ووقع التفجير عند مدخل الثكنة العسكرية، وتشير المعلومات الأولية التي حصل عليها "العربي الجديد" إلى أن سيارة رباعية الدفع يقودها انتحاري استهدفت الثكنة، ولقي جندي واحد مصرعه في الحادث، وأصيب أربعة آخرون جرى نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، حالة أحدهم خطرة.
وأعلنت السلطات الجزائرية رسمياً إحباط محاولة تفجير انتحاري بسيارة مفخخة بتيمياوين، وذكر بيان لوزارة الدفاع أن انتحاريا كان يقود مركبة قام بتفجيرها عند بوابة الثكنة ما أدى إلى استشهاد جندي، ومقتل الانتحاري.
وأوضح بيان وزارة الدفاع أن العسكري المكلف بمراقبة المدخل في بوابة الثكنة كشف نوايا الانتحاري، ومكن تصديه للسيارة من إحباط محاولة دخول سائق المركبة بالقوة.
وأرسل قائد الجيش الجزائري، اللواء السعيد شنڨريحة، تعازيه لعائلة الجندي، مشيدا بفطنته وباليقظة التي تحلى بها ورفاقه في الوحدة العسكرية، وتمكنهم من إحباط وإفشال ما وصفه بـ"المحاولة اليائسة التي تبحث عن الصدى الإعلامي"، مجددا عزم قوات الجيش على "مكافحة الإرهاب وتعقب المجرمين عبر كامل التراب الوطني حفاظا على أمن واستقرار البلاد".
وتجري أجهزة الأمن الجزائرية تحريات لتحديد هوية الانتحاري، ولمعرفة المسار الذي سلكه قبل تنفيذه العملية، وكذا طبيعة التنظيم الإرهابي الذي ينتمي إليه، وما إذا كان من سكان المنطقة أم قدم من منطقة أخرى.
وأحدث التفجير هلعا في محيط ما يعرف محلياً بـ"الثكنة القديمة"، وأدى إلى تحطم نوافذ بعض الأقسام الإدارية والمنازل القريبة منه.
وقال شهود عيان من سكان البلدة، لـ"العربي الجديد"، إن قوات الجيش حاصرت كل المخارج المؤدّية إلى المنطقة، وعززت مراقبة مداخل ومخارج البلدة، وقامت بقطع شبكة الإنترنت عن المنطقة كإجراء احترازي.
وذكر مالك تيمياوت، أحد النشطاء من المنطقة، أن "التفجير كان قويا، وأحدث زوبعة كبيرة من الغبار، وحالة من الهلع في أوساط السكان". وفيما أضاف أن "بعض المنازل القريبة اهتزت من شدته"، أكد أن البلدة "تشهد منذ وقوع التفجير حالة من الحذر الأمني الظاهر".
ويأتي هذا التفجير، بعد يومين فقط من تحذيرات وجهها شنقريحة، خلال زيارته للمنطقة العسكرية السادسة بتمنراست، جنوبي الجزائر، لوحدات الجيش المرابطة على الحدود الجنوبية برفع مستوى الحذر الأمني، وتحذيره القيادات الميدانية للمنطقة العسكرية السادسة (الجنوبية القريبة من شمالي النيجر ومالي) من أي تراخ في مراقبة الحدود ورصد تحركات المجموعات الإرهابية والمسلحة، وصد وإفشال أي محاولة يمكنها أن تهدد سلامة البلاد.
ويعد هذا التفجير الرابع من نوعه الذي يستهدف مراكز عسكرية في كبرى مدن الجنوب الجزائري منذ عام 2012، بعد تفجير انتحاري، في يونيو/ حزيران 2012، استهدف مركزا للدرك وسط مدينة ورقلة، التي تعتبر عاصمة النفط، حيث توجد فيها عشرات الشركات النفطية العاملة في حقول النفط، وتفجير انتحاري آخر استهدف، في مارس/ آذار 2012، مبنى لقيادة الدرك الوطني وسط مدينة تمنراست وخلف مقتل منفذ التفجير وإصابة 40 شخصا، أغلبهم من الدرك.
وفي يناير/ كانون الثاني 2013، هاجمت مجموعة إرهابية مسلحة كانت تضم 33 مسلحا، قدموا من ليبيا وتسللوا عبر الحدود، منشأة الغاز تيقنتورين في منطقة عين أميناس بولاية اليزي، واحتجزت المجموعة المسلحة 700 من العمال الأجانب، قبل أن ينجح الجيش الجزائري في تحريرهم. وتدخلت القوات الخاصة للجيش الجزائري لتحرير الرهائن، وانتهت العملية بمقتل 37 رهينة أجنبية وجزائري واحد، فيما تم القضاء على 30 مسلحا من 11 جنسية، وإلقاء القبض على ثلاثة مسلحين بينهم تونسي.