تتسارع التطورات في المعارك الدائرة شمالي غرب سورية بين قوات النظام والفصائل المقاتلة التي تمكّنت، خلال الساعات الأخيرة، من استعادة بعض المناطق التي فقدتها سابقاً، بل وفتحت جبهات جديدة في ريف حلب الشرقي، وذلك بعد تهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالرد العسكري على خرق روسيا تفاهماتها مع أنقرة.
وقال شهود عيان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الجيش الوطني" أطلق، صباح اليوم السبت، معركة من محور الباب شرقي حلب، باسم "العزم المتوقد". وتعتبر مناطق شرقي حلب خارج التفاهمات الروسية التركية، وربما تأتي المعركة لإنهاء هذه التفاهمات التي تعتبر سهلة وغير محصنة من جانب قوات النظام، بحسب الشهود.
وبيّن الشهود أنّ هناك آلاف المقاتلين في جبهات أخرى بانتظار ربما فتح جبهات جديدة.
وصباح اليوم السبت، أعلن "الجيش الوطني السوري"، أنّه استولى على دبابة وعربة من قوات النظام، على محور رادار شعالة بريف مدينة الباب، وسط اشتباكات عنيفة جداً تدور على محاور الشعالة وكتيبة الرادار ودغلباش وأبو الزندين شرق مدينة الباب.
وكانت فصائل المعارضة تمكّنت، ليل أمس الجمعة، من استعادة السيطرة على منطقة الصحفيين غرب حلب، بعد اشتباكات مع قوات النظام السوري ومليشياته.
وأكدت بيانات للفصائل، أنها تمكنت من السيطرة على "كتلة منازل" الصحفيين، لتصبح المنطقة كاملة تحت سيطرتهم، بعد اشتباكات عنيفة أسفرت، بحسب الفصائل، عن مقتل نحو خمسين عنصراً من قوات النظام. كما تدور اشتباكات قوية بين الطرفين قرب معمل "الكرتون" غرب حلب.
وسبق أن صدّت فصائل "الجيش السوري الحر" و"الكتائب الإسلامية" محاولات تقدم عدّة لقوات النظام السوري والمليشيات الموالية غرب مدينة حلب، والتي تزامنت مع قصف جوي روسي مكثّف على محاور القتال وعلى مناطق خان العسل والمنصورة وكفرحمرة وخان طومان والفوج 46 وأورم الكبرى.
وكانت "الجبهة الوطنية" أعلنت، أمس الجمعة، قتل وجرح العشرات من المليشيات الإيرانية، على محور الكلارية غربي حلب، إثر استهداف تجمّع كبير لهم بصاروخ مضاد للدروع.
وتمكنت قوات النظام، أخيراً، من السيطرة على مستودعات خان طومان، وتلة الزيتون، ومعمل البرغل خان طومان، وقرية الخالدية، فيما تحاول التقدم إلى منطقة الراشدين الرابعة من محوري الراشدين الخامسة.
ريف إدلب
في غضون ذلك، تستمر الاشتباكات العنيفة بين الطرفين على محاور في ريفي إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي، حيث تمكنت الفصائل من صد أكثر من 6 محاولات تقدّم لقوات النظام على تل مرديخ، وألحقت بها خسائر بشرية ومادية، إضافة إلى أسر 3 عناصر على الأقل، وذلك بعد أن كانت قوات النظام تراجعت أمس لعدة كيلومترات عن سراقب، بينما تحاول التقدم من محور حيش باتجاه قرية أرمنايا الواقعة بالقرب من معرحطاط.
وتحاول قوات النظام التقدم في المنطقة الواقعة جنوبي مدينة معرة النعمان على الأوتوستراد الدولي، وحصار النقطة التركية في منطقة معرحطاط، وسط معارك عنيفة ومقتل مجموعتين للنظام على أحد المحاور.
من جهتها، أغلقت القوات التركية التي تتمركز جنوب مدينة معرة النعمان، الطريق الدولي بسواتر ترابية حماية للنقطة، وثبتت نقطة أخرى على الطريق الدولي شمال مدينة سراقب.
وقال مصدر عسكري في "الجبهة الوطنية للتحرير" إن "غرفة عمليات الفتح المبين تمكنت من التصدي لمحاولة قوات بشار الأسد التقدم على محور قرية مرديخ وتلتها الاستراتيجية في ريف إدلب الشرقي".
وأضاف أن "الفصائل دمرت دبابتين وعربة ومدرعة وقتلت أكثر من 10 عناصر، على محور كفربطيخ شرق إدلب، في حين قتل نحو 10 عناصر آخرين من قوات النظام على محور معردبسة المجاورة، إثر استهدافهم بصاروخ محلي الصنع من طراز حميم".