الخارجية الفلسطينية تُحذر من مخاطر هستيريا الاستيطان لضم مناطق "ج"

15 سبتمبر 2019
الخارجية الفلسطينية: نتنياهو يعمل على تجفيف الوجود الفلسطيني (Getty)
+ الخط -

قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية اليوم الأحد، "إن حالة من الهستيريا والسباق مع الزمن تجتاح مؤسسات وأذرع دولة الاحتلال في الآونة الأخيرة، تدفعها بتعليمات من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى ما يشبه (الاستنفار) لتنفيذ أوسع عملية ضم وتكريس للاحتلال في المناطق الفلسطينية المصنفة (ج)".

وأضافت خارجية فلسطين، في بيان لها، وصلت نسخة منه إلى "العربي الجديد"، "أن هذا الجنون الاستعماري دفع بقطعان المستوطنين وعصاباتهم المسلحة صبيحة هذا اليوم بنصب (كرافانات) على جبل (المنطار) شرقي بلدة السواحرة الشرقية كنواة لبؤرة استيطانية جديدة تستهدف أكثر من 400 دونم من أراضي المواطنين الفلسطينيين جنوب شرقي العاصمة المحتلة، وذلك بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، بهدف تعميق الأحزمة الاستيطانية التي تحيط بالقدس المحتلة وتفصلها عن محيطها الفلسطيني".

وأكدت الخارجية الفلسطينية أن هذه الهستيريا التي يتم تنفيذها تحت شعار "السباق الانتخابي" في إسرائيل انعكست، وفقا للإعلام العبري، على المداولات والنقاشات التي تجريها وزارة الحرب الإسرائيلية بهدف تغيير القوانين المعمول بها في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما يمكن ويسمح للمستوطنين بالتملك في الضفة الغربية المحتلة وبشكل شخصي، وهو ما سيشجع عصابات المستوطنين ومنظماتهم المختلفة لفتح شهيتهم على سرقة المزيد من الأرض الفلسطينية، ويفتح الباب واسعا أمامها لزيادة عمليات شراء الأراضي والممتلكات الفلسطينية.

وأدانت خارجية فلسطين بأشد العبارات هذا الانفلات الاستيطاني من أية قوانين واتفاقيات ومحاذير قانونية دولية، فيما دعت الوزارة الجهات كافة للحذر الشديد مما يجري في الميدان من حرب مفتوحة لابتلاع المناطق المصنفة "ج"، ومحاولة فرض حقائق لتغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم في الضفة الغربية المحتلة.

في سياق آخر، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان منفصل، وصلت نسخة منه إلى "العربي الجديد"، "إن سلطات الاحتلال تعمل ومنذ صعود حكم اليمين في إسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو، على تهجير وتجفيف الوجود الفلسطيني في منطقة الأغوار ضمن سياسة ممنهجة تحمل في جوانبها الكثير من الأشكال والأساليب الاستعمارية الإحلالية، من طرد قسري للمواطنين من أراضيهم، وحرمانهم من مصادر المياه، وإرهابهم عبر مناورات عسكرية بالذخيرة الحية والعتاد الثقيل بين منازلهم، ومنعهم من الاستفادة من شبكات الكهرباء التي تغزو سماء تجمعاتهم وبلداتهم في طريقها إلى المستوطنات والمعسكرات الإسرائيلية المقامة على أراضيهم، بالإضافة إلى قطع الطريق على أية محاولة لتحسين حياة الفلسطينيين في الأغوار عبر إطلاق يد المستوطنين لتنفيذ غارات تخريبية ضد ممتلكات المواطنين ومنشآتهم وبإسناد وحماية جيش الاحتلال".

وتابعت: "يبدو أن استماتة نتنياهو للبقاء في سدة الحكم خوفاً من زجه في السجن، أصابته بنوبات من الهستيريا والهلع والتخبط مصحوبة بوعود انتخابية الغاية منها استمالة المزيد من أصوات جمهوره في اليمين الاستيطاني، حتى لو تسببت هذه السياسة وهذا النهج المتهور في تدمير فرص السلام".

وقالت خارجية فلسطين: "لكن، وبعيدا عن الأجواء الانتخابية التي تخيم على تصريحات ومواقف المسؤولين الإسرائيليين، فإن اليمين الحاكم في إسرائيل يتطلع وبدعم أميركي إلى مواصلة ما بدأه من حسم لقضايا الحل النهائي لصالحه وبقوة الاحتلال، خاصة أن الأغوار المحتلة وحسم مصيرها على رأس جدول عمل اليمين الحاكم في إسرائيل".

وشددت الوزارة على أنه "من الواضح أن نتنياهو يرتكز على الدعم الأميركي اللامحدود له في إطلاق وعوده وتنفيذ مخططاته الاستعمارية التوسعية"، مشيرة إلى أن "هذا هو سياق ما كشف عنه الإعلام العبري بشأن عقد جلسة استفزازية للحكومة الإسرائيلية في الأغوار المحتلة لإقرار مجموعة من الإجراءات لتهويد وضم الأغوار، في مقدمتها شرعنة البؤرة الاستيطانية المسماة بـ(مفوؤوت يريحو) الواقعة شمالي مدينة أريحا، كخطوة باتجاه خلق حزام استيطاني فاصل يمنع أي توسع مستقبلي لمدينة أريحا وغيرها من التجمعات الفلسطينية باتجاه الشمال".

ودانت خارجية فلسطين وبأشد العبارات الاجتماع الاستيطاني للحكومة الإسرائيلية في الأغوار الفلسطينية المحتلة وما سينتج عنه من قرارات وإجراءات استعمارية توسعية، وطالبت الوزارة الفلسطينية المجتمع الدولي بسرعة التحرك لوقف التغول الاستيطاني الاستعماري الذي يدمر أية فرصة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين، وطالبت كذلك مجلس الأمن الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة ذات الصلة بالدفاع عما تبقى من مصداقية لها، عبر الشروع الفوري في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها القرار 2334.

من جانبه، قال مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات في تصريحات لإذاعة فلسطين الرسمية: "إنه تم إعداد برنامج وطني لحماية الأغوار من خلال المواطنين والمتضامنين وفصائل العمل الوطني وهيئة مقاومة الجدار ولجان المقاومة الشعبية عبر التواجد بشكل يومي في تلك المناطق وحمايتها".

وبين بشارات أن اعتداءات المستوطنين المتكررة في الاغوار ترجمة فورية لإعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو نيته السيطرة على المنطقة، الأمر الذي يؤكد تنفيذ برنامج حماية الأغوار.

من جانب آخر، دعا منسق الحملة الوطنية لرفع الإغلاق عن مدينة الخليل هشام الشرباتي في تصريحات لإذاعة فلسطين الرسمية، إلى وضع خطة استراتيجية من أجل تعزيز الوجود الفلسطيني وإنقاذ المدينة، لا سيما منطقة البلدة القديمة وسوق المدينة الأكثر استهدافا من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وقال الشرباتي: "إن الحملة الوطنية في الخليل تواصل في إطار حملة المقاومة الشعبية في المحافظة فتح الطرق التي تغلقها قوات الاحتلال الإسرائيلي".

المساهمون