وجاء حديث روحاني أمام مديري وباحثي منظمة "الجهاد الجامعي"، في سياق امتداحه للقدرات والمهارات العسكرية لإيران، بعد الإشارة إلى حادثة إسقاط الطائرة المسيرة الأميركية المتطورة "غلوبال هوك" في العشرين من يونيو/حزيران الماضي، مشيرا إلى أن "إسقاط طائرة أميركية له طعم خاص".
وأضاف روحاني، وفقاً لما أورده موقع الرئاسة الإيرانية، أن "سلوكنا مع غير المعتدين سيكون جيدا وسليما".
وأضاف أن "ظروف اليوم بسبب الضغوط والعقوبات غير المسبوقة للأعداء على الشعب الإيراني صعبة للغاية"، لكنه أوضح أن بلاده تسعى إلى تجاوز هذه المرحلة، مؤكدا أن "الأعداء لم يصلوا إلى أهدافهم من خلال فرض هذه العقوبات الصعبة وغير المسبوقة".
واستدرك: "نفهم من الرسائل المباشرة وغير المباشرة التي نتلقاها والتحركات السياسية في المنطقة والعالم أن أميركا قد أُحبطت بالكامل من ضرب عزيمة وإرادة الشعب الإيراني".
وفي تصريحات أخرى، في اجتماع لمجلس الوزراء الإيراني، اليوم أربعاء، أشار روحاني إلى أن "الشعب الإيراني يواجه ظروفا صعبة بفعل العقوبات الأميركية الظالمة"، واصفا إياها بـ"الجريمة ضد الإنسانية".
وتأتي تصريحات روحاني في وقت نقلت فيه وسائل إعلام أجنبية، عن مصادر إيرانية "مطلعة"، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وجّه دعوة للرئيس الإيراني، مساء أمس الثلاثاء، في اتصاله الرابع معه للمشاركة "كضيف شرف" في اجتماع مجموعة السبع المرتقب في فرنسا، هذا الشهر، للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وذلك قبل أن يصرّح مصدر فرنسي، لوكالة "رويترز"، اليوم الأربعاء، نافيا أن يكون ماكرون قد دعا روحاني إلى القمة.
وأضافت المصادر الإيرانية أن روحاني رفض العرض الفرنسي، مشترطاً رفع واشنطن جميع العقوبات المفروضة على طهران، قبل إجراء أي تفاوض أو لقاء.
وفي الوقت نفسه، كشفت هذه المصادر أن ماكرون عرض مبادرة على روحاني لإيجاد خط ائتمان بملبغ 15 مليار دولار في قناة "إنستكس" المالية التي دشنتها الدول الأوروبية الثلاثة (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) الشريكة في الاتفاق النووي، خلال الشهر الماضي، للتجارة مع إيران، لا تشمل السلع المحظورة.
وبحسب تلك المصادر، من المقرر أن توفر فرنسا 5 مليارات من المبلغ، وبقية الدول الأعضاء في الاتفاق النووي توفر 10 مليارات الأخرى.
لكن اللافت أن ماكرون ربط نجاح المبادرة بموافقة روحاني على اللقاء مع ترامب، من خلال القول إن "القمة ستكون فرصة للقاء ترامب، حتى لا تعرقل واشنطن الخطة الأوروبية".
وفي اتصال هاتفي هو الرابع بينهما خلال شهر، ناقش الرئيس الإيراني ونظيره الفرنسي، مساء الثلاثاء، تطورات الاتفاق النووي والتوترات في المنطقة، وقضية أمن الملاحة فيها.
ووصف الرئيس الإيراني مباحثات بلاده مع فرنسا، خلال الفترة الماضية، بأنها "إيجابية وخطوة إلى الأمام"، معتبرا أن هدف طهران من تقليص تعهداتها "تأمين مصالحنا في الاتفاق النووي وتنفيذ الأطراف تعهداتها لتمتين هذا الاتفاق المهم".
من جانبه، وبحسب موقع الرئاسة الإيرانية، أكد الرئيس الفرنسي أن بلاده "ملتزمة بالتعهدات المندرجة في الاتفاق النووي"، مشيرا إلى أن "التوصل إلى نتيجة مطلوبة ومقبولة للطرفين وتؤمّن مصالح إيران في الاتفاق، يحظى بأهمية لباريس".
ورحّب ماكرون بمقترح روحاني لمواصلة المشاورات بين الخبراء والمسؤولين من البلدين "للوصول إلى حلول مناسبة بشأن المواضيع والقضايا المختلفة إقليميا ودوليا".
وتأتي اتصالات ماكرون الأربعة في إطار جهود تبذلها فرنسا بحثا عن حلول لإنقاذ الاتفاق النووي. كما أنه جاء عشية مرور شهر كامل على مهلة الستين يوما الثانية، منحتها طهران في السابع من الشهر الماضي، للدول الأوروبية، لمساعدتها في مواجهة العقوبات الأميركية، من خلال تسهيل بيع نفطها ومعاملاتها المالية.
منظومة "باور 373"
وتزامناً مع تهديدات إيرانية متصاعدة بالرد على أي اعتداء خارجي، كشف وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، اليوم الأربعاء، أن إيران ستزيح الستار قريبا عن منظومة متطورة للدفاع الجوي، تحمل اسم "باور 373"، في اليوم الوطني "للصناعة الدفاعية" الموافق للثاني والعشرين من الشهر الجاري.
وقال حاتمي لوكالة "تسنيم" الإيرانية، على هامش اجتماع للحكومة الإيرانية، إنه سيتم في هذا اليوم الكشف عن إنجازات دفاعية جديدة لوزارة الدفاع "سترفع القدرة الدفاعية بشكل لافت وكبير".
وأضاف وزير الدفاع الإيراني أن الوزارة سترفع الستار عن "سيارة مدرعة متطورة" في مدينة أصفهان وسط إيران، الأسبوع المقبل، لتسليمها إلى القوات المسلحة الإيرانية.
وبحسب المصادر العسكرية الإيرانية، فإن منظومة "باور 373" هي منظومة دفاع جوي بعيدة المدى، إيرانية الصنع بالكامل، وأنها أكثر تقدما من منظومة "إس 300" الروسية.
وتستخدم المنظومة التي تتمتع بنظام إطلاق عمودي، صواريخ "صياد" محلية الصنع، والتي يبلغ مداها 300 كيلومتر.
وتضيف هذه المصادر أن "باور 373" لها القدرة على تدمير عدة أهداف جوية في آن واحد.
وجاء إنتاج إيران لهذه المنظومة بعد أن رفضت روسيا عام 2010 تسليمها منظومة "إس 300"، على الرغم من وجود اتفاقية عسكرية حول ذلك.
وأعلنت إيران، أغسطس/آب 2018، أنها قامت باختبار "باور 373" بنجاح، وأنها ستدخل الخدمة قريبا بعد إزاحة الستار عنها.
مقتل عضوين في "الحرس الثوري"
وفي تطور آخر، أعلنت وكالة "فارس" الإيرانية، اليوم، مقتل اثنين من قوات الحرس الثوري الإيراني، خلال اشتباكات مع "مجموعات مناهضة للثورة" في مدينة "ماكو" على الحدود الإيرانية التركية.
وذكرت الوكالة أن الاشتباكات وقعت، مساء أمس الثلاثاء، بين قوات الحرس والمجموعات المعارضة.
ولا تشير السلطات الإيرانية إلى هوية المجموعات المسلحة التي تشتبك في المحافظة مع قوات الحرس، مكتفية بالقول إنها "مجموعات مناهضة للثورة وإرهابية"، لكن تنشط في المنطقة جماعات وأحزاب كردية معارضة، منها "حزب الحياة الحرة الكردستاني (بيجاك)" و"الحزب الديمقراطي الكردستاني".
وتزايدت في الآونة الأخيرة الاشتباكات بين القوات الإيرانية ومسلحين أكراد في محافظة آذربايجان الغربية، حيث إن اشتباكات اليوم هي الثانية من نوعها في المحافظة خلال هذا الشهر.
وفي هذا السياق، أعلنت إيران خلال، هذا الشهر، أنها قصفت بالصواريخ والمدفعية مواقع لأحزاب كردية مسلحة، داخل المناطق الحدودية في إقليم كردستان العراق.
وفي التاسع من يوليو/تموز الماضي، أعلنت السلطات الإيرانية مقتل ثلاثة من قوات "الحرس الثوري" خلال اشتباكات مع مسلحين أكراد في مدينة "بيرانشهر" الكردية، في محافظة آذربايجان الغربية غربي إيران.
وفي الثاني من يونيو/حزيران الحالي، وقعت اشتباكات مماثلة في منطقة جالدران في المحافظة على الحدود مع تركيا، قتل فيها اثنان من الحرس الثوري الإيراني.
وأعلن "الحرس الثوري" في 29 مايو/أيار الماضي، حصول اشتباكات محدودة في منطقة جالدران ذاتها في محافظة آذربايجان الغربية، قتل فيها أحد عناصره، بالإضافة إلى عدد من العناصر المعارضة، وذلك بحسب بيان له.