في حصيلة جديدة للمواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن، قتل 4 عراقيين وأصيب 100 آخرون نتيجة لاستخدام قوات الأمن الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع ضد المحتجين في العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية.
واستخدمت القوات العراقية الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريق محتجين تجمعوا في ساحة الطيران في بغداد وعند طريق محمد القاسم المجاور للساحة، ما أدى إلى مقتل 3 متظاهرين وإصابة 80 آخرين بحسب مصادر محلية وصحية، قالت لـ "العربي الجديد" إن أغلب المصابين تعرضوا لحالات اختناق نتيجة لاستنشاق الغاز المسيل للدموع.
وقال ناشطون باحتجاجات بغداد، إن المتظاهرين، الذين أرغموا في وقت سابق على التراجع عن طريق محمد القاسم، عادوا ليقطعوه من جديد عند المساء، مؤكدين توافد الآلاف إلى ساحات التظاهر لمواصلة الاحتجاج والإضراب عن الدوام بمشاركة طلابية واسعة.
كما شهدت احتجاجات المحافظات الجنوبية مقتل متظاهر وإصابة أكثر من 20 آخرين.
ففي البصرة قتل مسلحون مجهولون ناشطا باحتجاجات المحافظة قبل أن يلوذوا بالفرار إلى جهة مجهولة، بينما تصاعدت حدة التظاهرات في مناطق متفرقة بالمحافظة على خلفية صدامات مع قوى الأمن.
وتجمع آلاف المتظاهرين في منطقة جنينة بالبصرة وقطعوا شارع الأندلس بشكل كامل وأحرقوا إطارات السيارات فيه، وقاموا برمي الحجارة على أية قوة أمنية تقترب من أجل تفريقهم، كما ملأت الإطارات المحروقة الشارع التجاري بالبصرة، وردد المتظاهرون شعارات مناهضة لمحافظ البصرة، أسعد العيداني، والقادة الأمنيين بسبب تهديداتهم المستمرة وإصدار أوامر باعتقال محتجين.
واتهم قائد عمليات الجيش في البصرة، قاسم نزال، الجهات التي روجت لخروج المتظاهرين بمحاولة إرباك الأوضاع، ومحاولة خلق حاجز بين القوات الأمنية والمواطنين، موضحا في بيان أن قواته تعمل على حماية المتظاهرين الذين طالبهم بعدم اللجوء للعنف.
ودعا إلى عدم قطع الطرق والمنشآت الحكومية أو التعرض لموظفي الجهاز الإداري للدولة، مطالبا شيوخ العشائر بأن يقولوا كلمتهم بوجه من وصفهم بـ"المخربين الغرباء ومثيري الشغب".
وقالت مصادر أمنية في البصرة لـ"العربي الجديد" إن أجهزة الأمن تلقت برقية من السلطات العليا تفيد باعتقال كل متظاهر يقوم بإغلاق المؤسسات أو قطع الطرق.
ومنذ أمس الأحد، تستخدم قوات "الصدمة" في البصرة القوة لتفريق الاحتجاجات، كما اعتقلت عشرات المتظاهرين.
وفي ذي قار نصب متظاهرون سرادقا على الطريق الدولي الذي يربط بغداد بالبصرة، مؤكدين أنهم لن يغادروا مواقعهم حتى تتحقق جميع المطالب، ملوحين بخطوات تصعيدية أخرى لم يكشفوا عنها.
وعلى الرغم من إطلاق قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في ساحة الحبوبي بمدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار)، وحدوث حالات اختناق، إلا أن المحتجين تدفقوا بكثافة على الساحة معلنين عن إصرارهم على البقاء حتى استجابة أحزاب السلطة لمطالب المتظاهرين.
كما استخدمت القوات العراقية الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في كربلاء، ما أدى إلى حدوث حالات اختناق، بينما استمر قطع أغلب طرق المدينة من قبل المتظاهرين من خلال إحراق إطارات السيارات.
واستمر قطع المتظاهرين لشوارع وساحات مهمة في النجف مع إحراق إطارات السيارات، كما أغلق متظاهرون مداخل ومخارج محافظتي القادسية وواسط، بينما غطت النيران سماء مدينة الحلة (مركز محافظة بابل) بسبب إشعال النار من قبل متظاهرين لقطع الطرق الرئيسية بالمدينة.