ويتزعم "الخال" مليشيا "كتائب حزب الله"، الأكثر ارتباطاً بإيران، والمتهمة بسلسلة من الانتهاكات في العراق، أبرزها عمليات خطف وإعدامات جماعية على خلفيات طائفية، عددها بالآلاف خلال معارك طرد تنظيم "داعش" الإرهابي من المدن العراقية التي كان يسيطر عليها بين 2014 و2018، فضلاً عن دخوله أخيراً على خط قمع التظاهرات في بغداد ومدن جنوبية عدة، بينها خطف ناشطين ومتظاهرين وتغييبهم.
ورفضت، مساء أمس السبت، أربعة فصائل عراقية مسلحة منضوية ضمن "الحشد الشعبي" تنصيب "الخال" بديلاً لأبو مهدي المهندس.
وأصدرت كل من مليشيا "فرقة العباس القتالية"، و"لواء أنصار المرجعية"، و"فرقة الإمام علي"، و"لواء علي الأكبر"، بياناً مشتركاً علقت فيه على تنصيب المحمداوي (أبو فدك) قائلة: "ليس لنا علم بأي تنصيب لمنصب نائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" الآن".
وبحسب البيان، فإن خطوة التنصيب "تحتاج إلى سياقات قانونية غير متوافرة الآن في ظل حكومتين، إحداهما تصريف أعمال، والأخرى لم يكتمل تكليفها"، معتبرة أن الفصائل المسلحة "التابعة للعتبات المقدسة" في النجف وكربلاء "قدمت رؤيتها لرئيس الهيئة، وتنتظر الردّ عليها رسمياً".
وفي السياق، قالت مصادر مقربة من مليشيات "الحشد" إن الخلاف تعمق كثيراً السبت بين الفصائل المعروفة بارتباطها المباشر مع النجف وكربلاء، وتلك التي يطلق عليها "الولائية"، التي ترتبط بإيران، وذلك بسبب عدم رضى بعض الفصائل المسلحة عن تسمية "الخال" بديلاً للمهندس في القيادة الميدانية للفصائل المسلحة.
أكدت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أن جبهة المعارضين للمحمداوي توسعت بعد الموقف الذي اتخذته 4 فصائل تعرف بأنها مقربة من المرجعية الدينية، وطالبت باختيار بديل لأبو مهدي المهندس وفقاً للسياقات القانونية، "ما يعني أن اختيار نائب جديد لرئيس الهيئة يجب أن يتم بعد التصويت على حكومة محمد توفيق علاوي".
وعن سبب التحفظ على المحمداوي، أوضحت المصادر ذاتها أن الأمر متعلق برغبة النجف وقيادات سياسية عراقية شيعية مختلفة في ما يسمونه "عرقنة قرارات الحشد الشعبي"، في إشارة إلى التأثير الإيراني الكبير بتلك الفصائل من خلال قيادات عراقية مرتبطة فكرياً وعسكرياً بـ"فيلق القدس" الإيراني، مثل أبو آلاء الولائي، وأكرم الكعبي، وقيس الخزعلي، وشبل الزيدي، وأبو فدك الذي سُمِّي بديلاً للمهندس في قيادة فصائل "الحشد".
الخبير بالشأن الأمني العراقي هشام الهاشمي، قال إن خلافات عديدة حصلت بين القائد السابق لـ"الحشد" أبو مهدي المهندس وزعيم مليشيا "فرقة العباس القتالية" (التابعة للنجف)، لها أسباب إدارية وتنظيمية، وأضاف أن تلك الخلافات "انتهت بعدم ارتباط قوات العتبات (النجف وكربلاء) بالمهندس، عدا رئاسة "الحشد" ورئاسة الوزراء، وذلك لعدم خضوعهم لأوامره، في وقت يموّل كل الفصائل الولائية بنسبة 100%، البالغ عددها رسمياً نحو 75 ألف مقاتل".
— Husham Alhashimi هشام الهاشمي (@hushamalhashimi) February 22, 2020
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وذكر الهاشمي، في تغريدة له على "تويتر"، أن "سبب تلك الخلافات يعود إلى تقليدهم للولي الفقيه وقربهم من إيران، وحاول رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي تخفيف هذا الإقصاء الواقع على قوات العتبات وقوات "سرايا السلام"، لكنه دخل في مشاكل معقدة مع قيادة هيئة "الحشد الشعبي" الميدانية في عام 2018، انتهت بعدم التجديد له بولاية ثانية لرئاسة الوزراء".
في غضون ذلك، باركت مليشيا "كتائب حزب الله" للمحمداوي اختياره بديلاً للمهندس، مؤكدة في بيان أن ذلك "من ألطاف الله".
وتابعت: "إننا إذ نبارك تسنّمه هذه المسؤولية، نؤكد دعمنا الكامل للقيادة الميدانية للحشد الشعبي وتشكيلاته الجهادية، وسنواصل تقديم المساعدة والمشورة في كل ما تقتضيه المصلحة العامة من ملاكات وإمكانات وخبرات"، مهددة بـ"قطع دابر كل من يخطط لتفكيك فصائل "الحشد" وإنهاء دورها" الذي وصفته بـ"الجهادي".
وأضافت: "سنقف بوجه كل من يحاول تقويضها أو الإساءة إليها من أعداء الداخل والخارج ممن يتربصون بنا الدوائر".
وفي ساعة متأخرة من ليلة الخميس الماضي، اختارت قيادات عراقية توصف بأنها مرتبطة بإيران عبد العزيز المحمداوي خلفاً للمهندس في رئاسة "هيئة أركان الحشد"، وهو منصب يعني القائد العسكري أو الميداني لفصائل "الحشد" العراقية البالغ عددها نحو 70 فصيلاً.