تبادل طرفا القتال في محيط العاصمة الليبية طرابلس اتهامات بخرق اتفاق وقف إطلاق النار خلال الساعات الماضية، بعد أن أكد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، في بيان صباحا، رصد خرق للهدنة من جانب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، مطالبا بانسحاب قوات حفتر لمواقعها كـ"سبيل وحيد لإنجاح أي اتفاق".
وكشف المتحدث الرسمي باسم قوات الجيش، محمد قنونو، في تصريح نشرته عملية "بركان الغضب"، التابعة لحكومة الوفاق، عن سقوط قتيل من قواتها جراء خرق عناصر حفتر لاتفاق وقف إطلاق النار قبل مرور 24 ساعة من سريانه.
وأضاف قنونو، أنه سقط في محور عين زارة أول قتيل من المنطقة العسكرية الغربية، نتيجة استهدافه بإطلاق نار بمضاد طيران عيار 23 ملم من مليشيات حفتر.
وشدد على أن "الجيش لم ولن يثق أبدا في من امتهن الغدر ونقض العهود، وأنهم ملتزمون بأوامر قيادة العملية، ومحافظون على مواقعهم وأصابعهم على الزناد، وسيردون الصاع بعشرة إن استشعروا الغدر من العدو"، بحسب قوله.
من جانبه، تحدث آمر مجموعة عمليات المنطقة الغربية التابعة لقوات حفتر، المبروك الغزوي، عن رصد 30 خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار في كل المحاور منذ ساعة إعلانها.
وأضاف الغزوي، في تصريح صحافي لوسيلة إعلامية داعمة لحفتر، أن الهدنة تم خرقها في أكثر من محور بكل أنواع الأسلحة بما فيه المدفعية.
ترحيب دولي
أعلنت سفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، وسفارة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، مساء الأحد، ضم صوتها إلى بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في ترحيبها بقبول الأطراف في ليبيا وقف إطلاق النار، يوم 12 يناير/كانون الثاني، والإعلان أنّ كلاّ من حكومة الوفاق وقيادة قوات حفتر ستوقفان عملياتهما العسكرية.
وحثت المجموعة الدولية، في بيان مشترك، "جميع الأطراف على اغتنام هذه الفرصة الهشة لمعالجة القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية الرئيسية التي تكمن وراء الصراع"، قائلة "انطلاقًا من روح مؤتمر برلين، ما زلنا ملتزمين بسيادة ليبيا وسلامة ترابها وأن تظل حرة من التدخلات الخارجية غير المبررة".
وشدد البيان على "دعم الأطراف الليبية في تحقيق وقف طويل الأمد للأعمال العدائية، وتسوية سياسية من شأنها أن تمكن جميع الليبيين من التمتع بمستقبل أكثر سلاما وازدهارا".
موقف مصر
في أول ردة فعل رسمية على وقف إطلاق النار في ليبيا، أعلنت مصر مساء اليوم ترحيبها بوقف إطلاق النار غير المشروط.
وقالت مصر في بيان رسمي، إنها "تعبر عن دعمها كل ما يحقن دماء الشعب الليبي الشقيق، وتؤكد مجدداً أهمية العودة إلى العملية السياسية ممثلة في عملية برلين وجهود المبعوث الأممي لإطلاق المسارات الثلاثة السياسية والاقتصادية والأمنية، ودعمها لحل شامل يحفظ أمن ليبيا وأمن دول جوارها ودول حوض البحر المتوسط، ويحفظ وحدة ليبيا وسلامة أراضيها".
وشدد البيان المصري في الوقت نفسه على ضرورة الاستمرار في مكافحة التيارات المتطرفة على الساحة الليبية، وأهمية إبداء الحزم اللازم في التعامل مع كل تدخل خارجي يُقدم الدعم لتلك التيارات، ويرسل المقاتلين الأجانب إلى الأراضي الليبية.
وأشار إلى أن "نجاح العملية السياسية يقتضي الالتزام بما تم التوافق عليه من ضرورة تفكيك المليشيات بالتوازي مع وقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي ستحرص مصر على تأمينه بالتعاون مع الشركاء، ولا سيما أنه يحقق مصالح جميع الأطراف على الساحة الدولية".
وأكدت مصر أن "وقف إطلاق النار يُعد خطوة أولى يتعين بعدها تنفيذ ما يتعلق بإعادة تشكيل المجلس الرئاسي تشكيلاً سليماً، وضرورة تحقيق عدالة توزيع الثروة في ليبيا، فضلاً عن أهمية احترام دور مجلس النواب ضمن اتفاق الصخيرات، ومسؤولية الجيش الوطني في حماية أمن ليبيا وتحقيق استقرارها".
مباحثات أردوغان وميركل
بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المستجدات في ليبيا وقضايا إقليمية. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي جرى بينهما الأحد، حسب بيان صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية.
ومع الدقيقة الأولى من الأحد، بدأ وقف لإطلاق النار بين حكومة "الوفاق الوطني" الليبية، المعترف بها دوليًا، وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وذلك استجابة للمبادرة التركية الروسية التي دعت الأطراف الليبية إلى وقف إطلاق النار اعتبارا من هذا التوقيت.