تقرير حقوقي: مقتل 14 ألف شخص في سجون النظام السوري

عدنان أحمد

عدنان أحمد
26 يونيو 2019
F802367B-34C5-48DF-807A-172AB96CF86A
+ الخط -

أكدت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" مقتل عشرات آلاف الأشخاص في سورية تحت التعذيب، منذ عام 2011، أغلبيتهم الساحقة قضوا في سجون النظام السوري.

وجاء في تقرير أصدرته الشبكة، اليوم الأربعاء، بمناسبة "اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب" إن ما لا يقل على 14 ألف و227 شخصًا قتلوا بسبب التعذيب، بينهم 177 طفلًا و62 امرأة.

وأكد التقرير أن جميع أطراف النزاع السوري مسؤولة عن التعذيب في سجونها ومعتقلاتها، إلا أن النظام السوري الذي اعتقل منذ عام 2011 نحو 1.2 مليون شخص، مسؤول عن 98% من حالات القتل تحت التعذيب، تليه التنظيمات المتشددة بنسبة 0.39% وفصائل المعارضة 0.3%، وكذلك "قوات سورية الديمقراطية" (قسد).

وبحسب التقرير فإن أبرز أسباب وفاة المعتقلين في سجون النظام السوري هو إهمال الرعاية الصحية، مشيرًا إلى أن المعتقلين في سجون النظام يفتقرون لأدنى شروط السلامة الصحية، فيما تتعمد السلطات في كثير من الأحيان مفاقمة الأوضاع الصحية للمعتقلين عن طريق الإهمال المتعمد، أو تعذيب وضرب المريض، بدل تقديم الرعاية الصحية له.

ولفت التقرير إلى ظاهرة "الفصل" في سجون النظام، وهي ظاهرة يصاب صاحبها بحالة هذيان شديد وفقدان الذاكرة وبكاء هيستيري تؤدي به إلى الوفاة، وذلك نتيجة تعرضه للضرب والإذلال وقلة النوم والطعام. ويتعمد النظام إبقاء الأشخاص "الفاصلين" ضمن مهاجع عن بقية زملائهم بهدف تعذيبهم ودفعهم للانهيار، وأوضح التقرير أن أغلب من يصابون بالفصل ينتهي بهم المطاف إلى الموت. وأضاف أن 8% من المعتقلين الذي قضوا تحت التعذيب، توفوا بسبب ظاهرة الفصل.

وأشار إلى معاناة المعتقلين في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام السوري خاصة في الأفرع الأمنية الأربعة والسجون العسكرية التي تفتقر لأدنى شروط السلامة وتعاني من ازدحام شديد، ونقص في التهوية والنظافة، مؤكداً أن هذه الظروف هي تكتيك مقصود متبع من جانب النظام السوري بهدف تعذيب المعتقلين، وجعلهم يصابون بأنواع شتى من الأمراض، وبعد ذلك يتم إهمال علاجهم بشكل مقصود أيضا، لينتهي المطاف بموت المعتقل غالبا.

وبالنسبة للأطراف الأخرى، أشار التقرير إلى أن 32 شخصا توفوا في سجون تنظيم "داعش" في ظروف تخللها تعذيب أو قتل وحشي، إضافة إلى 24 شخصا في سجون "هيئة تحرير الشام"، فيما قتل 43 شخصا في سجون "قوات سورة الديمقراطية" (قسد)، ومثلهم في سجون فصائل المعارضة.

ويصادف 26 من يونيو/حزيران "اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب"، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1997، بهدف القضاء التام على التعذيب وتقييم أداء اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من أشكال المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.

وكان النظام السوري صادق على اتفاقية مناهضة التعذيب عام 2004، كما أن الدستور السوري يحظر على السلطة ممارسة التعذيب.

واستعرض التقرير أبرز المعتقلين الذين قتلوا في سجون النظام السوري، ومن بينهم: إيهاب أبو صعب، وليلى شويكاني، وغياث معضماني، ومحمود المرعي، وإبراهيم بدران، وغيرهم.

وطالبت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" المجتمع الدولي ومجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة المسؤولين عن القتل تحت التعذيب. كما طالبت بحماية من تبقى على قيد الحياة في معتقلات النظام السوري، ويقدر عددهم بنحو 143 ألف معتقل، بحسب أرقام الشبكة.

إلى ذلك، توفي شاب من محافظة السويداء جنوبي سورية في سجن صيدنايا العسكري، بعد اعتقاله من قبل الأفرع الأمنية التابعة للنظام السوري، منذ نحو ثلاث سنوات.

وذكرت شبكة "السويداء 24" المحلية ان عائلة الشاب لؤي محمد عريج من بلدة المزرعة بريف السويداء نعته أمس الثلاثاء. ونقلت الشبكة عن مصدر مقرب من العائلة قوله إنه في يوم اعتقاله كان قاصدًا لبنان لاستيراد مواد زيتية بحكم عمله في التجارة، وقد عبر جميع الحواجز بين محافظة السويداء والحدود اللبنانية، ليتم إيقافه على الحدود وتحويله إلى فرع فلسطين دون تبيان التهمة الموجهة له آنذاك سوى أن تقريرًا أمنيًا كتب فيه.

وأضاف المصدر أن عائلة عريج توجهت لوجهاء من المحافظة والجهات الأمنية، مطالبين بمعرفة مصير ابنهم، ليتم إخبارهم أنه اعتقل لصالح فرع فلسطين، ثم علموا لاحقًا أنه نقل إلى فرع صيدنايا.