فنزويلا: "تحركات عسكرية" لخلع مادورو... وغوايدو يدعو للتظاهر "بسلام" أمام ثكنات الجيش

03 مايو 2019
دعا غوايدو مؤيديه للتظاهر السبت (إديلزون غاميز/Getty)
+ الخط -


تحدّث سياسي فنزويلي معارض، عن "تحرّكات عسكرية" في الطريق لإنهاء حكم الرئيس نيكولاس مادورو، متوقعاً سقوطه خلال أسابيع، في حين دعا زعيم المعارضة خوان غوايدو، إلى التظاهر، غداً السبت، "بسلام" أمام القواعد العسكرية في البلاد لمطالبة الجيش بالانحياز للمعارضة.

وقال السياسي الفنزويلي المعارض ليوبولدو لوبيز، الخميس، إنّه التقى مع "قادة وجنرالات" بمنزله أثناء وجوده رهن الإقامة الجبرية، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، قبل الانتفاضة الفاشلة التي جرت في وقت سابق من الأسبوع الحالي، في محاولة لخلع مادورو.

وقال لوبيز، من مقر إقامة السفير الإسباني الذي لجأ إليه يوم الثلاثاء، إنّ هناك كثيراً من "التحركات العسكرية" في الطريق، وإنّه يتوقع "نهاية اغتصاب (السلطة) خلال أسابيع" في إشارة إلى انتهاء حكم مادورو.

من جانبها أعلنت الحكومة الإسبانيّة، الخميس، أنّها لن تُسلّم السلطات الفنزويليّة "تحت أيّ ظرف من الظروف" المعارض ليبولدو لوبيز، الذي لجأ إلى مقرّ إقامة السفير الإسباني في كراكاس وكان القضاء أمرَ باعتقاله.

وقالت وزارة الخارجية الإسبانيّة، في بيان، إنّ الحكومة "لا تعتزم في أيّ حال من الأحوال تسليم ليوبولدو لوبيز إلى السلطات الفنزويلية أو إخراجه من مقرّ إقامة السفير"، مضيفةً أنّها ترغب في "إيجاد حلّ" لهذه القضيّة "في أسرع وقت ممكن".

المعارض ليوبولدو لوبيز من أمام السفارة الإسبانية (رافائيل بريسينو/getty)


في الأثناء، دعا زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو، مؤيديه إلى التظاهر، غداً السبت، "بسلام" أمام القواعد العسكرية في البلاد، لمطالبة الجيش بوقف دعمه لمادورو.

وكتب غوايدو، في تغريدة على "تويتر"، ليل الخميس الجمعة، "السبت الرابع: تعبئة وطنية للسلام باتجاه الوحدات العسكرية الكبرى لتنضم إلى دستورنا".

والجيش طرف أساسي في السلطة الفنزويلية. وهو يسيطر على قطاع النفط الذي يؤمن 96% من موارد البلاد، وكذلك على عدد كبير من الوزارات ويدعم الرئيس مادورو الذي دعا القوات المسلحة، الخميس، إلى "محاربة جميع الانقلابيّين".


ويأتي ذلك غداة إحباط الجيش انقلاباً عسكرياً، وتأكيد ولائه للرئيس الاشتراكي.

وقال مادورو الذي كان يتحدّث محاطاً بوزير الدّفاع الجنرال فلاديمير بادرينو وكبار القادة العسكريّين، في خطاب بثّته هيئة الإذاعة والتلفزيون، في وقت مبكر صباح الخميس، "نعم، نحن في خضمّ المعركة، والمعنويّات يجب أن تكون في أعلى مستوياتها لتجريد جميع الخونة من أسلحتهم، جميع الانقلابيّين".

وأضاف مخاطباً العسكريّين "ولاء دائم ولا خيانة البتّة"، مردّداً هتافاً يُرفع في كلّ تجمعات السلطات واجتماعاتها. وتابع "لا للخوف. إنّه وقت الدّفاع عن الحقّ في السلام".

وكان مادورو أكّد، الأربعاء، أنّه "لن يتردّد" في معاقبة "الخونة" المسؤولين عن محاولة تمرّد عسكري تلبيةً لنداء غوايدو، صباح الثلاثاء.

وجدّد وزير الدفاع، الخميس، تأكيد "ولاء" الجيش "للقيادة العليا للقوّات المسلّحة، الرئيس الوحيد الأوحد، الرئيس نيكولاس مادورو".

وكان غوايدو ومعه 27 "جنديّاً" وجّه نداءً إلى الانتفاضة من مشارف قاعدة كارلوتا الجوّية. لكنّ المحاولة سرعان ما فشلت خلال النهار، بعدما طلب 25 عسكرياً اللجوء إلى سفارة البرازيل في كراكاس، ثمّ لجوء ليوبولدو لوبيز القيادي المعارض الذي كان ظهر مع غوايدو، إلى السّفارة الإسبانيّة.

وتوفّي الخميس شابّان متأثّرين بجروح أثناء صدامات وقعت خلال اليومين الأخيرين، ما يرفع إلى أربعة عدد القتلى بين المتظاهرين المناهضين لمادورو، بحسب المعارضة.

من أمام قاعدة كارلوتا العسكرية (فيدريكو بارا/فرانس برس)


وطلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، إنهاء "القمع الوحشي" في البلد الغارق في أزمة سياسية واقتصادية حادّة.

وصرّح الرئيس الأميركي، الخميس، "صلواتنا تُواكب الشعب الفنزويلي في معركته العادلة من أجل الحرّية"، مضيفاً "القمع الوحشي للشعب الفنزويلي يجب أن ينتهي سريعاً". وتابع "الناس جائعون. ليس لديهم طعام ولا مياه في بلد كان من الأغنى في العالم".

من جهة أخرى، طلبت الحكومة الفنزويليّة، الخميس، من الولايات المتحدة حماية سفارتها في واشنطن، وذلك بُعيد وقوع حادث بين مؤيّدين لمادورو وآخرين معارضين له أمام مقرّ البعثة الدبلوماسيّة، بحسب ما أعلن وزير الخارجيّة الفنزويلي خورخي أريازا.

وكتب أريازا على "تويتر" "نُطالب وزارة الخارجيّة الأميركيّة بالوفاء بالتزاماتها بصفتها من الدول الموقّعة على اتّفاقية فيينّا للعلاقات الدبلوماسيّة، وحماية مبنى السفارة الفنزويلية في واشنطن كما تقوم حكومتنا بحماية" المنشآت الأميركيّة في كراكاس.


ومنذ ثلاثة أسابيع، تحتلّ مجموعات يساريّة متطرّفة وناشطون سلميّون السفارة ليلاً نهاراً، مندّدين بما يعتبرونه "انقلاباً" ضدّ مادورو. ويرفع هؤلاء لافتات كُتب عليها "سلام" و"يسقط أعداء فنزويلا".

ويُشكّل مبنى السّفارة الفنزويليّة المؤلّف من أربع طبقات والواقع في العاصمة الأميركيّة، محور مواجهة بين مادورو وغوايدو.

وكان مادورو أعلن، في يناير/ كانون الثاني، قطع العلاقات الدبلوماسيّة مع الولايات المتحدة بعد اعتراف واشنطن بغوايدو، وأمرَ بإغلاق السفارة وكلّ القنصليّات على الأراضي الأميركيّة.

إلى ذلك، صرّح مسؤول أميركي بأنّ وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو، سيناقش مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، الخلافات بين بلديهما بشأن الأزمة الفنزويلية عندما يلتقيان في فنلندا، الأسبوع المقبل.

وقال إنّ الوزيرين سيُناقشان "مجموعة واسعة من القضايا" عند لقائهما على هامش اجتماع مجلس بلدان القطب الشمالي الذي يبدأ الإثنين في مدينة روفانيمي شمال فنلندا.

وأضاف للصحافيين مشترطاً عدم كشف اسمه "أتوقّع أن تكون هناك فرصة للنقاش" بين بومبيو ولافروف و"فنزويلا ستكون جزءاً من هذا النقاش".

وأشار إلى أنّهما سيتطرّقان بشكل أوسع إلى "مخاوفنا حيال موقف روسيا، خصوصاً في أوكرانيا وبالتأكيد في فنزويلا".

وكانت وزارة الخارجيّة الأميركيّة أعلنت أنّ بومبيو قال لنظيره الروسي، خلال اتّصاله الهاتفي به، الأربعاء، إنّ موسكو "تزعزع الاستقرار" في فنزويلا، ودعا روسيا مجدّداً إلى التوقّف عن دعم مادورو.

وكانت وزارة الخارجيّة الروسيّة نقلت روايتها لهذا الاتّصال، في بيان أكّدت فيه أنّ لافروف أبلغ نظيره الأميركي بأنّ "تدخّل واشنطن في الشؤون الفنزويليّة يُعدّ انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي" وأنّ "هذا التأثير المدمّر لا علاقة له بتاتاً بالديموقراطيّة".

كما انتقد بيان الخارجيّة الروسيّة تصريحات ترامب وبومبيو عن عدم استبعاد الخيار العسكري في فنزويلا.

ونقل البيان عن لافروف قوله في هذا الصدد إنّ "تداعيات" هذه التصريحات "قد تكون وخيمة جداً"، مضيفاً "الشعب الفنزويلي له الحقّ وحده في تقرير مصيره".

وكانت الولايات المتحدة فرضت عقوبات اقتصاديّة شديدة، في محاولة لدفع مادورو إلى الرحيل.


(فرانس برس, رويترز)