وقال حمدوك للصحافيين عقب فعالية لحشد الدعم لبلاده "أتاح لنا المجيء إلى الجمعية العامة (للأمم المتحدة) فرصة هائلة للقاء قادة كثيرين بالإدارة الأميركية". وأضاف "أجرينا نقاشا مفيدا للغاية بشأن قضية الإدراج كدولة راعية للإرهاب. نأمل أن نتمكن قريبا جدا من إبرام اتفاق يسمح برفع السودان من القائمة".
وتولى حمدوك، وهو خبير اقتصادي، رئاسة الحكومة الانتقالية في أغسطس/آب، متعهدا بتحقيق الاستقرار في السودان وإصلاح الاقتصاد الذي تضرر بسبب سنوات من العقوبات الأميركية، وسوء الإدارة خلال حكم عمر البشير الذي دام 30 عاما.
غير أن السودان غير قادر حتى الآن على الاستفادة من دعم صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، نظرا لإدراج البلاد على قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب.
وأكد حمدوك أن مشاركة بلاده في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، فتحت المجال للقاء العديد من زعماء العالم، وفتح النقاش حول رفع العقوبات وحذف اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإهاب.
وعبر حمدوك خلال مؤتمر صحافي قصير عقده في نيويورك على هامش لقاءات الجمعية العامة عن امتنان بلاده للدعم الذي لقيه من عدد كبير من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وعلى رأسها دول الاتحاد الأفريقي التي عقدت اجتماعات بالاشتراك مع الأمم المتحدة حول السودان.
وبما يخص سياسة بلاده الخارجية وبالتحديد تصريحات إعلامية سابقة لوزيرة خارجية السودان، أسماء محمد عبد الله، عن إمكانية الاعتراف بإسرائيل وإقامة علاقات دبلوماسية معها، وعن مدى التزام حكومته بهذا الموقف، قال "سترتكز سياسة السودان الخارجية وبشكل رئيسي على مصالح السودان الحيوية دون أن نتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد ونلتزم بسيادة السودان، ومواقفنا من أي قضية خارجية تعتمد على مصالحنا أولا وثانيا وثالثا".
وعن التوتر بين بلاده وبين مصر وإثيوبيا فيما يخص سد النهضة قال إن بلاده تقع جغرافياً بين بلدين صديقين، معرباً عن أمله في أن يفوز صوت العقل والأمل. كما عبر عن ثقته بتخطي العقبات عند الحديث عن الأمور التقنية المتعلقة بالسد مع مراعاة مصالح كل الدول المعنية. وأكد أن قضية المياه هي قضية حيوية ومهمة جدا لبلاده وجميع دول المنطقة.
أما عن أزمة الحدود مع ليبيا فقال "سيكون السودان بلد سلام وأمل، وسيؤدي ذلك إلى جلب المزيد من السلام والاستقرار للدول المجاورة".
وأشار غوتيريس كذلك إلى أن السودان دولة ذات أهمية كبرى لاستقرار وتطور منطقتها نظراً لموقعها المركزي في القارة الأفريقية. ولذلك فإن نجاح التحول الحالي مهم للشعب السوداني وللمنطقة بأسرها.
وأكد الأمين العام على أن من واجب المجتمع الدولي عمل كل ما بوسعه لدعم نجاح التجربة الديمقراطية في السودان. ودعا غوتيريس إلى رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع كافة العقوبات الاقتصادية، بالإضافة إلى تعبئة الدعم المالي لدعم التنمية والحفاظ على التقدم السياسي الدي اتم إحرازه إلى الآن. وقال غوتيريس "نحن ندخل مرحلة جديدة من الشراكة، وهذا يتضمن دارفور، بعد عقود من الدعم الإنساني وجهود التنمية وحفظ السلام. وكخطوة أولى، نظمت الأمم المتحدة لقاء في الخرطوم بداية الشهر لتطوير أولويات دعمنا للفترة الانتقالية".