أعلنت الأمم المتحدة، والسفارة الأميركية في طرابلس، اليوم الخميس، استئناف المفاوضات العسكرية بين طرفي النزاع في ليبيا، والهادفة إلى إعلان وقف دائم لإطلاق النار، وذلك غداة إعلان حكومة "الوفاق" تعليق مشاركتها في المفاوضات بعد قصف ميناء العاصمة.
وقال المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة في ليبيا جان العلم، لـ"فرانس برس"، إنه تم "استئناف" هذه المباحثات غير المباشرة التي تجرى في جنيف بإشراف المنظمة الدولية.
بالتوازي مع ذلك، أعلنت السفارة الأميركية لدى ليبيا، مساء الخميس، عن استئناف محادثات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) في جنيف.
ونقلت السفارة على صفحتها الرسمية على "فيسبوك" عن السفير ريتشارد نورماندي، إشادته بـ"موقف حكومة الوفاق وقيادة قوات حفتر" لقبولهما استئناف جلسات الحوار العسكري.
وأشارت إلى أنّ السفير التقى، أمس الأربعاء، مع رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج عقِب لقائه مع حفتر يوم الثلاثاء، و"قدم له قراءة كاملة للاجتماع ومناقشة آفاق التوصل لوقف دائم لإطلاق النار".
وذكرت السفارة أن نورلاند اتفق مع رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج "على الاجتماع مجددًا قريبًا".
Facebook Post |
وبداية فبراير/ شباط، أقر ممثلو حكومة "الوفاق" الليبية التي تعترف بها الأمم المتحدة، ونظراؤهم الذين يمثلون الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، بضرورة تحويل الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار لكنهم لم يتوصلوا إلى اتفاق.
ولم يصدر بعد أي تعليق من حكومة "الوفاق" الليبية بشأن استئناف المفاوضات. وأمس الأربعاء، اشترط رئيس حكومة "الوفاق" فايز السراج، وقف قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر عدوانها على العاصمة طرابلس،
وقال السراج، بحسب ما نقلت عنه "رويترز"، في معرض رده على سؤال عن استئناف محادثات وقف إطلاق النار، "نريد أولاً إشارة قوية من الأطراف الدولية".
وكان المجلس الرئاسي لحكومة "الوفاق" الليبية، قد أعلن، أمس الأربعاء، تعليق مشاركته في محادثات جنيف العسكرية، بعد قصف مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر ميناء العاصمة طرابلس البحري، الثلاثاء، ما أودى بحياة 3 مدنيين وأدى إلى إصابة 5 آخرين.
وقال المجلس، في بيان: "تجدد اليوم انتهاك الهدنة باستهداف مرافق مدنية في العاصمة طرابلس، وكان الهدف هذه المرة ليس مطار معيتيقة، بل قصفت المليشيات المعتدية (تابعة لحفتر) ميناء طرابلس البحري".
وشدد على أن هذا الميناء هو "شريان الحياة للعديد من مدن ليبيا، وتصل عن طريقه احتياجات المواطنين الأساسية من أدوية وتجهيزات طبية ومواد غذائية ووقود للاستخدام المنزلي وتوليد الطاقة".
وأضاف: "نعلن تعليق مشاركتنا في المحادثات العسكرية التي تجرى في جنيف (برعاية الأمم المتحدة)، حتى يتم اتخاذ مواقف حازمة من المعتدي وانتهاكاته، وسيكون لنا الرد الحازم على هذه الخروقات بالشكل والتوقيت المناسبين".
وأعرب المجلس عن استنكاره لــ"التهاون الدولي تجاه الاستخفاف المتواصل بقرار مجلس الأمن والاستهانة المتكررة بمقررات مؤتمر برلين"، مشيراً إلى أنه دون وقف دائم لإطلاق النار وضمان أمن العاصمة "فلا معنى لأي مفاوضات".