سبعة وزراء سعوديين في بغداد: الاستثمار والحدود والتأشيرات وإعمار المدن المحررة

04 ابريل 2019
يعد الوفد الأضخم الذي يزور العراق منذ 1989(واس)
+ الخط -
بدأ الوفد السعودي الوزاري الذي وصل إلى العراق في ساعة متأخرة من ليل أمس الأربعاء، لقاءاته بالمسؤولين العراقيين في العاصمة بغداد، والتي من المقرر أن تسفر عن توقيع اتفاقيات تجارية واقتصادية بين البلدين، فضلاً عن افتتاح قنصلية سعودية ببغداد، والإعلان عن استئناف التأشيرات بين البلدين، بعد توقف دام قرابة ثلاثة عقود، إثر الغزو العراقي للكويت عام 1990.

ويضمّ الوفد السعودي الزائر، بحسب مسؤول عراقي، كلاً من وزير التجارة والاستثمار ماجد القصبي، ووزير الثقافة بدر بن عبد الله، ووزير البيئة والمياه والزراعة عبد الرحمن الفضلي، ووزير الطاقة والصناعة خالد الفالح، ووزير التعليم حمد آل الشيخ، ووزير الإعلام تركي الشبانة، ووزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، إضافة إلى نحو 100 شخصية سعودية، بين وكيل وزير ومستشار ومسؤول حكومي، وهو أضخم وفد حكومي سعودي يزور العراق منذ العام 1989.

وبحسب المصدر الذي تحدث في اتصال مع "العربي الجديد"، فإن الوزراء والمسؤولين السعوديين سيلتقون نظراءهم العراقيين لبحث قضايا عدة، يندرج أغلبها ضمن أعمال اللجنة التنسيقية بين البلدين التي انبثقت في وقت سابق.

وأشار المصدر إلى أن المسؤولين السعوديين أكدوا وجود رغبة لدى بلادهم في زيادة عدد القنصليات السعودية في العراق، فضلاً عن تطوير الجانب الاقتصادي المتعلق بالتبادل التجاري، وزيارة الحجاج، وإكمال ترتيبات الملعب الرياضي الذي سبق للسعودية أن تعهدت ببنائه في العراق.

وبحسب المصدر، سيطرح الوفد السعودي أفكاره، في ما يتعلق بمساهمة الرياض في إعمار المناطق المحررة من تنظيم "داعش" الإرهابي، وتعزيز التعاون العلمي والثقافي بين البلدين.

وكان وزير النفط العراقي ثامر الغضبان قد استقبل الوفد السعودي في مطار بغداد أمس الأربعاء، بحسب بيان لوزارة النفط، أكد أن الوفد السعودي الذي يرأسه وزير التجارة والاستثمار ماجد بن عبد الله القصبي، ضمّ أكثر من شخصية رفيعة المستوى، بينها وزراء ومسؤولون ورجال أعمال ومستثمرون ومختصون في مجالات الأمن والطاقة والتجارة والنقل والاقتصاد.

وقال رئيس الوفد السعودي إن الزيارة تهدف إلى تعزيز فرص التنمية الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، مؤكداً أن العراق والسعودية يرتبطان بجسور متينة تعزز التواصل السياسي والاقتصادي والثقافي ومجالات أخرى.

وذكّر القصبي، خلال مؤتمر صحافي، بأن منفذ عرعر الحدودي بين العراق والسعودية دخل حيز التنفيذ قبل نحو خمسة أشهر، وسينتهي العمل به من الجانب السعودي خلال السنة المقبلة، لافتاً إلى أن بلاده خصصت مليار دولار لبناء المشاريع التنموية في العراق، ستكون مضافة إلى بناء مدينة الملك سلمان بن عبد العزيز الرياضية، التي ستشكل معلماً رياضياً للشباب العراقيين، على حد قوله.

من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف، أن الوفد السعودي سيناقش خلال زيارته للعراق القضايا المتعلقة بالاستثمار، وسبل تعزيز القطاع الخاص بين بغداد والرياض، على مستوى الصناعة والزراعة والصحة، فضلاً عن تطوير العلاقات الدبلوماسية.

وشدد الصحاف، خلال تصريح صحافي، على أن العلاقات العراقية - السعودية تسير باتجاه تكاملي، في الوقت الذي تشهد فيه بغداد إقبالاً منقطع النظير من قبل رؤساء ووزراء، ما يدل على أن العراق قوي ويمثل نقطة توازن لبناء شراكات استراتيجية.

في غضون ذلك، هاجم قياديون في "ائتلاف دولة القانون" الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي زيارة الوفد السعودي.

وقال المتحدث باسم الائتلاف عباس الموسوي: "إني أرى البعض يرقص بلا دف لعودة السعودية إلى العراق"، موضحاً في تغريدة عبر حسابه على "تويتر" أن السعودية "لا تمثل الحضن العربي، بل إن عودتها وتأكيدها على منفذ عرعر، يشير إلى مصالحها من أجل إعادة مشروعها الذي فشل في سورية"، حسب تعبيره.

وطالب الموسوي بتحميل السعودية كل الخسائر المالية التي أصيب بها العراق من جراء سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، داعياً إلى "عدم الفرح بملعب طوبة"، في إشارة إلى المدينة الرياضية التي تنوي السعودية إنشاءها في العراق.

المساهمون