وفي حين أكد الرئيسان التزامهما بكافة الاتفاقيات الموقعة بشأن إدلب، شدد أردوغان لنظيره الروسي على ضرورة "كبح جماح النظام السوري في إدلب وإنهاء الأزمة الإنسانية هناك"، بحسب بيان لدائرة الاتصال بالرئاسة التركية، أوردته "الأناضول".
ووفق البيان، "أكد أردوغان وبوتين التزامهما بكافة الاتفاقيات (المبرمة حول إدلب)"، كما بحثا التطورات في ليبيا.
وكان أردوغان قال، في تصريحات أدلى بها للصحافيين عقب أداء صلاة الجمعة في مدينة إسطنبول، أن الاتصال الهاتفي مع بوتين سيتناول جميع التطورات في إدلب من الألف إلى الياء، وسيحدد الموقف التركي على أساسه.
ووصف ما يجرى في إدلب حالياً بأنه "حرب"، لافتاً إلى مقتل جنديين تركيين وتدمير بعض المعدات جراء الاشتباكات العنيفة المستمرة هناك بين المعارضة السورية وقوات النظام.
وأكّد أن خسائر النظام في مقابل ذلك "أكبر بكثير"، مشيراً إلى مقتل نحو 150 عنصراً من قواته، فضلاً عن تدمير 12 دبابة و3 عربات مدرعة و14 مدفعاً وعربتي "دوشكا" للنظام في إدلب، وفق أحدث المعلومات.
ولفت إلى أن ما وصفه بـ"الكفاح" في المنطقة "مستمر بشكل حازم"، مؤكداً أن "نتيجة الاتصال اليوم (مع بوتين) ستحدد موقفنا هناك".
وأضاف: "الانسحاب من هناك غير وارد ما لم يتوقف النظام عن اضطهاد سكان إدلب.. لا يمكننا تحقيق وقف إطلاق النار إلا بهذه الطريقة. هذا الظلم المستمر هنا سيتوقف".
وبيّن الرئيس التركي أن "مليون شخص تقريباً نزحوا من إدلب، باتجاه الحدود التركية"، متسائلاً: "أين سنوفر السكن لهؤلاء؟ من تدابيرنا في إدلب تأسيس منطقة آمنة، بطول 30-35 كيلومتراً من حدودنا باتجاه الداخل السوري، وقد أقدمنا على خطوة جديدة حيال إقامة هذه المنطقة".
وأوضح أن هذه الخطوة تتمثل في بناء مساكن مؤقتة من الطوب مساحتها 25-30 متراً مربعاً، وأن أعمال تركيا في هذا الصدد متواصلة.
وتابع: "بذلك تكون مقاومة أشقائنا هناك قد ازدادت أكثر ضد المناخ الشتوي القاسي. هناك أيضاً أعمال مستمرة من قبل الهلال الأحمر التركي وهيئة إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) بشأن المواد الغذائية والإمكانات العلاجية".
وأشار إلى أن ميركل كانت قد وعدته بتقديم 25 مليون يورو لتركيا من أجل اللاجئين، وإيصال هذا المبلغ بواسطة الصليب الأحمر، لكن الإجراءات الشكلية تطول لأن المساعدات تأتي بواسطة لجنة اللاجئين، ولم تصل المساعدات بعد إلى الهلال الأحمر التركي.
وقال إنه اقترح الشيء نفسه على ماكرون أيضاً اليوم، وهو أن "تركيا تنتظر منهم الدعم على غرار ميركل".
وأعلن أردوغان، عن اقتراح لماكرون وميركل، من أجل تنظيم قمة رباعية (تركية، روسية، ألمانية، فرنسية) حول سورية، في إسطنبول بتاريخ 5 مارس/ آذار المقبل، مشيراً إلى أن الرد حول القمة لم يأت بعد من نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وبيّن أن ميركل وماكرون طالبا بوتين بإقرار وقف إطلاق نار في إدلب، مردفاً: "لا أستطيع القول بورود الجواب المنتظر من موسكو على هذه الدعوة حتى الآن".
ورداً على سؤال حول حقيقة الادعاءات التي تتحدث عن طلب تركيا أنظمة "باتريوت" من الولايات المتحدة، قال أردوغان إنه اقترح أصلاً على نظيره الأميركي دونالد ترامب، شراء هذه الأنظمة عندما كان ملف أنظمة "إس-400" الروسية مطروحاً.
وأوضح أن تركيا قالت للجانب الأميركي إن بإمكانها استخدام النظامين في آن واحد ولكنها لم تحصل على رد إيجابي.
وأفادت بأنّ الزيارة جرت للوحدات العسكرية التركية المتمركزة في الحدود التركية السورية من جهة ولاية هطاي جنوبي البلاد.