دارة عزة... مفتاح السيطرة على الطرق بين عفرين وإدلب

18 فبراير 2020
تسعى قوات النظام للوصول إلى المدينة (فيسبوك)
+ الخط -

على سفح جبل الشيخ بركات تقع مدينة دارة عزة على بعد 30 كم إلى الشمالي الغربي من مدينة حلب، وعلى بعد 10 كم من الحدود السورية التركية، كما تقع على طريق إدلب عفرين، وكذا على طريق حلب عفرين وطريق حلب باب الهوى وعفرين باب الهوى.

تلك العقدة الميدانية تمنح المدينة أهمية استراتيجية واقتصادية وعسكرية، وبخاصة في ظل الظروف الراهنة بالمنطقة، إذ تعتبر السيطرة عليها مفتاح التحكم بهذه الطرق أولاً، والإشراف على مساحة واسعة من الأراضي والطرق الفرعية في محيط هذه الطرق أيضاً.

ووفقاً للمعطيات على الأرض، تسعى قوات النظام السوري مدعومة بالمليشيات الإيرانية للوصول إلى هذه المدينة، وذلك يمكنها من قطع الطريق بين عفرين وإدلب، أي قطع طريق الإمداد عن "الجيش الوطني السوري" من عفرين، وقطع طريق الهرب أمام النازحين والمهجرين من إدلب وريف حلب إلى عفرين.

وتقع شمال دارة عزة قرية غزاوية، وفيها المعبر الفاصل بين مناطق سيطرة "الجيش الوطني السوري" ومناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام" التي تسيطر على معظم إدلب وريفها كما تسيطر على دارة عزة أيضاً.

وشمال دارة عزة تقع أيضاً نقطة المراقبة التركية في منطقة جبل سمعان وتحديدا في منطقة دير سمعان الأثرية، وهي منطقة أيضا مرتفعة تشرف على طريق عفرين وعلى ريف حلب الغربي.

ولأن موقع المدينة يمنح من يسيطر عليها فرصة التقدم أو السيطرة على معبر باب الهوى أو قطع طريق معبر باب الهوى عفرين فقد وضع الجيش التركي، أمس، نقطة مراقبة أو نقطة تمركز جديدة لقواته في المنطقة الواصلة بين مدينتي الدانا وسرمدا، وقد تبدو نقطة دفاع عن المعبر الذي يعتبر الشريان الوحيد لمدينة إدلب في الوقت الحالي.


من يسيطر على المدينة؟

المدينة تخضع حالياً لسيطرة "هيئة تحرير الشام" وإدارتها المدنية والعسكرية وذلك منذ الشهر الأول من العام الماضي، إذ بعد ليلة دامية سيطرت "هيئة تحرير الشام" على المدينة وعلى كامل جبل الشيخ بركات والعديد من القرى والبلدات في محيطه، عقب هجوم الهيئة على "حركة نور الدين الزنكي" والقضاء عليها في ذلك الوقت.

وإلى جانب "حركة نور الدين الزنكي" كانت "الفرقة التاسعة" التابعة لـ"الجيش الوطني السوري"، إلا أنها التزمت الحياد وغادرت إلى عفرين من أجل المشاركة في العمليات المدعومة من الجيش التركي ضد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) التي تقودها "وحدات حماية الشعب" الكردية.

أيضاً كانت هناك مجموعات تابعة لكل من "صقور الشام" و"هيئة تحرير الشام" في دارة عزة ومحيطها، وجميع أفرادها إما انضموا للهيئة أو غادروا المنطقة عقب ذلك الهجوم الذي تم عبر آليات ثقيلة.

ومنذ خروج دارة عزة عن سيطرة النظام السوري في عام 2012 كان "الجيش السوري الحر" و"حركة نور الدين الزنكي" و"حركة أحرار الشام" هم من يسيطرون على المدينة وعلى الطرق المؤدية إلى معبر باب الهوى. وتعرضت المدينة لغارات جوية من النظام والطيران الروسي عدة مرات.