هدوء يسبق عودة القتال جنوب طرابلس وحفتر يخطط لـ"حرب استنزاف"

07 ابريل 2019
"قوة حماية طرابلس" أمّنت بعض المناطق (محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -
لا تزال محاور القتال في مناطق جنوب العاصمة الليبية طرابلس تشهد هدوءا حذرا منذ ساعات صباح اليوم الأحد، بعد ساعات من القتال أمس السبت.

وفي السياق، أكدت "قوة حماية طرابلس" أنها أمّنت المناطق الواقعة على خط وادي الربيع- السواني- الكريمية إلى كوبري الزهراء، مرورًا بقصر بن غشير والمطار، وكلها تقع جنوب طرابلس، مؤكدة أن فصائل قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر تم إرجاعها إلى منطقة الهيرة

خارج طرابلس جنوبا بنحو 50 كم.

وأضافت القوة، في منشور على صفحتها الرسمية في فيسوك، أن قوات المنطقة العسكرية الوسطى بمصراته، بمساعدة سلاح الجو، تمكنت من قطع خطوط الإمداد التي تستعملها قوات حفتر لإمداد هجومها على جنوب العاصمة.

من جانبه، قال القائد الميداني بـ"قوة حماية طرابلس" سليمان بودية إن "قوات المنطقة الوسطى التابعة لحكومة الوفاق وصلت إلى مشارف الجفرة، حيث تتواجد غرفة قيادة قوات حفتر حاليا". 

وتعد قاعدة الجفرة المركز الرئيس لقوات حفتر، مشيرا إلى أن قوات الوسطى تعد لهجوم على القاعدة بهدف الاستيلاء عليها.

وذكر بودية، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "قوات الصاعقة" التابعة لحفتر مرت، فجر اليوم، بمنطقة مزدة (180 كم جنوب غرب طرابلس) في طريقها للالتحاق بقوات حفتر المتواجدة في منطقة الهيرة، ما يشير إلى أن اللواء المتقاعد حول خططه إلى ما يمكن تسميته بــ"الحرب طويلة الأمد" لـ"استنزاف قوات الدفاع عن طرابلس في المناطق البعيدة عن العاصمة بهدف إضعافها".

ونقل المتحدث ذاته عن غرف الرصد الجوي التابعة لسلاح الجو تأكيده على "وصول تعزيزات عسكرية كبيرة من قوات حفتر لقاعدة الجفرة، بالإضافة إلى طيران حربي لقاعدة الوطية، ما يكشف قرب بدء فصل جديد من فصول حربه غرب البلاد".

وعن الأوضاع في طرابلس، قال بودية إن ""قوات حماية طرابلس" لا تزال تتعامل مع بعض المفازر التابعة لحفتر التي تمكنت في الأيام الماضية من السيطرة على مقار عسكرية تتحصن داخلها في عين زارة والسواني"، مشيرا إلى أنها تريد تحويل القتال داخل العاصمة إلى حرب شوارع.

من جانب آخر، تبدو مظاهر الحياة داخل طرابلس في أحيائها الشمالية والغربية تسير بشكل عادي صباح اليوم الأحد، فيما أغلب المدارس أغلقت أبوابها في أحياء عين زاره والكريمية ووادي الربيع خوفا من تزايد وتيرة الاشتباكات.

وكانت وزارة التعليم بحكومة الوفاق أعلنت، مساء أمس السبت، عن موافقتها لمراقبات التعليم في المناطق التي تشهد اشتباكات على إيقاف الدراسة.

وناشد جهاز الإسعاف والطوارئ التابع لوزارة الصحة بحكومة الوفاق كافة أطراف القتال بـ"ضرورة إعلان هدنة وإيقاف إطلاق النار لفتح ممر آمن لإخلاء العائلات العالقة بمناطق الاشتباكات".

وفيما نشر الجهاز أرقام هواتف على صفحته لتسهيل عملية الاتصال به لإنقاذ الأسر العالقة  قال المتحدث باسم الجهاز أسامة علي إن الجهاز تلقى، حتى صباح اليوم، ما يزيد عن العشرة نداءات استغاثة من داخل مناطق الاشتباك جنوب طرابلس.

وقال لـ"العربي الجديد" إن "هناك بالفعل أسرا عالقة ولا يمكننا الوصول إليها بسبب التوتر، وتحديدا في وادي الربيع وعين زاره"، مشيرا إلى أن أكثر من خمس أسر أخرى تم الوصول إليها ونقلها إلى أماكن آمنة.


وفيما أشار المتحدث إلى خطورة العمل داخل مناطق الاشتباك، أعلن الهلال الأحمر الليبي عن وفاة عبد الحميد الهرامة، أحد أطباء الهلال، بطلق ناري عشوائي "أثناء تأديته لواجبه".

ونزحت عشرات الأسر من مناطق الاشتباك منذ إعلان حفتر حربه على طرابلس، فيما أفاد شهود عيان من منطقة قصر بن غشير بأن عددا من المنازل تم نهبها من قبل مسلحي حفتر قبل أن ينسحبوا من المنطقة.

ومنذ يومين، انقطعت الكهرباء عن مناطق الاشتباك، حيث أعلنت الشركة العامة للكهرباء إصابة الخطوط بسبب الاشتباك داخل مناطق الهيرة والعزيزية ووادي الربيع وبئر العالم والسبيعة، وبعض المناطق في مدينة غريان، مؤكدة عجزها عن الوصول إليها لإعادة التيار.​

فرقاطة أميركية تخلي عددا من الجنود

إلى ذلك، أجلت فرقاطة أميركية عددا من مسؤولي السفارة الأميركية في العاصمة الليبية طرابلس، بالإضافة إلى موظفين بالأمم المتحدة، بحسب ما أظهرت صور وشرائط فيديو انتشرت في شبكات التواصل الاجتماعي صباح اليوم الأحد.

وبحسب المشاهد، فقد توقف زورق أميركي أمام البوابة الخلفية لمجمع "بالم ستي" المطل على البحر، قبل أن يغادر بسرعة.

وفي وقت لاحق الأحد، أكدت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا "أفريكوم" إجلاء جنود أميركيين كانوا يتولون مهمة دعم مؤقتة للقيادة الأميركية الأفريقية من ليبيا، استجابة للظروف الأمنية. 

ونقل بيان "أفريكوم" عن توماس وولدهوسر، قائد القيادة الأميركية الإفريقية، قوله "الأوضاع الأمنية على الأرض في ليبيا تزداد تعقيدًا ولا يمكن التنبؤ بها". غيّر أنه شدد على أنه رغم تعديل عدد القوات، بعد عملية الإجلاء، "سيستمرون في الحفاظ على دعمهم (لليبيا) في إطار الاستراتيجية الأميركية الحالية". 

ومجمع "بالم ستي" يقع في جنزر ضاحية طرابلس الغربية، ويقيم فيه موظفو السفارة الأميركية، كما تتخذه البعثة الأممية مقرا لها.