أعلنت لجنة الانتخابات الأفغانية، مساء اليوم الثلاثاء، النتائج النهائية للرئاسيات التي جرت في سبتمبر/ أيلول الماضي، وأكدت فوز الرئيس أشرف غني بولاية رئاسية ثانية مدتها خمس سنوات.
وقالت رئيسة اللجنة، حواء عالم نورستاني، في مؤتمر صحافي إن غني حصل على نسبة 50.64 في المائة من الأصوات، بينما حصل منافسه عبد الله عبد الله، وهو الرئيس التنفيذي للحكومة، على 39.59 في المائة من الأصوات.
وحل زعيم "الحزب الإسلامي" قلب الدين حكمتيار ثالثا حيث حصل فقط على 3.85 في المائة من الأصوات.
وكانت لجنة الانتخابات قد أعلنت في 22 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، النتيجة الأولية للانتخابات الرئاسية، إذ فاز غني بنسبة 50.64% من الأصوات، بينما حصل منافسه عبد الله، على 39.52% من الأصوات.
وكان من المتوقع أن تعلن اللجنة النتيجة النهائية خلال أسابيع، غير أنها لم تقم بذلك نظراً لكثرة الشكاوى من قبل المرشحين.
وشغل غني مناصب عديدة قبل أن يخوض المعترك السياسي في بلاده من الباب العريض، مرشحاً نفسه في الانتخابات الرئاسية الأفغانية لعام 2009. حينها، لم يحصل الرجل سوى على ثلاثة في المائة من أصوات الناخبين، ليفوز غريمه حامد كرزاي بولاية رئاسية جديدة. وتولى غني في تلك الفترة مناصب مختلفة، منها مسؤولية نقل السلطة من القوات الدولية والأميركية إلى القوات الأفغانية.
وفي العام 2014، عاد أشرف غني مرة أخرى ليجرب حظه في الحصول على منصب الرئاسة الأفغانية. حينها، كان الأفغان مثقلين من حكم كرزاي، وحجم الفساد فيه، فعلقوا آمالهم على غني كونه يمثل لهم صورة الأفغاني المثقف، وشغل مناصب عالمية مهمة نظراً لعمله نحو عشر سنوات كخبير في البنك الدولي، وفي العديد من الهيئات الأممية في أفريقيا وآسيا. كما كان من بين المرشحين لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة قبل أن يعود إلى أفغانستان عام 2002. والأهم بالنسبة إليهم أن يديه لم تكونا ملطختين بالدماء، بحسب ما كان يردد أنصاره ومؤيدوه، ومن هنا كان المرشح الأنسب لخلافة كرزاي.
وحصل غني في الدورة الأولى من انتخابات 2014 على 32 في المائة من الأصوات، بينما حصل منافسه عبد الله عبد الله على 45 في المائة، ما حتّم التوجه لدورة ثانية بحكم الدستور، حصل فيها غني على 56 في المائة من الأصوات، متغلباً على عبد الله الذي رفض نتيجة الانتخابات. وقاد النزاع بين الرجلين إلى ما يشبه المهزلة السياسية، التي لم تنته إلا بتدخل أميركي من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية، ستواصل عملها حتى إعلان رئيس جديد.
واجه غني عقبات كثيرة خلال فترة حكمه، منها الخلافات الداخلية مع عبد الله، خصوصاً عند تعيين الوزراء، إذ كان تعيين وزير واحد يستغرق أشهراً حتى يتفق عليه الطرفان. كما شكل انسحاب معظم القوات الأميركية والأجنبية في بداية عهده تحدياً كبيراً لحكومته. لكنه استطاع إلى حد ما التغلب على عدد كبير من العقبات، بالإضافة إلى تدشينه مشاريع اقتصادية كبيرة وتصميم بعض سدود المياه، والحملة القوية التي شنّها ضد بعض أمراء الحرب.
في المقابل، يؤخذ عليه بحسب مراقبين، فشله في مضامير عدة، بسبب سياساته الحادة، وعدم وجود فريق عمل شامل وكفوء بجانبه.
يذكر أن غني تلقى دروسه الابتدائية في مدرسة الاستقلال في كابول، والثانوية في مدرسة الحبيبية في العاصمة أيضاً، وتخرج منها في نهاية الستينيات، حاصلاً على منحة دراسية، سافر بموجبها إلى لبنان ليلتحق بالجامعة الأميركية هناك، حيث أكمل مرحلة البكالوريوس والماجستير في العلوم السياسية، وتزوج من اللبنانية رولا سعادة، قبل أن يعود إلى أفغانستان ويلتحق بجامعة كابول مدرساً للعلوم الإنسانية.
حصل غني على منحة دراسية أخرى عام 1977 إلى الولايات المتحدة، حيث التحق بجامعة كولومبيا، ومنها خرج حاملاً شهادة ماجستير في العلوم الإنسانية، وأخرى في العلاقات الدولية، كما حصل لاحقاً على الدكتوراه من الجامعة ذاتها في العلوم الإنسانية. التحق غني بإحدى الجامعات في باكستان في عام 1985 مدرساً فيها العلوم الدينية ومقارنة الأديان، وذلك لعام واحد.