وقالت المصادر المقربة من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، إن الدورية المشتركة بين روسيا وتركيا، كان من المقرّر أن تسير في ناحية عين العرب بمناطق سيطرة "قسد"، في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وذكرت المصادر أن سبب عدم تسيير الدورية هو عدم حضور الطرف التركي، حيث انتظر الطرف الروسي منذ ساعات الصباح عند النقطة التي يتم فيها الالتقاء عادة.
وتمّ في وقت سابق تسيير دوريات مشتركة عدة في المنطقة، بناءً على التفاهمات الروسية التركية حول مناطق سيطرة "قسد" شمال سورية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال في وقت سابق اليوم، إن قوات بلاده تواصل الردّ على هجوم لقوات النظام السوري قُتل فيه 4 جنود أتراك في محافظة إدلب.
ودعا الرئيس التركي الجانب الروسي إلى عدم وضع العراقيل أمام بلاده في الردّ على قصف الجنود الأتراك في إدلب. وقال: "لستم الطرف الذي نتعامل معه بل النظام (السوري) ونأمل ألا يتم وضع العراقيل أمامنا".
ولفت إلى أن "الضباط الأتراك يتواصلون مع نظرائهم الروس بشكل مكثف ونواصل عملياتنا استناداً لذلك"، مؤكداً أن سلاح المدفعية وطائرات الـ"أف 16" التركية لا تزال تردّ على قصف جنودنا في إدلب حتى اللحظة. وأضاف: "قام جيشنا بالردّ على قصف النظام لقواتنا شمالي سورية"، مؤكداً أنه "تم حتى الآن تحييد نحو 35 عنصراً من النظام حسب الإحصاءات الأولية".
بدوره، قال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو عبر "تويتر" إن دماء "الشهداء" الأتراك في محافظة إدلب السورية لم ولن تذهب هباء.
Twitter Post
|
وكان الجيش التركي قد أنشأ أخيراً نقطة للمراقبة في قرية الترنبة في ناحية سراقب، بالتزامن مع تقدم قوات النظام السوري في ناحية معرة النعمان، وحصار نقطة المراقبة التركية في معرحطاط جنوب المعرة، وذلك بعد شهور من حصار نقطة المراقبة التركية في ناحية مورك بريف حماة الشمالي.
وتعرضت النقطة الجديدة فجر اليوم لقصف من قوات النظام السوري، وقالت وزارة الدفاع التركية إن القصف أودى بحياة أربعة جنود.
الطيران الحربي الروسي يرتكب مجزرة في ريف حلب
في هذه الاثناء، ارتكب الطيران الحربي الروسي صباح اليوم الاثنين، مجزرة بحق مدنيين في ريف حلب الغربي، فيما واصلت قوات النظام السوري تقدمها في ريف إدلب الشرقي، وسيطرت على قرية في ناحية سراقب.
وأفاد مصدر من الدفاع المدني السوري لـ"العربي الجديد"، بأن الطيران الحربي الروسي استهدف حافلة تقل نازحين على طريق جمعية الرحال، في ناحية كفرناها بريف حلب الغربي، ما أسفر عن مقتل تسعة مدنيين، بينهم أربعة أطفال وثلاث نساء.
وأوضح المصدر، أن القتلى جميعهم من عائلة واحدة، والقصف أصاب الحافلة بشكل مباشر، وقتل جميع من كانوا فيها، منوهاً إلى أن الدفاع المدني توجه من أجل الإنقاذ، على الرغم من احتمالية أن يقوم الطيران الحربي باستهداف المكان مرة أخرى.
وجاء ذلك القصف بالتزامن مع استمرار عمليات القصف التي يشنها النظام السوري على أطراف حلب الغربية، وعلى مدينة سراقب ومحيطها في ريف إدلب الشرقي، وسط معارك عنيفة مع فصائل المعارضة السورية المسلحة و"هيئة تحرير الشام".
وقال مصدر عسكري لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام تقدمت اليوم، بغطاء مكثف من القصف المدفعي والجوي، وسيطرت على قرية سان الواقعة جنوب غرب مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي.
وبحسب المصدر، فإن قوات النظام بدأت بتوجيه ضرباتها نحو بلدة "النيرب"، الواقعة غرب الطريق الدولي حلب اللاذقية، انطلاقاً من قرية سان الواقعة شرق الطريق، وفي حال وصولها إلى النيرب تضع مدينة سراقب تحت خطر الحصار.
وبحسب المصدر ذاته، فإن السيطرة على النيرب تعني وصول النظام السوري لأول مرة منذ عام 2014 إلى طريق حلب اللاذقية في محافظة إدلب، كما سيمكّنه ذلك من قطع الطريق بين أريحا وسراقب.
استهداف النازحين
ويقوم النظام السوري بشكل متكرر باستهداف سيارات النازحين على الطرقات أثناء نزوحهم من المناطق التي تتعرض للقصف إلى المناطق الأكثر أمناً قرب الحدود السورية التركية.
وذكرت المصادر أن النازحين يسلكون الطرقات الرئيسة كونها أسهل في الحركة، إلا أن قوات النظام والطيران الروسي تستهدف تلك الطرقات برشاشات الطيران الحربي والبراميل المتفجرة والمدفعية وراجمات الصواريخ.
وأوضحت أن أكثر الطرقات استهدافاً هي تلك الواصلة بين سراقب وإدلب، وسراقب وأريحا وأريحا وإدلب، ومنطقة جبل الزاوية، في جنوب وجنوب شرق إدلب، بالإضافة لطرق ريف حلب الغربي.
وأدى استهداف النازحين أمس الأحد، من قبل قوات النظام السوري والطيران الروسي، وفق مصدر من الدفاع المدني السوري، إلى مقتل ثمانية مدنيين في بلدة سرمين جميعهم من عائلة واحدة، من بينهم سائق السيارة التي كانت تعمل على نقلهم من المنطقة.
وبحسب ما أفاد به فريق "منسقو استجابة سورية"، فإن أعداد النازحين من مناطق ريفي إدلب وحلب خلال الفترة الواقعة بين 16 يناير/ كانون الثاني و2 فبراير/ شباط 2020، بلغت 309.984 شخصاً، وذلك بسبب تواصل العمليات العسكرية من قبل النظام السوري وحلفائه.
Facebook Post |
وفي وقت سابق، كان طيران النظام والطيران الروسي قد قصفا مخيمات عدة للنازحين في ريفَي حلب وإدلب، وأسفر القصف عن مقتل وجرح نازحين، كما أدى إلى نزوح المدنيين مرة أخرى نحو مناطق أخرى.