السراج لليبيين: وقف إطلاق النار خطوة لتبديد أوهام الطامعين في السلطة

13 يناير 2020
زيارة مرتقبة للسراج لموسكو (محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -

وجه رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، رسالة للشعب الليبي الداعم، ليلة الأحد الاثنين، أكد فيها على التمسك بحلم الدولة المدنية، وذلك في وقت أعلنت فيه مجموعة الاتصال الروسية عن زيارة مرتقبة له، وللواء المتقاعد، خليفة حفتر، إلى موسكو لبحث تثبيت وقف إطلاق النار والمضي قدما نحو تسوية سياسية شاملة.

وقال السراج موجها حديثه للشعب الليبي: "لا تعتقدوا أبداً أننا سنفرط في تضحيات أبنائنا ودماء شهدائنا، أو بيعنا لحلم السير نحو الدولة المدنية".
وأضاف أن "خطوة التوقيع على وقف إطلاق النار، إنما هي للدفع بهذا الاتفاق إلى الأمام، ولمنع إراقة المزيد من الدم الليبي".
وتابع قائلا "قُبولنا بوقف إطلاق النار يأتي من موقف قوة حفاظاً على اللحمة الوطنية ونسيجنا الاجتماعي مع استعدادنا لاستئناف العمليات العسكرية ودحر المعتدي، في حال حدوث أي خروقات لهذا الاتفاق".
واستطرد السراج "نطمئن أمهات الشهداء وآباءهم، وزوجاتهم، وذويهم، ورفقاءهم، في السلاح ولكل من تعرض للأذى بسبب هذا العدوان الغاشم، من نزحوا ومن شُردوا و من ذاقوا ويلات هذا الاعتداء، ولكل الشركاء في الاتفاق السياسي، والقوى السياسية المدنية الديمقراطية المؤمنة بالحرية في جميع أنحاء ليبيا، إلى كل هؤلاء الذين وقفوا طيلة تسعة أشهر في مجابهة العدوان بثبات وصبر وجلد وإيمان بقضيتنا العادلة في قيام دولة ديمقراطية مدنية لا يحكمها فرد ولا عائلة أقول لهم جميعاً إننا لن نتنازل عن ثوابتنا الوطنية، وإن وقف إطلاق النار، ما هو إلا خطوة أولى في تبديد أوهام الطامعين في السلطة بقوة السلاح والحالمين بعودة الاستبداد".
وفيما شدد على "أن المسار السياسي الذي سنخوضه سيكون استكمالاً للتضحيات الجسام التي بذلت في سبيل قيام دولتنا التي نحلم بها"، دعا السراج "كل الليبيين" إلى طي صفحة الماضي ونبذ الفرقة ورص الصفوف للانطلاق نحو السلام والاستقرار، قائلا "علينا أن ندرك جميعاً أن الاختلاف بيننا يجب أن يدار ديمقراطيا وبالحوار ولم يعد هناك مجالاً للقبول بحكم الفرد الشمولي".
وكان السراج قد أفاد، بعد لقائه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، في إسطنبول، بأنه ناقش في تركيا "مستجدات الأوضاع في ليبيا ومدى الالتزام بتطبيق وقف إطلاق النار الذي دعا إليه الرئيسان التركي والروسي"، بحسب المكتب الإعلامي للسراج.
وبينما أكد السراج في التصريح الذي نشره مكتبه الإعلامي أهمية التزام رعاة هذا الاتفاق وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بمنع أية خروقات، أوضح بأن نجاح وقف إطلاق النار يرتبط بـ"انسحاب القوة المعتدية على العاصمة"، في إشارة إلى قوات حفتر التي تشن عدواناً على طرابلس منذ إبريل/ نيسان المنصرم.


ومع الدقيقة الأولى من يوم الأحد، بدأ وقف لإطلاق النار بين حكومة "الوفاق الوطني" الليبية، المعترف بها دولياً، وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وذلك استجابة للمبادرة التركية الروسية التي دعت الأطراف الليبية إلى وقف إطلاق النار اعتباراً من هذا التوقيت.