حدود الاتحاد الأوروبي تبدأ من حدود تركيا الجنوبية والشرقية لا من الحدود التركية اليونانية.
وقال: "انتقلنا إلى مرحلة جديدة من الحوار مع الاتحاد الأوروبي، لكن استمرار العلاقات بشكل حقيقي يتطلب اتخاذ خطوات".
وأوضح الوزير التركي أن عهد المماطلة انتهى، وسيتم رسم خارطة طريق مع الاتحاد الأوروبي بشأن اللاجئين.
وأكد جاووش أوغلو ضرورة أن يتعامل الاتحاد الأوروبي بصدق مع تركيا لحل مسألة اللاجئين. وأشار إلى أن الاتحاد لم يقدم الدعم من أجل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
ولفت إلى أن احتياجات طالبي اللجوء اليوم تختلف عما كانت عليه عام 2016 (تاريخ توقيع اتفاق الهجرة بين تركيا والاتحاد الأوروبي)، مضيفًا: "وسنتحدث مع الأوروبيين حول ما يمكن فعله في ظل الظروف الحالية".