بعد انتهاء "مهلة الناصرية"، منتصف ليل الأحد– الإثنين، والتي سبق أن منحها المتظاهرون للسلطات العراقية للاستجابة لمطالب المحتجين، اتسع نطاق الاحتجاجات بشكل غير مسبوق، وعلى نطاق واسع في العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية.
وقطع متظاهرون طرقاً حيوية في العاصمة بغداد، هي سريع محمد القاسم، وسريع الشعلة، وسريع الغزالية الذي يربط بغداد بغرب العراق، وطريق بغداد الجديدة– الدورة، وطريق الحسينية الذي يربط العاصمة بمحافظة ديالى، وطريق الكاظمية، وطريق البلديات– بغداد الجديدة، وطريق الحرية، والجسر الذي يربط حي زيونة بمنطقتي البلديات والصدر، فضلاً عن ساحات عدن وقرطبة والطيران، بالإضافة إلى مناطق التظاهر السابقة في ساحات التحرير والخلاني والوثبة وجسري الجمهورية والأحرار.
وفشلت قوات مكافحة الشغب في فض التظاهرة التي قطعت طريق محمد القاسم.
وأطلقت القوات العراقية الغاز المسيل للدموع بكثافة على المتظاهرين، ما أدى إلى حدوث حالات اختناق تم نقلها إلى المستشفيات القريبة.
وأحرق متظاهرون إطارات السيارات في الطرق والساحات التي قطعوها، كما وضعوا ساتراً على طريق محمد القاسم لمنع السيارات من المرور فيه اعتباراً من الإثنين، مؤكدين أنهم لن يغادروا هذه المناطق قبل أن تتحقق جميع المطالب.
وعطلت أغلب المحافظات الجنوبية الدوام الرسمي الاثنين، بسبب تصاعد موجة الاحتجاجات بشكل سريع ومفاجئ، إذ قطع متظاهرون في مدينة الرميثة بمحافظة المثنى خط سكة القطار الذي يربط البصرة بالعاصمة بغداد، وأحرقوا إطارات السيارات على السكة.
كما أغلق متظاهرو مدينة السماوة (مركز محافظة المثنى) المؤسسات الرسمية والجامعات والمدارس، وتدفقوا بكثافة على ساحة الاعتصام في خطوة لتصعيد الاحتجاجات مع انتهاء مهلة الناصرية.
وردد متظاهرو ساحة الحبوبي بمدينة الناصرية في محافظة ذي قار شعارات تحث بقية المحافظات على الالتحاق بالاحتجاجات والتصعيد اعتباراً من الاثنين، بينما قام مسلحون مجهولون يستقلون سيارة من دون لوحات تسجيل بإطلاق النار على المتظاهرين في الساحة، ما أدى إلى إصابة 4 محتجين.
وتصاعدت سحب الدخان في مدينة الكوت (مركز محافظة واسط) بسبب قيام متظاهرين بإحراق إطارات السيارات لقطع أغلب شوارع وساحات المدينة، كما قام محتجون بقطع الطرق التي تربط واسط ببغداد والمحافظات الجنوبية.
كما تجمع متظاهرو البصرة أمام مبنى قيادة الشرطة بالمحافظة، مطالبين بإطلاق سراح محتجين اعتقلتهم القوات العراقية، بينما قام متظاهرون آخرون بقطع طرق رئيسية بالبصرة من خلال حرق إطارات السيارات.
ورفض محافظ البصرة أسعد العيداني قيام المتظاهرين بإغلاق المؤسسات والدعوة للإضراب عن الدوام، مطالباً، في بيان، القوات الأمنية بالانتشار في البصرة لـ"حفظ الأمن والاستقرار"، على حد قوله.