ونقلت وكالة أنباء الإذاعة والتلفزيون الإيرانية عن مصدر "مطلع" في القوات المسلحة الإيرانية، قوله إنّ "القدرة الصاروخية للجمهورية الإسلامية دفاعية بالكامل، وليست ضد أي دولة"، مضيفاً أنّها "للرد على أي اعتداء محتمل على الأراضي الإيرانية".
وأكّد المصدر أن "الجمهورية الإسلامية ليست بحاجة لأخذ الإذن من أي قوة في العالم في الدفاع عن نفسها"، معتبراً أن "الدفاع عن النفس هو مسؤولية ذاتية للدولة والقوات المسلحة".
وتأتي هذه التصريحات بعدما أعلن مسؤول أميركي، أمس الجمعة، أن إيران اختبرت صاروخاً باليستياً متوسط المدى يوم الأربعاء الماضي، في أحدث تطور بالتصعيد الدائر في منطقة الخليج وتحديداً مضيق هرمز، والتوتر المتصاعد بين طهران وواشنطن.
وبحسب المسؤول الذي تحدث لشبكة "سي أن أن"، فإن إيران أطلقت الصاروخ الباليستي "شهاب 3" الذي وصل مداه إلى أكثر من ألف كيلومتر، وأطلق الصاروخ من الساحل الجنوبي للبلاد، واستقر غرب طهران.
ومقللاً من أهمية العملية، لفت المسؤول إلى أن إطلاق الصاروخ لم يشكل تهديداً لحركة الملاحة أو للقواعد الأميركية في المنطقة. وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن هذه الإدارة أخذت علماً بإطلاق صاروخ من إيران.
وأوضح المسؤول الأميركي أن الصاروخ عبر 1100 كيلومتر، أو حوالي 680 ميلاً، وبقي داخل إيران طيلة مدة رحلته، لافتاً إلى أن المسؤولين الأميركيين كانوا يراقبون جيداً موقع الاختبار فيما كانت إيران تتحضر لإطلاق الصاروخ.
ورأت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه رغم محاولة البنتاغون التقليل من أهمية الاختبار الإيراني، إلا أن هذا الأخير يشكل رسالة سياسية من طهران.
ولا يمنع الاتفاق النووي الموقع بين إيران والدول الكبرى في عام 2015 إطلاقها الصواريخ، وهو أحد الأمور التي يقول ترامب إنه يرفضها في إطار الاتفاق الذي انسحب منه العام الماضي، رغم أن قراراً صدر عن مجلس الأمن بالتزامن مع توقيع الاتفاق طالب إيران بـ"عدم القيام بأي نشاط مرتبط بالصواريخ الباليستية القادرة عن حمل رؤوس نووية".
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد طالب إيران بوقف إطلاق الصواريخ والاختبارات والتخلي عن ترسانتها من الأسلحة. وردت إيران بأنها ليست مجبرة على فعل ذلك، وهي لا تخرق القرار الأممي طالما أنها ليست مهتمة بالسلاح النووي.
ويأتي تأكيد إيران على حقها في القيام باختبارات صاروخية وأهمية قدراتها الصاروخية، في وقت، يزور فيه، وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، اليوم السبت، العاصمة الإيرانية طهران، بغية تخفيف التوترات في المنطقة.