وقال مسؤول عراقي في بغداد، اليوم الأربعاء، لـ"العربي الجديد"، إن القوات الأميركية رفعت من وتيرة إجراءاتها الأمنية في محيط ست قواعد ومعسكرات تضم قوات لها، بالإضافة إلى سفارتها في بغداد مع بوادر تأجيل استئناف عمل قنصليتها في البصرة.
يأتي ذلك بعد بيان لوزارة الخارجية الأميركية دعت فيه موظفيها "غير الأساسيين" في العراق إلى الرحيل.
وطلبت الخارجية الأميركية عبر بيان لها، من موظفيها غير الأساسيين في سفارتها ببغداد وقنصليتها في أربيل مغادرة العراق.
كما علّقت الخارجية الأميركية في البيان ذاته إصدار التأشيرات العادية للعراقيين مؤقتاً. وأوصى البيان من شملهم القرار بالرحيل عبر وسائل النقل التجارية في أسرع وقت ممكن.
من جهته، أكد مسؤول عراقي في وزارة الدفاع لـ"العربي الجديد"، أن الأميركيين رفعوا إجراءاتهم الأمنية بشكل غير مسبوق في قواعد ومعسكرات يتواجدون فيها، مثل عين الأسد، والتقدم في الأنبار، والمطار، والتاجي في بغداد، وبلد في صلاح الدين، وموقع آخر قرب الموصل.
وأشار إلى أنّ تلك الإجراءات تتضمن تحليق طائرات مراقبة وإطلاق مناطيد وتسيير دوريات وعدم السماح لأي قوات غير الجيش العراقي بالتحرك في محيط تواجدها.
كما أكد أن السفارة الأميركية في بغداد أوقفت استقبال المواطنين العراقيين الراغبين في الحصول على تأشيرة الدخول، كاشفاً أن القوات العراقية بدورها عززت تواجدها في محيط تواجد القوات الأميركية وموقعين آخرين يضمان موظفين أميركيين ضمن بعثة مدنية لمساعدة سكان المدن المحررة.
ويتوقع أن ينعكس القرار بشكل سريع على العاملين الأميركيين في مجال مساعدة سكان المدن العراقية المحررة كالموصل والفلوجة والرمادي والعاملين في ما يعرف ببرنامج تثبيت الاستقرار الذي يتضمن تقديم مساعدات للسكان والمشاركة في عمليات ترميم وإعمار المدارس والمستشفيات والجسور في تلك المناطق.
وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد"، في محافظة الأنبار غربي العراق، إنهم شاهدوا تحليقا لمروحيات أميركية بمحيط قواعدها، فجر اليوم، استمر أكثر من نصف ساعة مع استمرار تحليق الطائرات المسيرة فيما شوهدت قوات من اللواء الثاني بالجيش العراقي تنفذ عمليات تمشيط واسعة بمحيط قاعدة عين الأسد أيضاً.
من جهة ثانية، قال مسؤول في محافظة البصرة المطلة على مياه الخليج العربي جنوبي العراق لـ"العربي الجديد"، إن جهود إعادة افتتاح القنصلية الأميركية في المدينة بعد إغلاقها العام الماضي بسبب استهدافها بالصواريخ باتت الآن مستحيلة.
وأضاف أن "الأميركيين كانوا أكثر قرباً من إعادة افتتاح القنصلية واستئناف عمل طاقمها لكن مع بيان الخارجية الأميركية انتهت أي آمال بذلك".
إلى ذلك، اعتبر عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي علي الغانمي، في حديث صحافي، أن بيان الخارجية الأميركية يندرج في إطار الحرب النفسية"، وأوضح الغانمي أن "الولايات المتحدة تريد أن تشير من هذه الدعوات، إلى أن العراق سوف يتدخل إذا كانت هناك حرب بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، وهذا الشيء غير حقيقي، ولن يحصل".
ورأى الخبير بالشؤون الأمنية العراقية أحمد عبد المجيد الطائي، في حديث مع"العربي الجديد"، أن "التصعيد الأميركي يعتبر أول إجراء عملي على الأرض منذ زيارة وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو مطلع الشهر الجاري، وإيصاله تحذيرات للحكومة العراقية".
ورجح الطائي بأن "تكون الإجراءات الأميركية بناءً على معلومات حول قرب استهداف الرعايا الأميركيين أو أنها تأتي استباقاً لخطوة ضد إيران"، لافتاً إلى أنّ "المزاج العام في العراق بات أكثر ترقباً وخوفاً بعد البيان الأميركي، وهذا سينعكس بشكل واضح على الملف الأمني خاصة بالمناطق التي تتواجد بها قوات أميركية".