فيما تقول الإدارة الأميركية إنها تريد من خلال ضغوطها المتصاعدة على إيران، الحد من نشاطاتها الإقليمية، رأى الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم الأحد، أن "الوجود العسكري الأميركي في المنطقة أساس مشاكلها"، معتبراً أن السياسات الأميركية "الأحادية والناقضة للمقررات الدولية" وراء الكثير من مشاكل العالم والمنطقة.
وبحسب الموقع الإلكتروني للرئاسة الإيرانية، فإن روحاني قال خلال لقائه في طهران مع رئيسة اتحاد البرلمانات العالمية غابرييلا كويفاس بارون، إن القوات المسلحة الإيرانية "أسقطت طائرة مسيرة أميركية بعد اعتدائها على الأجواء الإيرانية وإرسال تحذيرات لها"، معتبراً أن "هذا الاعتداء الأميركي يمثل بداية لتوتر جديد في المنطقة".
ودعا روحاني العالم والمؤسسات الدولية إلى "إبداء ردّ فعل تجاه هذا الاعتداء الأميركي"، قائلاً إن سياسة إيران "هي تخفيف التوتر ومنع وقوع أي حرب في المنطقة".
واتهم روحاني السفن والطرادات الأميركية بمهاجمة "منصات النفط وسفن الشحن خلال السنوات الماضية في المنطقة"، مشيراً إلى إسقاطها طائرة مدنية إيرانية عام 1988 وقتلها جميع ركابها البالغ عددهم 290 شخصاً.
ودعا روحاني دول المنطقة إلى تأمين أمن الخليج بنفسها، قائلاً إن "تدخلات أميركا في أفغانستان والعراق وسورية واليمن خلقت مشاكل ومعضلات كثيرة".
وأضاف الرئيس الإيراني أن بلاده "تُعاقب من قبل أميركا بسبب التزامها بالقرار رقم 2231 لمجلس الأمن". وجاء القرار مكمّلاً للاتفاق النووي المبرم في عام 2015 بين إيران والمجموعة السداسية الدولية.
وأشار إلى أن واشنطن انسحبت من اتفاقية متعددة الأطراف ونقضت القرار 2231، متهماً واشنطن بممارسة "الإرهاب الاقتصادي ضد الشعب الإيراني وحظر المواد الغذائية والأدوية".
من جهته، رأى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن ما يُطلق عليها اسم المجموعة "ب"، في إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون ووليَّي عهد أبوظبي والسعودية، محمد بن زايد ومحمد بن سلمان، اقتربت جداً من توريط (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب في حرب، لكن الحذر حال دون وقوعها. رغم ذلك، الإرهاب الاقتصادي يجلب التوترات.
وقال ظريف في تغريدة على حسابه عبر "تويتر" إن "أدلة جديدة مثل اعتداء طائرة التجسس MQ9...شراء زوارق سريعة واتصالات هاتفية خطط لها لانتساب الهجمات على ناقلات النفط لإيران تشير إلى أن مجموعة (ب) لم تبق أمامها إلا لحظات لتوريط ترامب في حرب".
وأضاف ظريف أن أخذ ترامب الحيطة والحذر حال دون وقوع هذه الحرب مع إيران، لافتاً إلى أن "الحرب الاقتصادية تتسبب في خلق التوتر".
Twitter Post
|
دولياً، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس اليوم الأحد إلى ضرورة تجنب أي شكل من أشكال التصعيد في الخليج مع استمرار تصاعد التوتر في المنطقة.
وأضاف غوتيريس على هامش مؤتمر عالمي "لا يمكن للعالم تحمل مواجهة كبيرة في الخليج. على الجميع التعامل بأعصاب من حديد".