وحضر ممثلو العديد من الأحزاب السياسية المكونة للائتلاف الحكومي، والممثلة في البرلمان، وكذلك ممثلو بعض الهيئات الدستورية، وعدد من المنظمات الوطنية، وسط غياب ممثلين عن الاتحاد العام التونسي للشغل.
وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال يوسف الشاهد، في كلمة ألقاها بالمناسبة، أنه "لابد من الاستقرار السياسي في تونس لتتمكن الحكومة الجديدة من تحقيق أهدافها".
واستعار الشاهد عبارة مستوحاة من الثورة، حيث قال: "هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية"، معتبراً أن "هذه المراسم تجسد لحظة تاريخية لما تحمله من دلالات على نجاح المسار الديمقراطي".
وعبر الشاهد عن تضامنه الكامل مع الفخفاخ، خاصة "لما قد يواجهه من انتقادات"، مضيفاً ''قلبي معك''.
وأكد الشاهد أن "الوضع صعب، والاتهامات موجودة في كلتا الحالتين، فإذا حصل انسجام مع رئيس الدولة سيتهم بأنه وزير أول، وإذا طبق الدستور سيتهم بالتمرد".
وأكد رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ، في كلمته، أنه سيتولى المسؤولية، وأنه "مستعد للحكم لا للمغادرة"، وذلك في رد على التصريحات الأخيرة بمحاولات إسقاط الحكومة بعد بضعة أشهر.
وقال الفخفاخ إنه لا يقول ذلك من منطلق ''حب المنصب''، بل "لأن البلاد أنهكت بتغيير الحكومات في مناسبات عديدة"، وثمّن "المجهودات والتحسينات" التي أنجزتها الحكومة السابقة بقيادة يوسف الشاهد، مطالباً بدعم الاستقرار الحكومي لما فيه خير البلاد".
وعلق المحلل السياسي عبد اللطيف الحناشي على ظروف مراسم تسليم السلطة قائلاً، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "الانتقال الذي حصل نوعي وفريد من نوعه في الوطن العربي"، مضيفاً أن "الاستلام سلس، وبحضور العديد من الفاعلين السياسيين ومكونات من المنظمات الوطنية".
وأوضح الحناشي أن "ما حصل يعبر عن مظهر من مظاهر نجاحات الثورة التونسية والانتقال الديمقراطي بتونس، وهي تسير في الطريق الصحيح"، مؤكداً أنه "رغم التجاذبات والاختلافات التي حصلت حول تشكيل الحكومة، فقد تمكنت النخبة من تجاوز الأزمة السياسية رغم وجود أزمة اقتصادية واجتماعية".
وحول كلمة الشاهد، رد الحناشي أن رئيس الحكومة السابق حاول تقديم الإنجازات التي قام بها، والنجاحات التي حققها، والحرب على الفساد، والصعوبات التي واجهها، والتحديات المطروحة في علاقة بقضايا مقاومة الإرهاب والوضع الإقليمي، مؤكداً أن "الشاهد راوح بين التبرير ومحاولة سرد العراقيل".
وأضاف أن "الصعوبات التي عرقلت الحكومة بعضها سياسي، ومنها ماهو داخل الأحزاب، عندما حاولت الإطاحة بالحكومة من خلال وثيقة قرطاج 1 و2"، مؤكداً أن "التاريخ سيحكم على هذا الأداء".
وبيّن أن "كلمة الفخفاخ شددت على الطمأنة، وتراوحت بين الموضوعية والذاتية. وطغت عليها الحماسة حينا، والصدق حينا آخر"، مؤكداً أن "خطاب الفخفاخ اتسم بالهدوء"، مشيراً إلى أنه أكد أنه التحق بالثورة، وأنه كانت له هموم ككل النخب التونسية الموجودة في الخارج حينها.
وأضاف أن الفخفاخ توجه بالشكر لكل الفاعلين في الساحة السياسية، وخاصة المعارضة، مضيفاً أنه صرح بـ"أنه لا يملك الشجاعة للحديث عن نفسه"، مشيراً إلى أن "خطابه تطرق إلى جوانب حميمية وعلاقته بالشاهد ورئيس حزب التكتل مصطفى بن جعفر".
وأفاد الحناشي بأن "الفخفاخ عبر عن استعداده للتفاعل الإيجابي، وربما يعتبر العنصر الإيجابي أن من امتيازات هذه الحكومة أنها تضم مرجعيات مختلفة دستورية ويسارية وإسلامية في إطار التعايش بين مختلف الفاعلين السياسيين".