إسرائيل توظف التقارب مع الهند لصالحها في المنظمات الدولية

23 يونيو 2019
ساندت حكومة مودي المواقف الإسرائيلية (Getty)
+ الخط -

قالت باحثة إسرائيلية إن حاجة الهند إلى تحسين قدرتها على مواجهة التنظيمات المتشددة دفعها إلى تعزيز أنماط تعاونها مع كل من إسرائيل والسعودية والولايات المتحدة.

وأشارت أشريت بيرودكير، الباحثة المتخصصة في الشؤون الهندية في جامعة "بارإيلان"، ثاني أكبر الجامعات الإسرائيلية، إلى تشكّل محور هندي - إسرائيلي - سعودي - أميركي في مواجهة التشكيلات الإسلامية المتشددة، التي تقول نيودلهي إنها مسؤولة عن تنفيذ عمليات إرهابية ضدها.

وفي تحليل نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" اليوم، لفتت الباحثة الإسرائيلية إلى أن حرص الهند على عدم التفريط في العلاقة بإسرائيل وبعض الدول العربية والإسلامية، التي تشاركها الحرب ضد التنظيمات المتشددة، دفع نيودلهي إلى المشاركة، وفي خطوة غير مسبوقة، في مؤتمر دول التعاون الإسلامي الذي نظم في أبوظبي في مارس/آذار الماضي.

وأكدت الباحثة الإسرائيلية أن التحول الذي تشهده العلاقات الهندية الإسرائيلية، أسهم في تحسين المكانة الدولية لإسرائيل بشكل كبير.

وقالت إن حكومة اليمين المتطرف في نيودلهي بقيادة ناريندرا مودي عمدت مؤخراً إلى إسناد الموقف الإسرائيلي في المحافل الدولية، من خلال تبنّي توجهات تل أبيب عند التصويت على القرارات في المؤسسات الأممية.

وفي تحليل نشرته اليوم الأحد صحيفة "يسرائيل هيوم"، نوهت بيرودكير إلى أن الهند صوتت ضد مشروع قرار يقضي بضم منظمة "شاهد" إلى المجلس الاقتصادي الاجتماعي التابع للأمم المتحدة، مشيرة إلى أن نيودلهي تبنت مزاعم الاستخبارات الإسرائيلية بأن هذه المنظمة على علاقة بحركة المقاومة الإسلامية "حماس".

ولفتت إلى أن هذه الخطوة عكست التحول في أنماط تصويت الهند في المنظمات الدولية، حيث كانت نيودلهي قد عمدت في الماضي، وعلى مدى عقود، إلى دعم المواقف الفلسطينية والتصدي لمشاريع القرار التي تقدمها إسرائيل أو تلك التي تستجيب لمصالحها.

ورأت أن دعم إسرائيل يمثل تجاوزاً لإرث "الأخلاقية العالمية"، التي تشبثت بها الحكومات الهندية المتعاقبة، والتي في إطارها ظلت تؤيد القضية الفلسطينية، إلى جانب حرص ممثلي نيودلهي في المحافل الدولية على مهاجمة إسرائيل بسبب احتلالها للأراضي الفلسطينية وسجلها في مجال خرق حقوق الإنسان الفلسطيني.

ولفتت إلى أن التوجه نحو تبنّي سياسات تهدف إلى تحقيق التنمية الاقتصادية دفع الحكومة الهندية، منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، إلى تطوير علاقاتها مع إسرائيل، مشيرة إلى أن نيودلهي دشنت علاقات دبلوماسية مع تل أبيب عام 1992.

واستدركت أن الحكومات التي كان يشكلها حزب "المؤتمر الوطني" ظلت تساند القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، رغم تدشين العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب، لافتة إلى أن التحول على اتجاهات تصويت الهند في المحافل الدولية طرأ بعد وصول حزب "بهاراتيا جاناتا" بقيادي مودي إلى الحكم.

وأشارت إلى أن الهند أقدمت للمرة الأولى على دعم إسرائيل في المحافل الدولية عام 2015، عندما تحفظت على مشروع قرار في الأمم المتحدة يدعو إلى التنديد بالعمليات العسكرية التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة.

وأشارت بيرودكير إلى أن تعاظم التوجهات القومية المتطرفة في الشارع الهندي، وتعاظم مظاهر تقديس الدولة وحدودها، مقابل تهاوي مظاهر احترام القيم الإنسانية، دفع إلى حدوث المزيد من التقارب بين إسرائيل والهند.



وبحسب الباحثة الإسرائيلية، فإن التوجهات المتطرفة وتعاظم التأييد لليمين، دفع نيودلهي إلى التركيز على التحديات الأمنية، وعلى رأسها مواجهة الإرهاب، وهو ما مثل سبباً آخر لتعزيز العلاقات مع تل أبيب.

وأوضحت أن تجذّر قناعة أيدلوجية داخل أوساط اليمين الهندي مفادها أن مواجهة الخطر الإسلامي تتطلب تعزيز العلاقة مع إسرائيل، عزز من دافعية الحكومة الهندية لبناء شراكات أمنية واستراتيجية مع تل أبيب.