أعلن عضو المجلس السيادي في السودان شمس الدين كباشي، في تصريحات إعلامية، السبت، أن "وفد السودان المفاوض يتجه الإثنين إلى جوبا لبدء مفاوضات تشمل حركتي الجبهة الثورية، والحركة الشعبية - قطاع الشمال بقيادة عبد العزيز الحلو".
وأكد كباشي "التزام حكومة السودان بإقرار السلام في البلاد"، وأضاف أن "الرئيس سلفاكير وحكومة جنوب السودان هما الأكثر حرصاً على رعاية وإنجاح المفاوضات".
وقال عضو المجلس السيادي بالسودان صديق تاور، يوم السبت، إنّ لجنة مفوضية السلام عقدت أول اجتماعاتها، تمهيداً لتشكيل مفوضية السلام للتواصل مع الحركات المسلحة.
وأوضح تاور، في تصريحات إعلامية، أنّ المجلس تواصل مع الحركات المسلحة، لإعداد رؤية موحدة حول المفوضية خلال اليومين المقبل قبل صدور مرسوم دستوري بتشكيلها.
وعقدت لجنة إعداد التصور الهيكلي لمفوضية السلام التي شكّلها المجلس السيادي، أول اجتماع لها بالقصر الجمهوري، اليوم السبت، تحت إشراف أعضاء المجلس ياسر العطا، وصديق تاور، ومحمد الحسن التعايشي.
وأضاف تاور أن "اللجنة استعانت في علمها بخبراء وعلماء سودانيين في مجال بناء السلام، من معهد السلام بجامعة الخرطوم، ومعهد السلام بجامعة بحري، وبعض المراكز الأخرى". وتابع: "اللجنة تتكون من 10 أعضاء من الخبراء والمشتغلين بقضايا السلام".
وذكر أنّ "اللجنة تداولت في اجتماعها أهداف مفوضية السلام، والآليات المنوط بها تحقيق السلام، بالإضافة إلى المفاهيم المرتبطة بعملية التغيير الذي أحدثته الثورة في مفهوم السلام".
وتوقع عضو المجلس السيادي أن "تفرغ اللجنة من مهمتها خلال اليومين القادمين، وتبدأ التواصل مع الشركاء في الكفاح المسلح لإطلاعهم على هذه الخطوة والوصول معهم إلى رؤية موحدة حول المفوضية، قبل أن يصدر رئيس المجلس السيادي المرسوم الدستوري بتشكيلها.
واعتبر عضو المجلس السيادي أن "تشكيل المفوضية سيمثل الخطوة الأولى في الشروع بعملية تحقيق السلام الذي يتطلع إليه كل أبناء السودان".
رسالة من سلفاكير
وفي سياق التحضير للمفاوضات تسلم رئيس المجلس السيادي بالسودان عبد الفتاح البرهان، السبت، رسالة خطية من رئيس دولة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، تتعلق بالمفاوضات بين الخرطوم وحركات مسلحة متمردة في جوبا.
ويلتقي توت قلواك، المبعوث الخاص لرئيس دولة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، السبت، رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، لبحث إمكانية الوصول إلى سلام شامل في السودان.
وفي السياق، قال رئيس "الجبهة الثورية السودانية"، الهادي إدريس يحيى، في بيان، إنّ المجلس القيادي للجبهة يواصل اجتماعاته في جوبا، "من أجل بلورة موقف يمهد لدخول مفاوضات تفضي إلى سلام عادل وشامل".
وتضم "الجبهة الثورية" 3 حركات مسلحة، هي "تحرير السودان" وتقاتل الحكومة في إقليم دارفور، و"الحركة الشعبية - قطاع الشمال" في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، و"العدل والمساواة" في دارفور.
وأشار يحيى إلى سعيهم "للاتفاق على ترتيبات أمنية فاعلة تساهم في إصلاح القطاع الأمني، وبناء جيش وطني موحد يعكس تركيبة ومصالح السودانيين جميعا، بجانب مخاطبة خصوصيات مناطق الحرب وجميع مناطق الهامش، وبناء نظام جديد قائم على المواطنة المتساوية".
وكشف عن لقائهم في جوبا موفداً خاصاً من حمدوك، "أكد اهتمام السلطات الانتقالية وعزمها على تحقيق السلام باعتباره أولوية قصوى لها، وطلب تعاون الجبهة الثورية في تحقيق هذا الهدف النبيل في أسرع وقت". وأضاف: "من جهة أخرى تتوقع الجبهة الثورية أن تلتقي وفداً من المجلس السيادي معنياً بأمر السلام خلال الأسبوع".
ودعت قيادة الجبهة مجلسي السيادة والوزراء إلى "التنفيذ الفوري لما ورد في الوثيقة الدستورية من إجراءات بناء الثقة، وعلى رأسها فتح الممرات الإنسانية، وإطلاق سراح الأسرى، وإلغاء الأحكام الصادرة بحق بعض قيادات حركات الكفاح المسلح، وإرجاع الممتلكات المصادرة".
وبعد عزل الرئيس عمر البشير، تقدم رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت بمبادرة للتوسط بين المجلس العسكري والحركات المسلحة السودانية، لطي ملف النزاع والتوصل إلى تسوية سلمية تعزز فرص الانتقال الديمقراطي في السودان.
ومنذ 2003، يشهد إقليم دارفور نزاعاً مسلحاً بين القوات الحكومية وحركات متمردة، أودى بحياة نحو 300 ألف شخص، وشرّد نحو 2.5 مليون آخرين، وفق الأمم المتحدة.
ومنذ يونيو/ حزيران 2011، تقاتل "الحركة الشعبية - شمال" الحكومة السودانية في ولايتي جنوب كردفان، والنيل الأزرق.