وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت، الجمعة، أنها سترسل نحو 3 آلاف جندي إضافي إلى الشرق الأوسط، تعزيزاً لتواجدها العسكري في المنطقة، بعد اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، في غارة جوية أمر بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأكدت مصادر محلية في مدينة أكادير، المطلة على الساحل الأطلسي وسط المغرب، ما كشفته وكالات أنباء دولية ومصادر إعلام أميركية متخصصة، عن نقل أكثر من ألفي عنصر من مشاة الـ"مارينز" نحو الشرق الأوسط، بعد تغيير وجهة هذه القوات التي كانت متوجهة أصلا نحو المغرب.
وقالت مصادر محلية في المدينة إن حجوزات خاصة بعناصر البحرية الأميركية جرى إلغاؤها في بعض من فنادق المدينة، حيث كان يفترض أن يقيموا لأيام طويلة لخوض مناورات مشتركة مع القوات المسلحة الملكية المغربية، وهي المناورات السنوية بين الجانبين.
وكان الجيشان الأميركي والمغربي يعتزمان القيام بمناورات عسكرية مشتركة، تعتبر الأضخم من نوعها، حيث كان يفترض أن تضاعف الولايات المتحدة عدد عناصر مشاتها الذين سيشاركون في هذه المناورات عام 2020.
وتطلّب التحضير لهذه المناورات اجتماع الجنرال الأميركي روجر كلوتي، قائد القيادة الأفريقية للجيش الأميركي، بنظيره المغربي الجنرال فاروق بلخير، قائد المنطقة الجنوبية للقوات المسلحة الملكية، شهر نوفمبر/تشرين الثاني الأخير في مدينة أكادير.
ورجّحت مصادر محلية أن يعود جنود البحرية الأميركية إلى المغرب في وقت لاحق، إذا زالت أسباب انتقالهم إلى الشرق الأوسط، لكون المناورات الكبرى تجري عادة في شهري مارس/ آذار وإبريل/ نيسان.
وكانت البيانات المشتركة، الصادرة بعد لقاءات المسؤولين المغاربة والأميركيين في الشهور الأخيرة، قد ركّزت على هذه المناورات العسكرية التي تحمل اسم "الأسد الأفريقي"، باعتبارها من أبرز واجهات التعاون العسكري المغربي الأميركي، حيث يتم فيها تنفيذ عمليات تحاكي المعارك الحقيقية في مناطق صحراوية مغربية، تشمل المواجهات البرية والبحرية والجوية.
ونقلت وكالة أنباء "ألأناضول"، عن مصادرها في واشنطن، قولها إن 2200 عنصر من قوات مشاه البحرية الأميركية (المارينز) تم نقلهم إلى منطقة الشرق الأوسط على متن البارجة الحربية "يو إس إس باتان".
كما كشف موقع "ميليتيري" المعني بالشؤون العسكرية الأميركية، نقلا عن مسؤول بوزارة الدفاع (لم يسمه)، إنه "تم تغيير مسار البارجة، وإلغاء مشاركة قوات المارينز في مناورات عسكرية في المغرب، والتوجه إلى الشرق الأوسط عقب تصاعد التوترات مع إيران".
وأضاف المتحدث نفسه أن البارجة على متنها "2200 عنصر من المارينز"، لافتاً إلى أنهم كانوا سيشاركون الجيش المغربي في تدريبات عسكرية تحمل اسم "أسد البحر الأفريقي".
وعن وجهة هذه القوات، قالت "ألأناضول" إنها ستنضم إلى جنود من الفرقة 82 المحمولة جوا، استقدمت من قاعدة "فورت براغ" بولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى العراق.