المتهم بتدبير هجمات 11 سبتمبر يعرض إدانة السعودية مقابل تجنب الإعدام

30 يوليو 2019
لقي نحو ثلاثة آلاف شخص حتفهم بالهجمات (Getty)
+ الخط -

يواجه النظام السعودي مأزقاً جديداً، بعد عرض العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، خالد شيخ محمد، التعاون مع أسر الضحايا لإدانة المملكة مقابل تجنب حكم الإعدام، وفق ما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال".

وذكرت الصحيفة في تقريرها أن خالد شيخ محمد عرض مساعدة أهالي الضحايا الذين قاموا برفع دعوى قضائية فدرالية في نيويورك، يتهمون فيها السعودية بالمساعدة في تنسيق الهجمات الإرهابية التي ذهب ضحيتها أكثر من 3 آلاف شخص بعد تفجير مركز التجارة العالمي والبنتاغون.

واتصل محامو الادعاء في القضية المرفوعة ضد السعودية ببعض المتهمين في الهجمات لطلب شهادتهم، لكن محامي المتهمين أخبر محامي الادعاء بأنهم لن يتقدموا بأي شهادات في الوقت الحالي.


وفي حال نجاح خالد شيخ محمد، معتقل في سجن غوانتانامو الأميركي، بالحصول على صفقة تضمن له تجنب حكم الإعدام، فإنّ ذلك يعني ورطة جديدة للسعودية وإدانة محتملة لها كون خالد شيخ يمتلك الكثير من المعلومات، التي قد تدين النظام السعودي وأفراداً مقربين منه في هذه الهجمات.

ونفذ 15 سعودياً، بعضهم مرتبط بأجهزة أمنية داخل البلاد، هجمات 11 سبتمبر، بعد أن تلقوا تمويلات متنوعة أغلبها جاء من السعودية عن طريق بنك إماراتي يتهم الضحايا هذا البنك بتقديم الدعم عن سابق قصد.

وستضطر السعودية إلى دفع مئات المليارات لأسر الضحايا الذين قرروا تحريك هذه الدعوى القضائية عام 2017 بعد إقرار الكونغرس الأميركي قانون "العدالة ضد رعاة الإرهاب"، والمعروف باسم "جاستا" والذي يسمح لأسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر بتحريك دعاوى قضائية ضد الدول المتورطة فيها.

وقبيل إقرار القانون، هدّدت السعودية ببيع ما يقدر بـ750 مليار دولار من أصولها في الولايات المتحدة الأميركية إذا أُقر القانون.

وتعاملت الصحف السعودية والمواقع الإخبارية الرسمية بارتباك كبير مع تقرير "وول ستريت جورنال"، إذ قالت قناة العربية (الممولة من الحكومة السعودية) إن خالد شيخ محمد هو عميل قطري، فيما قال مغردون وكتّاب محسوبون على النظام إن هناك "مؤامرة كبرى" على السعودية داخل أروقة القضاء الأميركي.


ويواجه النظام السعودي، أخيراً، نفوراً كبيراً، في الداخل الأميركي، إذ صوت الكونغرس قبل أسابيع على مشروع قانون يحظر تصدير الأسلحة للسعودية والإمارات بسبب تورطهما في الحرب الدموية على اليمن، لكن الرئيس دونالد ترامب تجاوز تصويت الكونغرس عبر حق "الفيتو".

كما أن الكونغرس قد استمع لعائلات المعتقلين السعوديين الذين يتعرضون لحملات تعذيب داخل السجون السعودية بإشراف ولي العهد محمد بن سلمان.

ولوّح أعضاء الكونغرس باستخدام قانون "ماغنتسكي" ضد السعودية، في حال عدم الكشف عن المتورطين الحقيقيين في مقتل الصحافي المعارض جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

دلالات