وقالت مصادر عراقية لـ"العربي الجديد"، إن "الطائرات ضربت سيارات كانت متوجهة للخروج من المطار، بينما شهدت سماء العاصمة حركة طيران حربي أميركي غير مسبوقة، حتى سمع أهالي بغداد أصوات ضربات جوية، تبيَّن فيما بعد أنها استهدفت قيادياً في هيئة الحشد يدعى محمد رضا وهو مسؤول قسم التشريفات في الهيئة"، مبينة أن "الحشد أعلن عن مقتل محمد رضا، إلا أن الأنباء تضاربت بشأن مقتل المهندس وسليماني، لكن تأخر الإعلان عن الخبر، لأسباب تتعلق بالجثث التي كانت متفحمة وقد تأخر التعرف عليها، بسبب قساوة الضربة".
وأضافت المصادر أن "سليماني وصل على متن طائرة من سورية إلى مطار بغداد، حيث كان بمهمة خاصة هناك استمرت عدة أيام بصحبة زوج ابنته وشخصية لبنانية وكان باستقبالهم نائب رئيس الحشد أبو مهدي المهندس، وأثناء خروجهم منه استهدفت العجلة التي كانت تقلهما، إلى جانب مسؤول العلاقات في الحشد الشعبي"، موضحة أن "الجثث نُقلت إلى مشفى صغير في مطار المثنى ولم يتم تحريك أي منها، حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الجمعة، ولم يتمكن أي من عناصر الفصائل من الوصول إلى الردهة التي وضعت فيها أشلاء الجثث، بسبب الأنباء التي وردت إلى قادة الفصائل بأن المنطقة مراقبة بالطائرات المسيّرة، والتي قد تستهدف المزيد من القادة".
من جهته، أفاد مصدر في "الحشد الشعبي"، تحدث لـ"العربي الجديد"، بأنّ قتلى الغارة الأميركية هم:
- أبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة "الحشد"
- قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس" الإيراني
- سامر عبد الله، صهر عماد مغنية
- زوج ابنة سليماني
- محمد رضا الجابري، مدير تشريفات "الحشد" بالمطار
- حسن عبد الهادي، "الحشد الشعبي"
- محمد الشيباني، "الحشد الشعبي"
- حيدر علي، "الحشد الشعبي"
وأشار المصدر إلى أنّ العملية نفذتها طائرات مسيّرة أميركية بعد منتصف الليل، بعد عودة سليماني من دمشق على متن طائرة تابعة لخطوط "أجنحة الشام" هبطت الساعة 11:00 ليلاً بمطار بغداد.
وإذ رجّح أن يكون تسريباً قد وصل إلى الأميركيين من طرف عراقي، أفاد بأنّ المهندس لم يكن قادماً مع سليماني، بل كان في استقباله في المطار.
وأفاد المصدر بأنّ الاستهداف تمّ بعد تحرك الموكب من المطار، ووصوله قرب نقطة التفتيش الخارجية له.
من جهته، قال قيادي في "الحشد الشعبي" لـ"العربي الجديد"، إن "الموقف الحالي لقادة الفصائل غير واضح، وقد يضطر بعض القادة إلى الخروج من العراق خلال الأزمة الحالية بسبب اشتداد الخطر بشأن استهداف المزيد منهم، وتحديداً الذين شاركوا في الاعتصام الذي أقامته الفصائل أمام مبنى السفارة الأميركية، ومنهم قيس الخزعلي وهادي العامري وفالح الفياض"، موضحاً أن "رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي لم يصدر عنه أي تعليق بعد الإعلان الرسمي عن الضربات الصاروخية، كما أنه لم يردّ على اتصالات قادة الفصائل".
وقال مسؤول عسكري عراقي إن الجيش دخل حالة استنفار قصوى، مبيناً في اتصال مع "العربي الجديد"، أن الوضع في بغداد سيئ للغاية وهناك انتشار لفصائل مسلحة ويخشى من تداعيات أمنية كبيرة.
وقد أقر الحرس الثوري الإيراني بمقتل سليماني، فيما أعلن المتحدث باسم تحالف "الفتح" أحمد الأسدي في تدوينة تركها على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الأميركيين والإسرائيليين قد قتلوا سليماني والمهندس، على حد قوله.
ونشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تغريدة، على حسابه الرسمي في موقع تويتر، تتضمن صورة العلم الأميركي من دون أي تعليق، في إشارة إلى تبني العملية في بغداد.
Twitter Post
|
من جهتها، أصدرت وزارة الدفاع الأميركية، بياناً ذكرت فيه أن "الجيش الأميركي قام بتوجيهات من الرئيس (دونالد ترامب) بعمل دفاعي حاسم لحماية الأفراد الأميركيين في الخارج من خلال قتل قاسم سليماني، قائد قوة الحرس الثوري الإيراني، وهو منظمة إرهابية أجنبية".
وتابع البيان: "كان الجنرال سليماني يعمل بنشاط على تطوير خطط لمهاجمة الدبلوماسيين الأميركيين وأعضاء الخدمة في العراق وفي جميع أنحاء المنطقة، وقوة القدس التابعة له مسؤولة عن مقتل المئات من أفراد القوات الأميركية وقوات التحالف وجرح الآلاف غيرهم، وكان قد نظم هجمات على قواعد التحالف في العراق على مدار الأشهر القليلة الماضية، بما في ذلك الهجوم الذي وقع في 27 ديسمبر، وبلغ ذروته بمقتل وجرح المزيد من الأفراد الأميركيين والعراقيين، كما وافق الجنرال سليماني على الهجمات على السفارة الأميركية في بغداد التي وقعت هذا الأسبوع".
وأكملت الوزارة: "كانت هذه الضربة تهدف إلى ردع خطط الهجوم الإيراني المستقبلية، وستواصل الولايات المتحدة اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية شعبنا ومصالحنا أينما كانوا في جميع أنحاء العالم".
وكانت المليشيات المسلحة الموالية لإيران في العراق، قد حاصرت مبنى السفارة الأميركية في بغداد لأكثر من 30 ساعة متواصلة، يوم الثلاثاء الماضي، للمطالبة بإغلاقها على خلفية قصف مقرات مليشيا "كتائب حزب الله" في القائم التابعة لمحافظة الأنبار العراقية، وهو ما منح الولايات المتحدة الغطاء المطلوب لإرسال قوات إضافية إلى العراق، ضمن خطوات اعتبرت "دفاعية" عن السفارة وطاقمها.
ونزلت أمس الخميس، قوة من القوات الأميركية الخاصة "المارينز"، إلى سطح السفارة تم نقلها جواً. وقد أبلغوا رئيس الحكومة المستقيل عادل عبد المهدي، بأنهم "لن يسمحوا بتكرار سيناريو بنغازي (ليبيا) في بغداد"، بحسب مصادر أفادت "العربي الجديد" بذلك. وهم مجهزون بأسلحة خفيفة ومتوسطة للتعامل مع أي اعتداء آخر.
وعقب اقتحام السفارة، ظهر الثلاثاء، أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، أنّ 750 جندياً أميركياً سيتوجهون إلى العراق رداً على اعتداء المليشيات على السفارة، كما نشر حساب "القيادة المركزية الأميركية" على "تويتر" صوراً لوصول قوة خاصة من 100 عنصر من "المارينز" إلى بغداد، لحماية السفارة.